نبض دعاء إبراهيم

يا نبض دعوة إبراهيم في السور

وبالقلوب هوت من كل ناحية

وفّت لبارئها نذرًا تدثّره

حتى إذا بلغت منك الطواف رأت

فكبّرت ملء فيها أنّها انتصرت

حتى كأن الجنان الخضر ناعمة

فاغرورقت عينها بالدمع زارعة

نم في عيون بنيك الصيد أغنية

و قر في حدق الأمصار يا وطني

إني لأُكبِرُ إثمًا أن يبوء به

أن يملأ الليلَ خوفًا بعد مأمنه

أن يوقظ الحقد في ليل وقد رقدت

أن يفرخ الشرّ أفكارًا لها زغبٌ

تأطرت بإطار الدين ذاهلة

يا أيها الوطن المحسود نعمته

قد جُزت من قبل جسر الجاهلية، هل

لن توقف الركب أشباح مدوية

سترجع العقرب الصفراء دامية

يا مدعين ودعواكم يفندها

هدمتم يا بناة الشر صورتكم

بل أين صورتكم؟! إن الضباب طغى

حتى تزحزح عن مسخ إذا انكشفت

في لحظة خرس الإنسان في صنم

قسا وأشعل من حقد شرارته

أيستحق الذي قد جئتم وطن

لا زال صومعة ترتادها مهج

مقبّلين ثرى غَفر كأن به

يصوغ بالذكريات العاطرات مضت

بقية من بقايا الفاتحين بدت

فأنت مفخرة التاريخ يا وطني

خسارة الوطن الإنسان فادحة

ذاك التراب سقاه الله نوء هدى

فللنبوات أمسى خير خاتمة

محمد قدوة الإنسان في خلق

أما دعانا لسقيا هرّة ظمئت

وأن نؤمّن جارًا من بوائقنا

لا، لا تقولوا النتاج المرّ في وطني

وإن نما الشوك في أطراف زنبقة

للشوك خرط وللعليق مشذبة

تدمى الأيادي ويجري في الثرى دمها

لا زلت بالأمن مشهودًا وبالثمر

إليك بالحب في حج ومعتمر

بين المحاجر أن تلقاك في العُمر

بأنها قد وفت بالدّين والنذر

فأنت ألبستها نيشان منتصر

لاحت لها بنعيم غير مستتر

على ترابك قلبًا رق كالزهر!!

لطالما المجد غناها بلا وتر

برقًا إذا لاح ساق الحقل في مطر

من يدّعيك له جفنًا على بصر

ألم يخف من دعاء ساعة السحر؟!

عين البراءة لم تغمض على حذر

من اللهب سيخبو وهي لم تمطر

أن لم تشابهه في شيء سوى الأطر!!

إن الإله هو الرزاق ذو الغِير

يعيق خطوك ما أزهى من الحجر؟!

ما دام في العين باق من سنا قمر

منها الذنابى وقد سيطت على الدبر

وقائع شيبت طفلاً على صغر

وخر للأرض صرح شيد من صور

وقد لبستم به محبوكة الأُزر

حقيقة الصورة الشوهاء للنظر

وقال قولته قلب من الحجر

وجاء كي يقتل الأحلام في بشر

لا زال محراب ذي دين ومدّكر؟!

ظمأى إلى رحمات كالندى العطر

عبير مسك على القيعان منتشر

يكاد ينبئ عنها صامت الجدُر

للطامحين منارًا شع بالعبر

وكل ما فيك عنوان لمفتخر

هو التراب يرى الإنسان كنز ثري

ففاض بالخبر والأمجاد والظفر

بخاتم الرسل المبعوث بالغرر

أما دعانا لحفظ الجار من بصر؟!

وعابر لسبيل خائف ذعر؟

ونترك الحب عطرًا سار في الأثر

وإن تسلق عُليق على الشجر

فلن يعيق شذاها الشوك ذو الإبر

لو كان في ذين بعض الرزء والخطر

فللجراح اندمال بعد مصطبر.