طـرقـتُ بابك، لا حسُّ ولا خبرُ *** ولا حـبـيب على الأشواق ينتظرُ
ولا عـيـون لـطـول البعد أرّقَها *** سـهـد، ولـوَّحَ في أحداقها السهرُ
قـد كـان صـوتُكِ يأتيني، فألثمه *** لـثـم البراعيم ظمأى شاقها المطرُ
مـا زلت بالباب يا أمي- أدافعهُ *** ولـم يـزل فـيـه من أشواقنا أثرُ
طـفـل أنـا، لم تزل عيناه دامعةً *** ولـم يـزل قـلـبه للحزن ينفطرُ
فـالذكرياتُ، وإن ناءت - تؤرقني *** وتـستثير الجوى في روحي الذِّكَرُ
فـي كـل زاويـة ألـقى لها أثراً *** فـي كـل أشـيـائها تبدو وتستترُ
فـي عتبة الباب في أحجار قنطرة *** فـي الياسمين، وفي الحناء يزدهرُ
فـي ساحة الدار في ليمونة عبقت *** بـزهـرها الأبيض الفواح ينتشرُ
في مصعد المنزل المهجور من زمنٍ, *** وهـاتـفٍ, صامت يصغي، وينتظرُ
وفـي الرٌّكيعات عند الفجر ألمحها *** فـصوت إبريقها يصحو كما الفجرُ
وفـي زخـارف ثوب عند مشجبها *** وفـي رفـوف أوان زانها الصورُ
أمـي نـشيدي، وأمي نبض قافيتي *** يـضـمها الشوق في قلبي فيستعرُ
أقـول: غابت، ستأتي مثلما وعدت *** كـم ذا تـغـيب إذن؟ إني لمنتظرُ
أمي! أتيتُ، أليس اليوم- موعدنا *** أم أن مـوعـدنا يا أمي- الحشرُ
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد