هل تعرف هذا الإيثار المذموم ؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

قال لي شيخ فاضل وهو دكتور نشيط في الدعوة أدركوا الأخ فلان فقد ترك المنبر والخطابة وكثيراً من مناشط الدعوة ولم يعد يرى إلا في مخططات الأراضي ومكاتب العقار.

 

قال - تعالى -: (بل تؤثرون الحياة الدنيا، والآخرة خير وأبقى).

إن إيثار الحياة الدنيا هو أساس كل بلوى، فعن هذا الإيثار تنشأ كل خطيئة ومنها الإعراض عن الدعوة إلى الله والقيام بالواجبات الشرعية كالإنفاق في سبيل الله (والذين في أموالهم حق معلوم) آية: 24 سورة المعارج، لأن الدعوة إلى الله تدعوهم أن يبذلوا أموالهم وأنفسهم وأن يحسبوا حساب الآخرة ويؤثروها. وهم يريدون الدنيا، ويؤثرونها، ولذلك يعرضون عنها.

 

وتسميتها (الدنيا) لا تجيء مصادفة. فهي الواطية الهابطة إلى جانب أنها الدانية العاجلة ولكن هذه الدنيا حينما تبرز مفاتنها للذين لا يغضون قلوبهم عنها تقدم لهم مبررات مقبولة لذلك تعلق، شاب من أبناء الدعوة الإسلامية متزوج وله ذرية، سافر في رحلة عمل إلى المغرب وفي يوم عودته نزل إلى السوق لشراء بعض الهدايا، لمحت عيناه فتاة كما وصفها رائعة الجمال سلبت لبه في لمحه خاطفة، ملك نفسه في تلك اللحظة، ولما دعا للفندق لم يطق صبرا في الإعراض عن تلك الفتنة فأخر سفره ثلاثة أيام كان ينزل فيها كل يوم للسوق لرؤية تلك الفتاة، ولما شعر بالإحراج ودب إليه اليأس من رؤيتها مرة أخرى انصرف.

 

ماذا تقول في تصرفه ذلك؟

سأصوب إلى شباك قلبك مبرره لذلك التصرف حيث زعم بأنه يريد أن يقابلها ليسألها عن أهلها ويتقدم لخطبتها.

فإن كنت حارساً ماهراً فصد هذه المبررات عن قلبك وإلا فالكرة في مرماك.

(والآخرة خير وأبقى)..خير في نوعها، وأبقى في أمدها.

في ظل إبصار الحقائق القرآنية ومعرفة كيف كانت الحياة الدنيوية لخير البرية يبدو إيثار الدنيا على الآخرة حماقة وسوء تقدير، لا يقدم عليها عاقل بصير.

 

دخلوا فقراء إلى الدنيا وكما دخلوا منها خرجوا

يا مدعيا لطريقهم أبصر خلقا بك منعوج

وأخيرا هل تعرف الكتب والصحف الإلهية القديمة التي حذرت من هذا الإيثار المذموم؟

اكتب الإجابة الصحيحة على صفحة قلبك وخزنها في قرص ذاكرتك لعلك تكون أحد الفائزين يوم لا ينفع مال ولا بنون.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply