زفراتــــي أرسلتهـــــــــا من معيــــني *** حر شعري هذا ألا فاسمعيني
صرت وحدي أروي قصيدي فريداً *** والكراسي لم تدر ما يعتريني
والحشــــــــود التي أتت وتولّــت *** لم يرقها شعري، ولا تلحيني
ليت شعري، وهل سموت بشعري *** حين كانوا معي فلم يدركوني
أنا لو شئتُ رمتُ نظماً جميــلاً *** للقــــوافي، أفهمتهم باللين
إنما العصر عصر شعـر حـــــديث *** فاعذريهم لو قصروا واعذريني
ما بقلبي لهم سوى الحب طرّاً *** صدقيني، يا منيتي، صدقيني
ولكـــــــل شبــــــّابة ينتضيــــــها *** ولكل ليـــــــلاه، كالمجنون
كان للشــــــــــــعر قصة يا بلادي *** باسقـــاً فرعها نضيــــر الغصون
كان عمرو ٌ يقـــــــول بيتاً فيغني *** عن بني تغلب قتــــــال السنين
وقريشٌ تعلقّ الســــــــــــــبع فخراً *** في جدار البيت العتيق المتين
والرســــول الأمين يسأل حسّان *** جـــــــــواباً مبــــــــــاركاً بالأمين
كان للشعر ضجة في المغــــازي *** بعد آي القرآن والمسنــــــــــون
هل تسمّعت جعفراً حين يشدو *** أجمع الصحب يا جيوش اتبعيني
يا بلادي، فما الذي قال هذا *** شاعر اليـــوم؟ ما الذي يمليني
ما يرجّي من شعره؟ ما يلبّي؟ *** ولمــــاذا يهدّ حصن الدين؟
ليت شعري!، وهل بشعر بني اليوم *** سأغـــــزوا غداً بني صهيون؟
هل سأعلي مجدي التليد بشعر *** عابس الوجه غامض المضمون
لا بريــــق، لا نكة، لا التفات *** لا اقتبــــــــاس فيه لقول مبين
حدثيني عن مؤتة حدثيني *** *** وذريني من ذا الهراء ذريني
أنشديني من بردة ابن زهير *** خلدت ذكرها صحاف السنين
وذريني من شاعر اليوم يهذي *** ويغني لقينـــــــــة ومــــــــجون
سوف ينسى التاريخ كل هراء *** ويعيش القصيد عبر القرون
ويعيش القصيد يسطع نوراً *** *** لا غمــــــــــوضاً مغلفاً بمجون
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد