إضاءات للدعاة والداعيات

3.2k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

• إذا بلغ بك الجهد مبلغه فتذكّر خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة إلى الطائف، وما قُوبِل به - عليه الصلاة والسلام - في الطائف من سَفَـهٍ, ثم رجوعه إلى مكة ومبيته بوادي نخلة، وكلّ ذلك كان وحيداً راجلاً.

• وإذا طالك الأذى من الأقربين، فاقرأ: (تَبَّت يَدَا) يهون عندك كل أذى.

• وإذا أُوذِيت في الله فتذكّر (سلا الجزور) حينما وُضِع على أشرف وأطهر كَتِف.

حتى على كتفيك الطاهرين رَمَوا *** سلا الجزور بكفِّ المشركِ القزمِ

• إذا آذاك السفهاء، فتذكّر (سَيَقُولُ السٌّفَهَاءُ).

• ولو أدموا عقبيك في طريق الدعوة فتذكّر رد الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - حينما أدموا عقبيه فقال:

• ولو سال الدم على وجهك فتذكّر قوله وهو يمسح الدم عن وجهه: رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.

• وإن طالك الأذى فاقرأ: (وَدَع أَذَاهُم وَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا)

• تذكّر أن موسى خرج خائفاً يترقّب، وفي اللوح المحفوظ أنه نبيّ قال ابن عباس: لقد قال موسى رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير وهو أكرم خلقه عليه، ولقد كان افتقر إلى شِقِّ تَمرة ولقد أصابه الجوع حتى لزق بطنه بظهره.

• إذا ادلهمّت الخطوب، وضاقت بك السٌّبـُل، ولم تَـرَ لانبلاج الصبح وجهاً، فتذكّر يونس بن متى - عليه الصلاة والسلام - إذ نادى في الظلمات (لا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)

• وإذا أوذِيت فتأمل قول سيد ولد آدم - عليه الصلاة والسلام -: لقد أوذِيت في الله وما يؤذى أحد، ولقد أُخِفتُ في الله وما يَخَاف أحد، ولقد أتت عليّ ثلاث من بين يوم وليلة وما لي طعام إلا ما وَارَاه إبط بلال.

• إذا أتاك الأذى ممن شاركوك الطريق فتذكّر قول أبي الحسن عليّ - رضي الله عنه -: إلى الله أشكو عُجَرِي وبُجَرِي.

قال الشعبي: رأى عليُّ طلحة في وادٍ, مُلقى، فنـزل فمسح التراب عن وجهه، وقال: عزيز عليَّ أبا محمد بأن أراك مُجدلا في الأودية تحت نجوم السماء، إلى الله أشكو عجري وبجري. قال الأصمعي: معناه سرائري وأحزاني التي تموج في جوفي.

• وإذا ضاقت بك الأرض بما رحُبت، فتذكّر الثلاثة الذين خُلِّفوا، وقد هُجِروا قرابة خمسين ليلة، فلا أحد يُكلّمهم، وقد اعتزلهم الناس حتى قال كعب بن مالك - رضي الله عنه -: فاجتنبنا الناس، وتغيَّروا لنا حتى تَنَكّرَت لي في نفسي الأرض، فما هي بالأرض التي أعرف، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة.

• إذا رأيت غَلَبَة الباطل، فتذكّر: (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمكُثُ فِي الأَرضِ)

فهذا مثل ضَرَبَه رب العزّة - سبحانه وتعالى - فقال في آخر الآية (كَذَلِكَ يَضرِبُ اللَّهُ الأَمثَالَ) والأمثال لا يفهمها ولا يَعِيَها كل أحد (وَتِلكَ الأَمثَالُ نَضرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعقِلُهَا إِلاَّ العَالِمُونَ).

وتذكّر قول المُحَدَّث المُلهَم عمر - رضي الله عنه -: اللهم إني أعوذ بك من جلد الفاجر وعجز الثقة.

• إذا رأيت صولة الباطل، وانتفاشة النفاق، فتذكّر أن ألـدّ أعداء الدعوة وقفوا صاغرين بين يدي من عادَوه وآذوه، فقال لهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء!

فصولة الباطل ساعة، ودولة الحق إلى قيام الساعة.

فلا تحزن.


مقالات ذات صلة


أضف تعليق