تـصبّـَر إنَّـهُ نِعمَ الـدَّوَاءُ *** ولا تضجَر وإن طَـالَ البَلاءُ
ورَدِّد مَـا يقُـولُ الأتقِيَـاءُ *** دَعِ الأيَّامَ تفعَـلُ مَـا تَشَاءُ
وطِب نفسًا إِذَا حَكَمَ القَضَاءُ
فحُكـمُ اللهِ مُتّسِـعُ المَجَالِ *** ورَدٌّ قضائِـهِ ِطَلَـبُ المَحَالِ
فسَلِّـم أيٌّـهَا الرَّجُلُ المِثَـالِي *** ولا تَجـزَع لِحَادِثَـةِ اللَّيَالِي
فَمَـا لِحَوادِثِ الدٌّنيَا بَقَاءُ
هِيَ الدٌّنيَا تُريكَ الهَـزلَ جِدَّا *** وَعَـاشِقُهَا تُرِيهِ النَّحسَ سَعدًا
فَطَلِّقها وَعِش فِيهَـا سَـرَ ندَى *** وَكُن رَجُلاً عَلَى الأَهوَالِ جَلدًا
وشيمَتُكَ السَّمَاحَةُ وَالوَفَاءُ
وَصَادِق ذَا المَكَـارِمِ وَالسَّنَايَا *** وأََهـلَ الفَضلِ مِنهُم وَالمَزَايَا
وَسِر فِي سِلكِهِم وَدَعِ الخَزَايَا *** وَإن كَثُرَت عُيُوبُكَ فِي البَرَايَا
وسَرَّكَ أن يَكُونَ لَهَا غِطَاءُ
فَـلا تَظلِم وَلاَ تُنـذِر بِحَربٍ, *** وَسَامِح مَا استَطَعتَ بِغَيرِ عَتبٍ,
وَإِن أَقَصَاكَ عَيبُكَ عَن مُحِبٍّ, *** تَسَتَّر بِـالسَّخَّـاءِ فَكُلٌّ عَيبٍ,
يُغَطِّيهِ كَمَـا قِيلَ السَّخَاءُ
وَكَن بِالحِلمِ مَعـرُوفـًا وَإِلاَّ *** سَتَخسَرُ مَـن تُحِبٌّ مِنَ الأَخِلاّ
وَحَاذِر فِي المَوَاقِـفِ أَن تَمَلاّ *** وَلاتُـرِ لِلأَعَـادِي قَـطٌّ ذُلاَّ
فَإِنَّ شَمَاتَةَ الأَعَدَا بَـلاَءُ
وَلاَ َصحَب أَخَا جَهلٍ, وَبِيلٍ, *** فَـإِنّ الجَهـلَ أخطرُ مِن عَلِيلٍ,
وَبَـذلاً مِـن كثِيرٍ, أَو قلِيلٍ, *** وَلاَ تَـرجُ السَّمَاحَـةَ مِن بخِيلٍ,
فَمَا فِي النَّارِ لِلظَّمآنِ مَاء
ولَـم تُنَلِ المَطَالِبُ بِالتَّمَنِّي *** وَلاَ هَـل ذَا وَذَاكَ أحَقٌّ مِنِّي
وَلاَ جُـهدِ الغُلامِ أوِ المُسِنِّ *** وَرِزقُـكَ لَيسَ ينقصُهُ التّأنِّي
وَلَيسَ يَزِيدُ فِي الرِّزقِ العَنَاءُ.
دَعِ الـدٌّنيَا فزِينَتُهَا غُـرُورُ *** وَأَقدَارٌ تَسِيـرُ بِهِا الأمُـورُ
فَيَفنَى الخَلقُ أَجمَعُ وَالقُصُورُ *** وَلا حُـزنٌ يَدُومُ وَلا سُرُورُ
وَلاَ بُؤسٌ عَلَيكَ وَلاَ رَخَاءُ
إِذَا أَصبَحتَ فِي ضَنكٍ, فَظِيعٍ, *** وَجُوعٍ, أَيِّ جُوعٍ, أيِّ جُوعٍ,
فَلاَ تَسأل بِـذُلٍّ, أوخُضُوعٍ, *** إِذَا مَـا كُنتَ ذَا قَلبٍ, قَنُوعٍ,
فَأنتَ وَمَالِكُ الدٌّنيَا سَوَاءُ
فَأينَ الأَشقِيَاءُ ذَوُوا الدَّنَايَـا *** وأيـنَ الأتقيَاءُ مِـنَ البَرَايَا
وأينَ وأينَ كلٌّهُمُ ضَحَايَـا *** وَمَـن نزَلَت بِسَاحَتِهِ المَنَايَا
فَلاَ أرضٌ تَقِيهِ وَلاَ سَمَاءُ
فَيَا عَجَبًا لِمَن لِلمَالِ رَاكِن *** وَأَعـجَبُ مِنهُ جَبَّارٌ وَمَاجِن
أَمَا عَلِمُوا بِأَنَّ المَوتَ كَامِن *** وَأَرضُ اللهِ وَاسِـعَـةٌ وَلَكِن
إِذَا نَزَلَ القَضَا ضَاقَ الفَضَاءُ
فَـلاَ تَندُب لِمَوتِ أَخٍ, وفِيٍّ, *** وَلاَ طِـفلٍ, رَضِيعٍ, أو صَبِـيٍّ,
فَهَـذَا فِعلُ مِهـذارٍ, غَبِـيٍّ, *** دَعِ الأيامَ تغدِرُ كُـلَّ حَـيٍّ,
فَمَا يُغـنِى عَنِ المَوتِ البُكَاءُ
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد