الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخذت الصلاة أعظم نصيب من اهتمام نساء الصحابة -رضي الله عنهم- أجمعين، ومظهر ذلك تلك الروايات الكثيرةِ التي سجلتها دواوين الإسلام، تصفُ العديد من مشاهد ومواقف نساءَ السلف مع الصلاة.
فلو تتبعنا زياراتهنَّ المتتالية لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسألنهُ عن الطهارة والصلاة، لبلغ كماً هائلاً، فتلك تسألهُ عن الطهارة بعد المحيض، وهذه تسألهُ عن استحاضتها الدائمة، وثالثة تسألُ عن غسل الجنابة، ورابعة عن مشروعيةِ صلاتها في المسجد، وخامسةً عن المواقيت، وسادسة عن النوافل وهكذا.
وما ذلك إلاَّ ما يرينهُ -رضي الله عنهن- من عظمِ شأنِ الصلاةِ وكونها مسألةُ حياةٍ, أو موتٍ, وجنة ونار.
واليوم ننظر في واقع نسائنا، فنراهنَّ زاهداتٍ, مُضيعات لهذه الفريضة الركن، فلا تؤدي إلاَّ بعد فوات وقتها، أو مجموعة أو متروكة بالكلية إلاَّ ما رحم ربي.
إنَّ الكثيرات يُؤخرنَ الصلاة عن وقتها لأتفهِ الأسباب فقد يكونُ السبب انشغالها بتصفح جريدة، أو مجلة، أو مطالعةِ قصة، أو رواية، أو محادثة صديقة، أو زميلة، أو متابعةِ مسرحية، أو مشهد فضائي، أو حتى إعداد طبق، أو طهي وجبة طعام.
ثم إن تفضلت بأداءِ الفريضة فهي كالعادةِ نقر كنقر الغراب، والتفاتةً كالتفاتةِ الثعلب.
ولما أصبحت الصلاة بهذه الآلية المضطربة، هانت المعصيةُ والمخالفة في أذهان الكثيرات فالصلاة لا تنهى عن الفحشاء والمنكر إلاَّ إذا أقيمت على الوجه المرضي شرعاً، وحين ألمت النساء بالمعاصي استولت الوحشة على صدروهن، وتمكنت الكآبة من نفوسهن، وساد القلقُ في حياتهن، وتسلطت الشياطينُ عليهن، ولسائلٍ, أن يسألَ هل إلى خروج من سبيل؟
والجواب:
إنَّهُ ليسيرٌ على من يسرهُ الله عليه، وإنَّهُ ليبدأ أولاً بمعرفةِ قدر الصلاة حق المعرفة، وإدراك أهميتها حق الإدراك.
وحسبنا أن نعلم ما استدلَ به عبد الله بن الشقيق -رحمه الله- ما كان من أصحابِ النبي -صلى الله عليه وسلم- يعدون شيئاً تركهُ كفر إلاَّ الصلاة، وهو مصداقُ قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)) رواه مسلم.
وهذه لعمرِ الحق قوارعُ *** تهتزٌّ لوقفها الجبال الصمّ!!
ومن بين سائر العبادات ظلت الصلاة واجبةً على الأعيان، لا تسقطُ بحالٍ, مهما خارت القوى، وارتخت الأعصاب، ما دام للإنسانِ عقلٌ وإدراك.
فهيا يا فتاة الإسلام أغيظي شيطانك، واقهري عدوك، وتناولي وضوؤك، وقفي بين يدي ملكِ الملوك، وقولي: ربِّ إني ظلمتُ نفسي ظلماً كثيراً فاغفر لي فإنَّهُ لا يغفر الذنوب إلاَّ أنت.
وافتحي صفحةً جديدةً بصلاةٍ, خاشعةٍ, خاضعة، وسترين ساعتها انقلاباً عظيماً في حياتك، لا يعدله قلاعُ الأرض ذهباً، والله المستعان.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد