إنَّـا إذا مـا لـيلُ نـجدٍ, عسعسا *** وغـربت هـذا الـجواري خُنَّسا
والـصبح عـن ضـيائه تنفسا *** قـمنا نـؤدِّي الـواجب المقدسا
ونـقطع الـيوم نـناجي الطٌّرُسا *** ونـنتحي بـعد الـعشاء مجلسا
مـوطَّداً عـلى الـتقى مـؤسَّسا *** فـي شِـيخةٍ, حديثهم يجلو الأسى
وعـلمهم غـيث يـغادي الجُلسا *** خـلائقٌ زهـرٌ تـنير الـغلسا
وهـمـم غُـرُّ تـعاف الـدَّنسا *** وذمـمٌ طـهر تـجافي الـنَّجَسا
يُـحـيُون فـينا مـالكاً وأنـسا *** والأحـمدين والإمـام الـمؤتسا
قـد لـبسوا من هدي طه ملبسا *** ضـافٍ, على العقل يفوق السندسا
فـسمتهم مِـن سـمته قـد قبسا *** وعـلمهم مـن وحـيه تـبجَّسا
بوركتِ يا أرضٌ بها الدين رسا *** وَأَمِـنَـت آثــاره أن تُـدرُسا
والـشرك فـي كلِّ البلاد عرَّسا *** جــذلان يـتلو كُـتبَه مُـدرِّسا
مـصـاولاً مـواثـباً مـفترسا *** حـتى إذا مـا جـاء جَلساً جَلَسَا
والـشرك فـي كلِّ البلاد عرَّسا *** جــذلان يـتلو كُـتبَه مُـدرِّسا
مـصـاولاً مـواثـباً مـفترسا *** حـتى إذا مـا جـاء جَلساً جَلَسَا
مـنـكمشاً مُـنخذلاً مُـقعَنسسا *** مُـبَصبصاً قـيل له اخسأ فخسا
شـيطانه بـعد الـعُرَام خـنسا *** لـمـا رأى إبـليسه قـد أبـلسا
ونُـكِّـست رايـاتـه فـانتكسا *** وقــام فـي أتـباعه مـبتئسا
مُـخَافِتاً مِـن صـوته محترسا *** وقــال إنَّ شـيخكم قـد يـئسا
مـن بـلد فـيها الهدى قد رأسا *** ومـعلَمُ الـشرك بـها قد طُمِسا
ومـعهدُ الـعلم بـها قـد أسسا *** ومـنهلُ الـتوحيد فـيها انبجسا
إني رأيت ((والحجى لن يبخسا)) *** شُـهـباً عـلى آفـاقِهِ وحَـرَسا
فـطاولوا الـخَلفَ ومدوا المَرَسَا *** وجـاذبوهم إن ألانـوا الـملمسا
لا تـيأسوا: وإن يـئستُ: فعسى *** أن تـبـلغوا بـالحيلة الـملتَمَسَا
ولـبِّـسوا إنَّ أبـاكـم لـبَّـسَا *** حـتى يروا ضوء النهار حندسا
والـطاميات الـزاخرات يـبسا *** وجـنِّدوا جـنداً يَحُوط المحرسا
ولـبِّـسوا إنَّ أبـاكـم لـبَّـسَا *** حـتى يروا ضوء النهار حندسا
مَـن هَـمٌّهُ في اليوم أكل وكسا *** وهـمٌّـهُ بـالليل خـمر ونِـسَا
وفـيهمُ حـظُّ لـكم مـا وُكِـسَا *** ومَـن يـجد تُـرباً وماءًا غَرَسَا
تـجسسوا عـنهم فـمن تَجَسَّسَا *** تَـتَبَّعَ الـخطوَ وأحـصَى النفسَا
تـدسَّسوا فـيهم فـمن تـدسَّسا *** دَانَ لـهُ الـحظٌّ الـقصِيٌّ مُسلِسا
وأوضِـعُوا خِـلالهم زَكىً خَسَا *** واخـتلسوا فَـمَن أضاعَ الخُلسَا
تَـلقَونهُ فـي الأخـريات مُفلسا *** أفـدي بـروحي التَّيِّهانَ الشَّكسا
يـغـدو بـكل حـمأة مـرتكسا *** ومـن يرى المسجد فيهم مَحبِسا
ومـن يـديل بـالأذان الـجرسا *** ومَـن يَـعُبٌّ الخمر حتَّى يخرسا
ومـن يُحِبٌّ الزَّمرَ صبحاً ومسا *** ومَن يَخُبٌّ في المعاصي مُوعِسَا
ومـن يَـشِبٌّ طِـرمذاناً شرسا *** ومَـن يُـقِيمُ لـلمخازي عُـرُسا
يـا عـمر الـحَقِّ وقيتَ الأبؤسا *** ولا لـقيت ((ما بقيت)) الأَنحُسا
لـك الـرضى إنَّ الشباب انتكسا *** وانـتـابه داءٌ يـحاكي الـهَوَسَا
وانـعـكست أفـكاره فـانعكسَا *** وفُـتحت لـه الـكُوَى فـأسلسا
فـإن أبـت نجدٌ فلا تأبى الحسا *** فـاقسُ عـلى أشرَارِهم كما قسا
سـميٌّك الـفاروق (فالدين أُسى) *** نَـصرُ بن حجَّاج الفتى وما أسا
غـرَّبَـهُ إذ هـتفت بـه الـنِّسا *** ولا تُـبـال عـاتِـباً تـغطرسا
أو ذا خَـبـالٍ, لـلـخنا تَـحَمَّسا *** أو ذا سُـعارٍ, بـالزِّنَى تَـمرَّسا
شـيـطانه بـالمُنديات وسـوسا *** ولا تـشَّمت مِـنهمُ مـن عطسَا
ولا تـقـف بـقبره إن رُمـسا *** ولا تـثـق بـفـاسق تَـطَيلَسَا
فـإن فـي بُـرديهِ ذئـباً أطلسا *** وإن تــراءى مُـحفياً مُـقَلنِسَا
فَـسَل بـه ذا الـطٌّفيتين الأملسا *** تـأَمرَكَ الـملعونُ أو تَـفَرنَسَا
يـا شَـيبَةَ الحَمدِ رئيس الرٌّؤَسَا *** وَوَاحِـدَ الـعصرِ الـهُمَامَ الكَيِّسَا
ومـفتيَ الـدِّينِ الـذي إن نَبَسَا *** حَـسِبتَ فـي بُـردَتهِ شيخَ نَسَا
راوي الأحـاديثِ مُـتُوناً سُلَّسَا *** غُـرّاً إذا الراوي افترى أو دَلَّسَا
وصَـادِقَ الـحَدسِ إذا ما حَدَسَا *** ومُـوقِـنَ الـظَّـنِّ إذا تَـفَرَّسَا
وصـادعاً بـالحقِّ حـين هَمَسَا *** بـه الـمُرِيبُ خـائفاً مُـختَلِسَا
وفـارسـاً بـالمَعنَيَينِ اقـتبسا *** غـرائـباً مـنها إيـاس أَيِـسَا
بـك اغـتَدَى رَبعُ العلوم مُونِسَا *** وكـان قـبلُ مـوحشاً مـعبِّسَا
ذلَّـلتَهَا قَـسراً وكـانت شُـمُسَا *** فـأصبحت مثلَ الزٌّلاَلِ المُحتَسَا
فـتحتَ بـالعلمِ عـيوناً نُـعَّسَا *** وكـان جَـدٌّ الـعلم جَـداً تَعِسَا
وسُـقتَ لـلجهل الأُسَـاَة النٌّطُسَا *** وكـان داءُ الـجهلِ داءً نَـجَسَا
رمـى بـك الإلحادَ رامٍ, قَرطَسَا *** وَوَتَـرَت يـد الإلـهِ الأَقـوُسَا
وجَـدٌّكَ الأعـلَى اقتَرَى وأَسَّسَا *** وتـركَ الـتَّوحيدَ مَـرعِيَّ الوَسَا
حَـتَّى إذا الشركُ دَجَا وَاستَحلَسَا *** لُـحتَ فـكنتَ في الدَّيَاجِي القَبَسَا
ولـم تَـزَل تَفرِي الفَرِيَّ سَائِسَا *** حـتى غـدا الليلُ نهاراً مُشمِسَاً
يــا دَاعِـيـاً مُـنَاجياً مُـغَلِّسَا *** لَـم تـعدُ نَـهجَ القوم بِرّاً وائتِسَا
إذ يُـصبِحُ الـشَّهمُ نَشِيطاً مُسلِسَا *** ويُـصبِحُ الـفَدمُ كـسولاً لَـقِسَا
كـان الثَّرى بينَ الجُمُوع مُوبِسَا *** فـجئتَهُ بـالغيثِ حَـتَّى أَوعَـسَا
قُـل لِلأُلَى قادوا الصفوف سُوَّسَا *** خَـلَّوا الـطَّريقَ لِـفَتىً ما سَوَّسَا
وطَـأطِئُوا الـهَامَ لـه والأَرؤُسَا *** إنَّ الـنَّفِيسَ لا يُـجارِي الأَنفَسَا
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد