لـكِ لا لـلـزيـفِ سِفرُ القيمِ *** بـاقـيًـا والمجدُ فوقَ الأنجمِ
لـم تـمت روحُكِ في قارعةٍ, *** رغـمَ ما في صدرِك المضطرمِ
فـاسـفحي وهنك إذ قرَّ على *** عـبـثِ الـباغين بين الأُممِ
وانـهضي بالعزم عزمٍ, لم يزل *** فـيـه من نورِ النبيِّ الأعظمِ
واشـمـخـي مـؤمنةً واثقةً ***=ـبـهـدى اللهِ ولا تستسلمي
واسـتجيبي حيثُ ناداكِ الهدى *** واغـضـبي للهِ في المصطَدَمِ
واجـمـعـي ما بدَّدَ الظلمُ فكم *** نُـهـشَ الـحـقٌّ بشدقَي غَلِمِ
هـو حـقـدُ الكفرِ مذ أذَّنَ في *** سـمـعِ دنـيانا صباحُ الشِّيمِ
فـعـلى الإسلامِ كم هاجَ العدا *** ورمـوا مـوكـبَه بالحممِ !!
وأغـارت مـوجـةٌ من فتنٍ, *** أعـقـبـتـها موجةٌ من حدمِ
وتـوالـت فـي عصورٍ, محنٌ ***=شابَ منها الرأسُ رأسُ الفطمِ
فـعـلامَ الـخـوفُ يـا أُمتَنَا *** يـعدَ أن جاسَ العدا في الأطمِ
ولـكِ الـشَّـأنُ الـذي أكرمه *** خـالـقُ الـخلقِ بأحلى السِّيمِ
لن تموتي ، ولكِ الفجرُ انجلى *** عـن ربـيـعٍ, بالهدى مبتسمِ
كـم رأيـنا اليوم في الدنيا دمًا *** فـاضَ مـن صدرِ بنيكِ السَّنمِ
كـم بـكـت أُمُّ عـلى فلذتها *** وتـوارت فـي ديـاجي الألمِ
والـرزياتُ !! وكم قد أحدقت *** غـيـر أنَّ الـكـربَ لمَّا يدمِ
فـأفـيـقي إنه الزحفُ الذي *** بـاتَ بـالصحوةِ خلفَ الأكمِ
جـاء يسقي بالسَّنا القدسيِّ مَن *** ظـمـأَ الـقـلبَ ببيدِ الوصمِ
* * *
حـدَّثَ الـشَّوقُ فهل من أُذُنٍ, *** سـمعت حُلوَ حديثِ الأنجُمِ !!
صـوتَ مَـن جـدَّ إلى آفاقِها *** بـالـمـثـاني خطوُه و الذِّممِ
مـرحـبًا بالجنَّةِ : الزَّهوُ لها *** بـجـهـادٍ, وبـتـقوى و دمِ
لـرجـالٍ, آمـنـوا باللهِ لـم *** يـتـوانـوا عن صعودِ القِممِ
بـذلـوا الـروحَ لمولاهم وما *** أرخـصـوهـا للهوى و التٌّهمِ
إنـهـا الـجنَّةُ ، نعمَ المُجتَنَى *** فـي مـغـانـيها ثمارُ الكرمِ
إنَّ مَـن يـبـذلُ روحا دونها *** فـي سـبـيلِ اللهِ في الملتطمِ
يـجـدِ الـنَّصرَ لواءً رفَّ في *** عـيـن حُـرٍّ, لرضا اللهِ ظمي
* * *
كم سقاكِ العصرُ من مُرِّ الأذى *** وتـجـرَّعـتِ كؤوسَ العلقمِ
سـامَـكِ الـذٌّلٌّ بأسواقِ العنا *** وتـولاكِ الـونـى في الغسمِ
فـتـنـاثـرتِ على أرصفةٍ, *** أُمَّـةً عـريـانةً من هممِ !1
ويـحَ مـلـيـارٍ, تهاووا عبثًا *** فـوقَ زبـفٍ, نـتـنٍ, أو سأمِ
مـا استبانوا مطلعَ الفجرِ فهم *** بـيـدَي لـيلٍ, طويلٍ, معتمِ !!
والأعـادي بـيـننا أو حولنا *** قـد رمـونا بالأذى لم يُصرَمِ
فـي فـلـسطين وفي بغدادِنا *** وبـكـشـمـيـر أتوا بالدٌّهمِ
وسـرايـيـفـو وكم أوجعنا *** جـرحُها الثَّرٌّ ، فهل من رحِمِ
وبـكـابول ، و مورو ، وبما *** فـعـلَ الكفرُ ، ولمَّأ يحجمِ !!
هـل رأت عينٌ بأرضٍ, مسلمًا *** غـيـرَ مجروحٍ, بسهمِ النِّقمِ ؟!
وبـجـفـنـيـهِ ينابيعُ أسى *** سـفـحـت للثأرِ دمعا بدمِ !!
يـتـفـيَّـا دوحَكِ اليابسَ لم *** يـحـمهِ من وقدةِ الحقدِ العمي
عـالميِّ الشَّحنِ مشبوبِ الأذى *** طـعـنَ الـيافعَ بعد الهرِمِ !!
و عـصًا لم يعرفِ العصرُ لها *** شـبـهًـا ، ساقت قطيعَ الغنمِ
أقـبـلَ الـشـرٌّ عـلى أُمتنا *** مـثـقـلا بـالـعبثِ المحتدمِ
وتـعـالـى مـشمخرًّا فوقها *** لايـبـالـي هـازئًـا بالحُرُمِ
وتـراهـا حـسـبها ضارعةً *** عـنـدَ شـكواها بنادي الأُممِ
خـرجـت أحـكـامُه يابسةً *** مثلَ وجهِ ( البطرسِ ) المحترمِ
( وعـنانٌ ) أو ( أنانٌ ) مثلما *** يلفظون القشرَ يُرمَى من فمِ !!
ولـيـقم للحكمِ مَن يشملُه *** صاغرا أعمى كأن لم يُضَمِ !!
إنـهـا الـقـوةُ بالحقدِ التوت *** فـي يـدَي كـلِّ قـبيحِ السِّيمِ
مـلـكوا فارتحلَ الأمنُ ، فما *** من يدٍ, ترعى حقوقَ المنتَمي !!
* * *
أيـن مـنـهـم ياأخي منهجُنا *** ومـزايـا عـدلنا من قِدمِ ؟؟
أيـن أيـامُ الـمنى في عهدِنا *** لـم تـجـد للشرِّ أدنى قَدَمِ ؟؟
عـاشَ بـالـخيرِ بنوها إخوةً *** تـحـتَ ظـلٍّ, بـالوفا مُتَّسمِ
مـنـهـجُ اللهِ تـآخـت عنده *** أمـمٌ مـن عُـربـنا و العجمِ
ويـدُ الـفاروقِ كانت فيصلا *** بـيـن قـبـطيٍّ, شكا والحكمِ
هـكذا الإسلامُ قد صانَ الورى *** وسـوى الـحـقِّ بـه لم يقمِ
فـأفـيـقـي أُمـتي وانطلقي *** ولـديـنِ المصطفى فاحتكمي
وامسحي وجهَ الأسى في عالم *** دامـعِ الـطرفِ ، أسير السَّقمِ
وانـظـري كيف سيحيه السَّنا *** ثـمَّ يُـغـنـيـهِ بـكنزِ القيمِ
ويُـواري مـا بـه مـن قلقٍ, *** ويـداوي مـا بـه من وصمِ