ماذا أعددنا لكشف الضر والبلاء ؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

عبر نظرة فاحصة لأحوال المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها نجد أن أمتنا تعيش ابتلاءت متتالية، وتواجه مصائب كثيرة، أعظمها تسلّط أعدائها عليها، مما قهرها وأذلها، وجعلها تتأخر عن ركب الحضارة، وتستصغر نفسها أمام الأمم، ويمزقها الفساد من وجوه عديدة، فما أسباب ما أصابها من فجائع؟ وكيف تنهض مما آلت إليه؟! والحق أن لهذا الواقع المؤلم أسباباً كثيرة نوجز أهمها فيما يأتي:

1- إعراض الأمة عن شرع الله، والاحتكام إلى شرائع وضعية ناقصة زائفة، فظلمت شعوبها، وعانت قهر الأمم الأخرى: \"ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون\" (45) (المائدة)، فلا مفرَّ لها، ولا ملجأ مما أصابها إلا بالعودة إلى حكم الله، والإنابة إليه.

2- الانغماس في المعاصي والذنوب، وترك سنة الله في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبذلك فقدت الأمة تلك الخيريّة المرتبطة بهذه السنة العظيمة كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر (آل عمران: 110).

3- عدم شكر النعم لمن حباهم الله منا بنعم الصحة والعافية، والمال والبنين والأمن والأمان، فابتلاهم الله بالضر، ليدركوا نعم الله عليهم ويشكروا له: \"لئن شكرتم لأزيدنكم \" (إبراهيم: 7)، ولذلك وجب التضرع إلى الله، وإخلاص الأعمال لوجهه الكريم، وصدق الدعاء والالتجاء إليه، لكشف هذا البلاء، وتزكية النفوس ببذل الصدقات في سبيل الله لأنها تطفئ الخطايا كما يطفئ الماء النار.

4- حب الدنيا، والحرص على مظاهرها البراقة، ومتاعها الهالك، والتكالب عليها، مع عدم صفائها لنا، متغافلين عن ضرها وكدرها، متناسين الإعداد للآخرة بهمم عالية ونفوس تواقة للقاء الله ونيل رحمته ورضاه.

5 سوء الخلق من كذب وكبر وفسوق وخيانة للأمانة، وتبذير، وعدم الصبر، مما أفقدنا حلاوة الإيمان وسلط علينا من لا يرحمنا، فتوالت علينا المصائب والأحزان.

6- تسويف التوبة والاستغفار، مما رفع رحمة الله عنَّا، ومُنعنا الغيث، وأصابنا القنوط، فليس من مخرج من هذا البلاء إلا الإنابة إلى الله: وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو (الأنعام: 17)، وعلينا الأخذ بسننه من الإعداد للنهوض والقوة والرقي.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply