دعيني قليلاً
مع النهرِ والأغنيات،
دعيني مع الفجر أصحو
وأقطف من صوتهِ
برتقالَ انتمائي إليه،
وأنقش أزهارَ عمري
على راحتيه،
وأترك روحي معلّقةً
فوق أبوابه
شاهقاً يا دمي أستعيد البكاءº
سقطنا على الباب
كنَّا صريعَي نداءٍ,
يُورِّطُ سلَّةَ أعمارنا
في هبوبِ الشقاء.
تَعِبنا
وكم غرَّبتنا الليالي
وكم شرّدتنا المسافاتُ
والأغنياتُ القتيلةُ
والياسمين،
تركنا الأسى ينحني
كي يلامسَ أجفاننا
ويودّع أفراحنا،
والهوى يسلبُ النايَ منّا
لكي ترتدينا أيادي العزاء،
نلمّ بيادرَ أوجاعنا
ونصالح أحزاننا الغافياتِ
نفتّشُ عن ضوء صوتكِ
عن قطرات الصباح البعيد
وعن أمسيات الغناء،
لماذا
تخافينَ من موعدٍ,
يُطلِقُ النهرُ في راحتيهِ
جنونَ الهوى؟
لماذا..لماذا!؟
وليستُ أصابعُ روحي
سوى رعشةٍ, من حنين
وليست سوى زنبقاتٍ,
يجئنَ إلى الحقلِ
يمشين تحت النوافذ
حتى تصيرَ الأغاني
بلا وجعٍ, أو أنين؟
لماذا تجيئين نحو فراديس روحي
مسربلةً بالرياحِ
ومورقةً بالضياع الطويلِ
وزهر النواحِ
وموغلة في انكسار الحنين؟
سأمشي على مرمرِ الريح
أمشي وأمشي
أؤذّن في جيل هذا الغيابِ
أُرتّبُهُ،
وأُفصِّلُ روحي
على قامةِ الغيمِ والاشتهاء.
تلقَّيتُ بالأمسِ
مطلعَ حزنٍ, جديدٍ,
يؤلّبُ موتَ العنادلِ
موت السّلام.
تمنيّتُ أن أستحمّ بصوتِ القرنفلِ
أن أتبدّدَ مثل النعاس
وأُبعَثَ مثل الكلام.
ليرتاحَ عمري قليلاً على راحتيكِ
سأُلقي ثيابَ اشتياقي عليكِ
وأسكب آخرتي
في نزيفٍ, جديدٍ,
يمثّل فصلَ الختامº
تعالي..
وغطّي كلامي
بشال انتظاراتكِ القادماتِ
تعالي نكحّل خريفَ الحياةِ
نزمّل غيومَ التمّني
بآلائك الفاتناتِ..
نغنِّ
لهذا الهواء القتيلِ
وهذا الحصار.
تعالي..
لكي لا أحبّ سواكِ،
لأنكِ أنتِ البلاد
التي عذّبَتني طويلاً
أحبّكِ حيناً
وحيناً..
أحبّكِ أكثر.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد