شقوة أمة

3.6k
3 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

لـكِ لا لـلـزيـفِ سِفرُ القيمِ *** بـاقـيًـا والمجدُ فوقَ الأنجمِ

لـم تـمت روحُكِ في قارعةٍ, *** رغـمَ ما في صدرِك المضطرمِ

فـاسـفحي وهنك إذ قرَّ على *** عـبـثِ الـباغين بين الأُممِ

وانـهضي بالعزم عزمٍ, لم يزل *** فـيـه من نورِ النبيِّ الأعظمِ

واشـمـخـي مـؤمنةً واثقةً ***=ـبـهـدى اللهِ ولا تستسلمي

واسـتجيبي حيثُ ناداكِ الهدى *** واغـضـبي للهِ في المصطَدَمِ

واجـمـعـي ما بدَّدَ الظلمُ فكم *** نُـهـشَ الـحـقٌّ بشدقَي غَلِمِ

هـو حـقـدُ الكفرِ مذ أذَّنَ في *** سـمـعِ دنـيانا صباحُ الشِّيمِ

فـعـلى الإسلامِ كم هاجَ العدا *** ورمـوا مـوكـبَه بالحممِ !!

وأغـارت مـوجـةٌ من فتنٍ, *** أعـقـبـتـها موجةٌ من حدمِ

وتـوالـت فـي عصورٍ, محنٌ ***=شابَ منها الرأسُ رأسُ الفطمِ

فـعـلامَ الـخـوفُ يـا أُمتَنَا *** يـعدَ أن جاسَ العدا في الأطمِ

ولـكِ الـشَّـأنُ الـذي أكرمه *** خـالـقُ الـخلقِ بأحلى السِّيمِ

لن تموتي ، ولكِ الفجرُ انجلى *** عـن ربـيـعٍ, بالهدى مبتسمِ

كـم رأيـنا اليوم في الدنيا دمًا *** فـاضَ مـن صدرِ بنيكِ السَّنمِ

كـم بـكـت أُمُّ عـلى فلذتها *** وتـوارت فـي ديـاجي الألمِ

والـرزياتُ !! وكم قد أحدقت *** غـيـر أنَّ الـكـربَ لمَّا يدمِ

فـأفـيـقي إنه الزحفُ الذي *** بـاتَ بـالصحوةِ خلفَ الأكمِ

جـاء يسقي بالسَّنا القدسيِّ مَن *** ظـمـأَ الـقـلبَ ببيدِ الوصمِ

* * *

حـدَّثَ الـشَّوقُ فهل من أُذُنٍ, *** سـمعت حُلوَ حديثِ الأنجُمِ !!

صـوتَ مَـن جـدَّ إلى آفاقِها *** بـالـمـثـاني خطوُه و الذِّممِ

مـرحـبًا بالجنَّةِ : الزَّهوُ لها *** بـجـهـادٍ, وبـتـقوى و دمِ

لـرجـالٍ, آمـنـوا باللهِ لـم *** يـتـوانـوا عن صعودِ القِممِ

بـذلـوا الـروحَ لمولاهم وما *** أرخـصـوهـا للهوى و التٌّهمِ

إنـهـا الـجنَّةُ ، نعمَ المُجتَنَى *** فـي مـغـانـيها ثمارُ الكرمِ

إنَّ مَـن يـبـذلُ روحا دونها *** فـي سـبـيلِ اللهِ في الملتطمِ

يـجـدِ الـنَّصرَ لواءً رفَّ في *** عـيـن حُـرٍّ, لرضا اللهِ ظمي

* * *

كم سقاكِ العصرُ من مُرِّ الأذى *** وتـجـرَّعـتِ كؤوسَ العلقمِ

سـامَـكِ الـذٌّلٌّ بأسواقِ العنا *** وتـولاكِ الـونـى في الغسمِ

فـتـنـاثـرتِ على أرصفةٍ, *** أُمَّـةً عـريـانةً من هممِ !1

ويـحَ مـلـيـارٍ, تهاووا عبثًا *** فـوقَ زبـفٍ, نـتـنٍ, أو سأمِ

مـا استبانوا مطلعَ الفجرِ فهم *** بـيـدَي لـيلٍ, طويلٍ, معتمِ !!

والأعـادي بـيـننا أو حولنا *** قـد رمـونا بالأذى لم يُصرَمِ

فـي فـلـسطين وفي بغدادِنا *** وبـكـشـمـيـر أتوا بالدٌّهمِ

وسـرايـيـفـو وكم أوجعنا *** جـرحُها الثَّرٌّ ، فهل من رحِمِ

وبـكـابول ، و مورو ، وبما *** فـعـلَ الكفرُ ، ولمَّأ يحجمِ !!

هـل رأت عينٌ بأرضٍ, مسلمًا *** غـيـرَ مجروحٍ, بسهمِ النِّقمِ ؟!

وبـجـفـنـيـهِ ينابيعُ أسى *** سـفـحـت للثأرِ دمعا بدمِ !!

يـتـفـيَّـا دوحَكِ اليابسَ لم *** يـحـمهِ من وقدةِ الحقدِ العمي

عـالميِّ الشَّحنِ مشبوبِ الأذى *** طـعـنَ الـيافعَ بعد الهرِمِ !!

و عـصًا لم يعرفِ العصرُ لها *** شـبـهًـا ، ساقت قطيعَ الغنمِ

أقـبـلَ الـشـرٌّ عـلى أُمتنا *** مـثـقـلا بـالـعبثِ المحتدمِ

وتـعـالـى مـشمخرًّا فوقها *** لايـبـالـي هـازئًـا بالحُرُمِ

وتـراهـا حـسـبها ضارعةً *** عـنـدَ شـكواها بنادي الأُممِ

خـرجـت أحـكـامُه يابسةً *** مثلَ وجهِ ( البطرسِ ) المحترمِ

( وعـنانٌ ) أو ( أنانٌ ) مثلما *** يلفظون القشرَ يُرمَى من فمِ !!

ولـيـقم للحكمِ مَن يشملُه *** صاغرا أعمى كأن لم يُضَمِ !!

إنـهـا الـقـوةُ بالحقدِ التوت *** فـي يـدَي كـلِّ قـبيحِ السِّيمِ

مـلـكوا فارتحلَ الأمنُ ، فما *** من يدٍ, ترعى حقوقَ المنتَمي !!

* * *

أيـن مـنـهـم ياأخي منهجُنا *** ومـزايـا عـدلنا من قِدمِ ؟؟

أيـن أيـامُ الـمنى في عهدِنا *** لـم تـجـد للشرِّ أدنى قَدَمِ ؟؟

عـاشَ بـالـخيرِ بنوها إخوةً *** تـحـتَ ظـلٍّ, بـالوفا مُتَّسمِ

مـنـهـجُ اللهِ تـآخـت عنده *** أمـمٌ مـن عُـربـنا و العجمِ

ويـدُ الـفاروقِ كانت فيصلا *** بـيـن قـبـطيٍّ, شكا والحكمِ

هـكذا الإسلامُ قد صانَ الورى *** وسـوى الـحـقِّ بـه لم يقمِ

فـأفـيـقـي أُمـتي وانطلقي *** ولـديـنِ المصطفى فاحتكمي

وامسحي وجهَ الأسى في عالم *** دامـعِ الـطرفِ ، أسير السَّقمِ

وانـظـري كيف سيحيه السَّنا *** ثـمَّ يُـغـنـيـهِ بـكنزِ القيمِ

ويُـواري مـا بـه مـن قلقٍ, *** ويـداوي مـا بـه من وصمِ


أضف تعليق