المهاجران


 بسم الله الرحمن الرحيم

إلـى اللهِ هـاجـر فـالمدينةُ أرحبُ  * * *   وطـيـبـةُ بـالإسلامِ أبهى وأطيبُ

 

فـكـلّ مـكـانٍ, فـيه شرعُكَ قائمٌ  * * *   عـلى الرغم من هجر الديار مُحبّبُ

 

لـكـم إخـوةٌ في أرض طيبةَ هلّلوا  * * *   لـمـقـدِمـكـم لـما أتيتم ورحّبوا

 

يُـحـبـون مَـن يأتي إليهم مهاجراً  * * *   فـيـا حـبـذا آتٍ,، ونـعمَ التَحبّبُ

 

وكـم مُخرجٍ, من أرضهِ، وهو مكرهٌ  * * *   ولـكـن ضَياعُ الدين أدهى وأصعبُ

 

فـهـاجر، فأرضُ الله واسعةُ المدى  * * *   فـإنـكَ فـيـها لستَ تظما وتسغَبُ

 

مـضـى أحمدٌ، والدمعُ ملءُ عيونِهِ  * * *   فـمـكـةُ أدنـى لـلـفؤاد وأقربُ

 

صـدقـتَ بقولكَ يابنَ نوفَل: مُخرجٌ  * * *   وإن كـان أحـمـدُ من مقالكَ يعجبُ

 

أيُـخـرجُ؟ لا ذنـبٌ أتـاه، ويَعتدي  * * *   عـلـيـه أنـاسٌ قد أساؤوا وأذنبوا

 

وما يصنعُ المضطرٌّ إن كان ضُيّقت  * * *   عـلـيـه ديـارٌ فـي حماها يُعذّبُ

 

ويُـمـنـعُ فـيـها من أداءِ فريضةٍ,  * * *   ويُـقصى لأجلِ الدين ظلماً ويُضربُ

 

فـيـا ويحهم قد أخرجوا خيرَ ساكن  * * *   ومـا كـان عـنها قبل ذلك يرغبُ

 

فـلا عـجبٌ أن يُفصحَ الدمعُ صامتاً  * * *   فـأبـلـغُ مـن قولٍ, دموعٌ تصبّبُ

 

لـقـد أذنَ الرحمنُ يا خيرَ صاحبٍ,  * * *   ومـثلكَ من يفدي الحبيبَ ويَصحبُ

 

هـنـيـئـاً أبا بكر صحبتَ محمداً  * * *   فـلا تحزنن فالحقّ لا ريب- يغلبُ

 

ومـا كـانَ حُـزناً أن تركتَ منازلاً  * * *   بـهـا الأهلُ والأحبابُ والأمُ والأبُ

 

ولـكـنَّ حـزنَـكَ أن يُصابَ محمدٌ  * * *   ولـيـس إلـيـكَ النائباتُ تُصوّبُ

 

لـكَ الـفـضلُ من بعد النبي، فردّةٌ  * * *   تـكـادُ بـأركـان الـشريعةِ تذهب

 

مُـسـيـلـمـةُ الكذّابُ زاد أُوارها  * * *   فـردة أهـل الـجـهـل نارٌ تلهّبُ

 

وقـفـتَ لـها تطوي لظاها بحكمةٍ,  * * *   وتـنـزع أنـيـابَ الـذين تحزّبوا

 

فـمـن لم يعد فالسيفُ أفضلُ فيصلٍ,  * * *   يُـعـيـدُ إلـيـهـم رشدَهم ويؤدّبُ

 

فـعـادوا سِـراعـاً بعدما ذاق بأسَه  * * *   جـهـولٌ، ولـلـكفر الجهالةُ مَركبُ

 

سـعـيـتَ مع الهادي ليثربَ قادماً  * * *   فـتـاقـت إلى اللقيا الحبيبةُ يثربُ

 

فـيـا مـوكـبـاً فيه الحبيبُ محمدٌ  * * *   وصـاحـبُـهُ الصدّيقُ: بدرٌ وكوكبُ

 

تـحـنٌّ قـلـوبُ المؤمنين إلى اللقا  * * *   وتـرنـو عيونُ الشوق منهم وترقُبُ

 

يـصـيـحُ أخـو بشرٍ,: أتاكم محمدٌ  * * *   فـيـا سـعـدَكـم لما أتى المتهيّبُ

 

ويـا فـرحـةً لم يشهدِ القلبُ مثلَها  * * *   غـداةَ أطـلَّ الـمـوكـبُ المُترقّبُ

 

فـأهـلاً وسـهلاً يا حبيبُ ومرحباً  * * *   فـأشـواقُـنـا تـهفو إليكَ تُرحّبُ

 

لـقـد زُيّـنـت تـلكَ الديارُ بقادم  * * *   هو الغيثُ هَطّالاً به الأرضُ تُخصِبُ

 

هـو الأهـلُ يـحـنو راحماً ومعلماً  * * *   فـلـيـس كـطه من يَرقٌّ ويحدبُ

 

فـنـسـألـكَ اللهم صـحـبةَ أحمدٍ,  * * *   فقد فاز في الدارين من كان يَصحبُ

 

وصَـلِّ عـلـى خـيرِ البريةِ كلما  * * *   أتـاك بـدمـعٍ, مـسـتجيرٌ وتائبُ

 

وسـلّـم عـلى الهادي الحبيب وآلهِ  * * *   إذا الشمسُ بانت أو إذا الشمسُ تغربُ

 

صـلاةً سـلامـاً دائمينِ على المدى   * * *   تـقـرّبُـنـا مـن هَـديـهِ وتُحبّبُ

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply