لدمشقَ الآنَ تُحاكُ ثيابٌ من أحزان
وثيابٌ من خوفٍ, دمويّ يربضُ في الشريان
لدمشقَ الآنَ يُحاك الصيفُ النوويّ الملعون
وفصولٌ من خوفٍ, دمويّ عاتٍ, يتحركُ مجنون
لدمشقَ الآنَ تحاكُ ثيابٌ من بركان
قد شقّ عليهم أن يتضاحكَ طفلٌ في مهدِ الأمِّ الحِمصيةِ
حينِ تناغي الرجلَ الكامنَ في عينيه
قد شقّ عليهم أن يتقافزَ طفلٌ في صحنِ الأمويِّ الشامخِ
يضحكُ من شفتيه
قد شقّ عليهم أن يترجلَ من عينيهِ الفرحُ الإيمانيٌّ
النابتُ من رئتيه
كي يزرعَ بالآمالِ وبالأحلامِ وبالأقلامِ حماة
قد شقّ عليهم أن يتعانقَ بردى والبدّاوي
أن تتعانقَ صيدا والدانوب
أن تتعانقَ شامُ اليومِ وشامُ الأمس
شق عليهم أن تمسحَ حلبُ الدمعَ النازفَ من عينيّ البصرة
أن تمسحَ جرحَ القدسِ بكفّ من أحلام
شقّ عليهم أن تسكنَ صيدا في أفئدةِ العربِ المحزونين
أن تسكنَ \"صورُ\" عقولَ العرب المسكونةِ بالمستقبلِ
والجامحةِ لتاريخِ الخلفاء
يا عالمنا العربيَّ النائمَ في أجفانِ الموتِ تَيَقَّظ
احمل من عينيّ صلاحِ الدينِ الرابضِ في صحنِ الأمويِّ حنينا للتاريخ
اركض احمل سيفَه
ارفض ضيفَه
هذا الضيفُ نواة للإفساد
واقرأ درسَ القدسِ
ودرسَ عراقِ الحبّ طويلا
لا تعبأ بالكلمات
لا تأخذك حروفُ مساواةٍ, ملعونة.
لا تخدعك خطاباتُ الحريةِ واقرأ درسَ عراقِ الحزنِ طويلا..
واذكر
كيف تحولت الحريةُ في بغدادَ إلى ألغامٍ, تقتل أحلامَ الأحباب
واذكر
كم صاروخٍ, أودى بالأحباب هناك
من فخخّ أحلامَ الفقراءِ لتقتلَ آلافَ الفقراء
من دمّر بيتا في بغداد الحبِّ أيبني بيتا في بيروت؟
من يطلقُ وحشَ الموتِ هنالكَ في بغدادَ
أيَعقلُ وحش الموتِ بصيدا أو بحماة
لا لا تخدعكَ الأحلام
لا تعبأ بالكلمات
لا تأخذك حروفُ مساواةٍ, ملعونة.
لا تخدعك خطاباتُ الحريةِ واقرأ درسَ عراقِ الحزنِ طويلا..
لا وقتَ لديكَ الآنَ لتسألَ أسئلةً مشروعة
فالوقتُ عليك
والسيفُ الآنَ بكفّك
أشهرهُ بوجهِ البركانِ القادمِ من بحرِ الظلمات
أشهرهُ الآن
وسوفَ تجيبُ عن الأسئلةِ الأخرى
حين تعلقُ راياتِ المجدِ المنصورةِ في الأمويّ
بعدَ قليلٍ, سوفَ تحاصرُ دنيا الشرِّ حليبَ الطفلِ
وسوفَ تحاصرُ بسمةَ شيخٍ, يتلو اسم اللهِ بكلِّ صباح
سوفَ تحاصرُ بسمةَ طفلٍ, يزرعها في وجهِ الأمِّ الثكلى
سوفَ تذيقُ الطفلَ النائمَ في شدقِ الأحزانِ الحزنَ البغداديَّ المائج
والحزنَ الرابضَ في عينيّ المَقدسِ من سنوات
اركض.. احمل سيفَ صلاحِ الدين
لا وقتَ الآن
فالصاروخُ الظالمُ سوفَ يدكٌّ القبرَ
وسوفَ يذيقُ الأمويَّ جَحيما
احمل سيفَ صلاحِ الدين
فالدنيا الآنَ تَحيك مؤامرةً كبرى
بيروتُ الآن على مرمى حجرٍ, من بغداد
بيروتُ الآنَ على شفةِ الموتِ المتربصِ بالأطهار
بيروتُ على مترين من الصاروخِ الملعونِ القادمِ من بحر الظلمات
بيروت الآن
تعانق حلبا
ودمشقُ الآنَ تعانقُ صيدا...
وتداعبُ أحلامَ العزِّ بشبعا
بيروتُ الآنَ
دمشق الآن
أحلامُ العربيِّ الشامخِ والمحزون
يا عالمنا العربيّ تيقَّظ
ادفع عن بيروتَ الألمَ القادم
واحمل سيف صلاح الدين
وادفع وحشَ الموتِ القادمِ من بحرِ الظلمات
واحرس
بردى والبداوي... بيروتَ دمشقَ الماضي والمستقبل
بالعينين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد