لا تـذرفـوا دمـعـاً عـلى الشهداء *** وذروا الـدمـوع لـمـيـت الأحياء
إن الـدمـوع لأمـة تـخـشى الردى *** وتـعـيـش فـي ذلٍّ, وفـي استخزاء
لـلـسـاكتين من الرجال على الأذى *** لـلـحـافـظـيـن مـودة الـغرباء
لـلـشـاجـبين، وفي الدروب حجارة *** أقـوى مـن الـبـارود حـيـن لقاء
لـلـخـاذلـيـن، وفي القلوب حمية *** تـزري بـضـعـف الـحكمة البلهاء
لـلـقـائـمين على الحدود، سلاحهم *** يـوم الـوغـى بـرد عـلى الأعداء
يـرتـد نـحـو صـدورنا متغطرساً *** فـلـنـا لـظـاه، ولـيـس للدخلاء
صـارت بـنـادقـهـم عصياً تُقتنى *** يـوم اخـتـيـار الـقـادة العظماء!!
تـعـطـى لـكـل مـخنَّث يزهو بها *** وتـذاد فـي صـلـف عـن الشرفاء
مـاذا أقـول ودمـع قـلـبـي حائر *** مــالـي بـهـم والله- أي رجـاء
فـالـطـوق صـار لنا، وليس عدونا *** يـلـقـى مـن الـتـطويق أي بلاء
قـالـوا: قـسوتَ، وعهدنا بك راحماً *** فـلـعـلـهـم يـصـحون بعد نداء
نـاديـتُ كـم نادى سواي؟ فلم يجب *** أحـد، ولـم يـأرق لـسـيـل دمائي
فـعـلام يـخـشـون الجهاد؟ وأمتي *** تُـرمَـى بـجـمـر مـذلـة وشقاء
نـحـن ارتـديـنـا قـبل ذا أكفاننا *** ومـضـت كـتـائـبـنـا إلى سيناء
وعلى روابي القدس كبر (مصطفى)(1) *** مــعــه بــيـارق عـزة وإبـاء
ولـقـد غـرسـنـا فـي القناة شبابنا *** فـغـدت قـنـاة بـطـولـة وفـداء
وبـهـا أذل الإنـكـلـيـز، وهدمت *** فـيـهـا الـحـصون، وآذنوا بجلاء
ومـضـى شـبـاب محمد في زحفهم *** بـهـدى الـكـتـاب وسـنة وضاء
فـلـنـا جـذور لا تـمـوت بموتنا *** لـكـنـهـا تـحـيـا مـع الأحـياء
هـذي حـمـاسٌ والـجـهـاد وراية *** لـلـنـصـر في الأقصى وعهد وفاء
غـرس زكـا وزهـا بـأشبال الهدى *** مـن فـتـيـة الـقـسـام والـبناء