الشاعر الحساس ..


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 
يا نسمــةً تمضــي لغيـر مراسـي  ***  في التيه تبحر و الشراع مآســي

تمضـي و تثقلهـا صنوفُ مواجعٍ,   ***  تُصلــي ملامحَها بسوطٍ, قــاسِ

و تتابع المشوارَ فــــي آفاقهـــا  ***  شوقـــاً للقيـا فرحـــة الأعراسِ

لكنَّ أمـواجَ الحيــاةِ تعيقهــــــا  ***  فتردها فـــــي حالكاتِ اليــــاسِ

يا نسمةً تبكــي بصمــتٍ, ثائـــرٍ,  ***  ممزوجـــــةً بحـرارة الأنفـــاسِ

تبكي و تُبكي من حواليها المدى  ***  و تُثير صمتَ الصمتِ في الأغلاسِ

تمشي على وتر المشاعـر نغمــةً  ***  رقصت لرقتهــا قـلوبُ النــاسِ

يحمر خـــدٌّ الورد من ألحانهــا  ***  مثلَ الغــروب مخــدراً بنعاسِ

الكون ينصت لاستماع غنائهــا  ***  كالغصن في نشواتـه ميــاسِ

عنوانهــــا بوحٌ يفيض صبابــةً  ***  و نشيدهـا في الليل كالنبراسِ

خفقانها أذكى اضطرابَ مواجدٍ,  ***  و أسال دمعاً حائراً كالمــاسِ

يا نسمــةً رِقّــِي شعوراً دافئاً  ***  وترفقـي بالشاعــرِ الحســاسِ

يفنى ويبقى القلب ينبض بالأسى  ***  من لوعــة يُسقى بمرِّ الكاسِ

الوجـــد يسهره ويقلق فكــرَه  ***  ولحونُ غربتِه على القِرطــاسِ

يا شاعراً جعل الحروفَ بلابلاً  ***  تغريدها أنشـــودةُ الجـــلاسِ

أفرحتنـــا أحزنتنــا أقلقتنــا  ***  يا نسمــةً في عالمِ الإحساسِ

 

نشيد النصر

أبتاه..

إن الطغيان ظلام جاثم..

سيل هادم..

حبل حول الرقبه..

يخنقنا..

يذبحنا..

يزرع فينا شوك اليأس..

يكتب في كل جبين معنى الذل..

يحفر إحباطاً في النفس..

يسقينا مر الكأس..

أبتاه..

هل بعد هزائمنا المرة أن ندعيَ الأملا..

ونرفرفَ في أجنحة الأحلام..

ونحاولَ تغريداً..

ونقلد عصفوراً جذلا..

ونكذبََ واقعنا بتفاؤل..

أبتاه..

أبتاه..

أبتاه..

أدركني بجواب..

يمحو عني الحيره..

ويفك لي الشفره..

ويجلي ما بعد ضباب وسراب..

أبتاه..

أبني حبيبي..

يا فلذة كبدي..

يا روحي يا سندي..

يا زينة دنياي..

أصغِ إليّ..

والأمل البارق ينبض في عينيك..

والحرقة تسري في جنبيك..

أنت الأقوى بعزيمتك المشبوبه..

أنت الأجدر بالفجر...

أنت الأعمق تاريخاً..

والأعلى في القدر..

أنت المظلوم

وسهمك لا يخطئ قلب الغدر..

أنت حبيبي

منبت كل الفخر..

وقلبك نبع الحب لأرض الوطن الحر..

أنت شهاب

فاحفر لعدوك قبر..

واحضن علم الوطن الغالي..

وغنِّ نشيد النصر..

أنت الأقوى..

أنت الأجدر..

أنت الأعمق..

 

سارق.. وهرب

كأن السعادة حبة قمحٍ, على جبهتي..

وجاء ليسرقها نورس قادم من بعيد..

وطار بها لمكانٍ, سحيق..

فأطفأ نور ابتهاجي..

وحيرني في الدياجي..

فكل مرايا الفؤاد كآبه..

ونزف خريفي أشرع بابه..

ورحتُ أسافر في حيرتي..

وأطوي المسافات والمستحيل..

كما ابتدأ البحث من حيرتي..

أعود بخفي حنين إلى حيرتي..

وحزني تشبث في دمعتي..

وخدي تآلف مع دمعتي..

ونار بصدري تشب تشب..

وحزني تجذر في عمق عمقي..

وخيم صمتي..

وأصمت حولي الضجيج..

فغربة روحي رهبه..

ورهبة روحي غربه..

مللت الضياع ومل الضياع..

فهل خبت النار في همتي..

لأبدأ بحثي بعزم جديد..

ولكن كما قلت..

أتى نورس سارق

وهرب..

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply