بسم الله الرحمن الرحيم
أيها القارئ العزيز اقرأ معنا قصة سفيان الثوري مع أبي جعفر المنصور، قال سفيان: \"دخلت على أبي جعفر بمنى، فقال لي: ارفع حاجتك. فقلت له: اتق الله، فإنك قد ملأت الأرض جوراً وظلماً، قال: فطأطأ رأسه، ثم قال: ارفع لنا حاجتك. فقلت: إنما أنزلت هذه المنـزلة بسيوف المهاجرين والأنصار، وأبناؤهم يموتون جوعاً، فاتق الله وأوصل إليهم حقوقهم. قال: فطأطأ رأسه ثم رفع وقال: ارفع لنا حاجتك. قلت: حج عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقال لخازنه: كم أنفقت؟ قال: بضعة عشر درهماً. وأرى هاهنا أموراً لا تطيق الجمال حملها\".
أمعن النظر قليلاً في هذه القصة أيها القارئ الكريم، وتدبر الأحوال من حولك هل بينها وبين حال المنصور شبه، ثم تدبر مرة أخرى حال سفيان الثوري وقل لنا: هل يوجد من علمائنا اليوم من يقوم بمثل ما قام به؟ إذا كان هذا هو موقف سفيان الثوري مع المنصورº فإن أسلاف الأمة الآخرين كانت لهم مواقف مثلها وأقوى منها مع حكام زمانـهم، وتصدوا لما أحدثوه من إخلال بالدين وعبث بالشريعة.
لا أحسب أني بحاجة إلى مقدمة أشرح لك فيها كيف وصل الحال بنا اليوم إلى الهاوية فقد والى الحكام في بلادنا أعداء الله وعادوا أولياءه، وأحلوا القوانين الأوربية محل الشريعة الإسلامية، وفضلاً عن هذا فقد كمموا أفواه الرعية، ونشروا الظلم والفساد والانحراف والانحلال في كل واد، وأصبح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ظل هذه الأنظمة إرهاباً وتطرفاً وخروجاً على ولاة الأمر.
لم يكن الفساد محمياً في أي حقبة من حقب التاريخ الإسلامي، ولم يكن العلماء يسكتون على المنكرات العظيمة الكفرية أبداً، فلو أن حاكماً في العصور الإسلامية القديمة ألغى حكماً واحداً من أحكام الشريعة ووضع بدلاً عنه قانوناً جاهلياً مستورداً لما تردد علماء الأمة في قيادة الناس للخروج على هذا الحاكم، ولما وجد من يجرؤ على الدفاع عنه ونفي ردته.
أما اليوم فقد ابتلينا بمن اتخذ نفسه نداً لله في الحكم والتشريع فعطل الحدود كلها، وادعى أن العلماء والدعاة لا دخل لهم في السياسة إذ لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة.
فكبل العلماء وسلبهم حريتهم التي لا قيمة لهم بدونـها فهي لهم كالشمس للدنيا وكالعافية للجسد فلا تصلح بدونـها. فلم يعودوا أحراراً في كتاباتـهم وخطبهم وفتاويهم، ولم يعد مسموحاً صدور دراسات وفتاوى تمس طغيان الطغاة وشرائع الملحدين، ومن الذي يجهل ما يلقاه الدعاة في أوكار الطغاة من إهانة وتعذيب، ثم بعد ذلك كله لا يعطي الطغاة المتهمين فرصة للدفاع عن أنفسهم، ليثبتوا براءة ما ينسب إليهم أمام محكمة عادلة، وقد أحسن من وصف هذه السجون بقوله \"الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود\".
لا تذهب بعيداً أيها القارئ الكريم، فانظر بعينيك ترى رايات الكفر البواح في عالمنا الإسلامي الكبير ترفرف خفاقة عالية فوق مباني البنوك الربوية التي يكاد لا يخلو منها حي أو قرية، وفوق مباني المؤسسات التشريعية والقضائية التي لا يسمح فيها لمن يشاء من القضاة أن يساوي بين شريعة الله والشريعة التي سنها زعيم الدولة فضلاً عن تفضيله لشريعة الله، وترفرف رايات الكفر البواح أيضاً فوق مباني التلفاز ودور السينما، وأوكار الرذيلة، وفوق مصانع ومحلات الخمور، وليست المشكلة هنا فيمن يشرب الخمر، أو يرتاد السينما، ويشاهد مناظر العرايا من النساء والرجال، ولكن المشكلة فيمن سن القوانين التي تبيح هذه المنكرات.
يقع هذا في عالمنا الإسلامي أمام أعين العلماء والدعاة، ولا تظن أيها القارئ أنك برئ من هذا، وأن الأمر لا يعنيك، بل أنت أول المسؤولين عن حالنا اليوم، وقد عرفت إلى أي هوة سحيقة سقط، وأنت تعرف أحوال كثير من العلماء وتقصيرهم الشديد في القيام بأمر الدين وحق العلم الذي يحملونه فضلاً عما نعيشه من ظهور طبقة من العلماء كثر فيهم النفاق والتزلف للطواغيت في العقود الأربعة الماضية:
- منهم من أباح المعاملات الربوية في البنوك وشن حملة ظالمة على البنوك الإسلامية.
- ومنهم من زعم أن أحكام الشريعة الإسلامية مطبقة في مصر لأن القانون المدني مستمد من أحكام الشريعة الإسلامية، وهو أول من يعلم أنه يكذب في هذا الادعاء.
- كثير منهم أفتى بإباحة دم العلماء والدعاة الذين أقدم الجلادون على سفك دمهم من غير حق.
لقد ابتليت الأمة بـهذا الصنف من حملة العلم الذين يؤثرون الدنيا على الآخرة، ويأمرون الناس بالمعروف وينسون أنفسهم، حملتهم صفاتـهم المعلومة إلى الإفتاء بكل ما يطلب منهم دون رادع من علم أو خشية لله أو تبصِّر في عواقب الأمور.
وهناك صنف آخر من العلماء اشتهروا بين الناس بالعلم والصلاح والورع، وتجنبوا في حياتـهم الخاصة والعامة مواطن الشبهات، مثل التسكع على أعتاب السلاطين وتزيين قبائحهم والنفاق لهم، وقد أكسبتهم هذه الصفات شعبية واسعة، ومكانة مرموقة داخل بلدانـهم وخارجها، ولهذا يتطلع الناس إليهم في الملمات ينتظرون ماذا سيقولون، وإذا حددوا مواقفهم تبعهم في ذلك خلق كثير.
والسلطان بخبثه ودهائه، ثم بمكر مخابراته وكبار مستشاريه من شياطين العلمانية يسعى إلى هؤلاء العلماء ويطلب منهم بإلحاح قبول الوظائف الدينية الكبيرة، ويعدهم بالتعاون معهم من أجل إصلاحات واسعة في سائر مرافق الدولة. وبعد وقوع هؤلاء في شراكه يرتب كيفية عملهم ويضعهم في موقع من يتأثر ولا يؤثر، فيصعب عليه الخروج عن قواعد لعبتهم. ثم يؤثر مرور الزمن على هؤلاء العلماء فيألفون المنكرات اليومية التي يرونـها والتي كانوا من قبل يقيمون النكير على فاعليها، وتتضاعف عندهم الرغبة في التماس الأعذار، ولو أراد باحث جمع فتاويهم بين القديم والحديث لوجد تناقضات مخجلة، فالمستحيل أصبح ممكناً، والمقطوع في أمره أصبح يحتمل وجوهاً.
ثم إن هناك نوعاً آخر تفرغ للدرس والتعليم، وأغفل مهمته الكبرى في إصلاح أمر الحاكم والرعية وإنكار المنكر ومعرفة المعروف، انصرف إلى حلقات العلم والمعرفة ظاناً أنه قد أدى كل ما عليه من مهمة وأخلى عن نفسه المسؤولية.
وكم يكون التقصير عظيماً حين ينـزوي العلماء بعيداً عن الأحداث، بل حين يرى بعض العلماء أن النـزول في الساحة والإصلاح ليس من شأن العلماء.
لا نشك أنك أيها الأخ الكريم وأنت تقرأ هذا الكلام تعرفه وتعرف أكثر منه وتعرف مواقف وأحداث كثيرة تشهد لهذا الواقع المر الذي نكتب لك عنه. لقد نزلت بالأمة من جراء ذلك فتن ومحن لم تعرفها الأمة من قبل. فأي فتنة بعد فتنة أن يكون الدين لغير الله - تعالى -، ولو بعضه قل هذا البعض أو كثر. ثم يسكت العلماء أو بعضهم عن مواجهة هذا الكفر البواح رغبة في مناصب السلطان وأمواله، أو رهبة بطشه وجبروته وطغيانه.
- حلت بنا الفتنة يوم تراجع بعض العلماء عن فتاويهم ومواقفهم السابقة يعرف طالب العلم الصغير خطأها، كقولهم: لا يجوز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بإذن السلطان، وإذا كان يتعلق بولي الأمر فلا يصح إلا سراً، وقولهم: إن الحاكمية ليست من أقسام التوحيد، ثم يقام النكير على من يخالفهم القول في ذلك.
- وحلت بنا الفتنة يوم أن اقتتل المسلمون فيما بينهم، وقد وردت آيات وأحاديث كثيرة في هذا الشأن منها ما ورد عن سعيد بن جبير قال: \"خرج علينا عبد الله بن عمر فرجونا أن يحدثنا حديثاً حسناً، قال: فبادرنا إليه رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن! حدثنا عن القتال في الفتنة والله يقول[وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة]فقال: هل تدري ما الفتنة ثكلتك أمك؟ وإنما كان محمد - صلى الله عليه وسلم - يقاتل المشركين وكان الدخول في دينهم فتنة وليس كقتالهم\".
إن ما يطلبه الناس من العلماء هو بيان حكم الشرع فيمن استبدل شريعة الطاغوت بشريعة الله، وليس المطلوب منهم حمل السلاح أو دعوة الناس إلى ذلك، ولا يجوز لهم كتمان ما ائتمنهم الله عليه، قال - تعالى -: [وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون].
إن الأمة لتصاب في أعز ما تملك يوم أن يتخلى علماؤها الذين هم قادتـها الحقيقيون عن دورهم، يوم أن يسكت الساكت ويبرر المبرر ويؤول المؤول ثم ينافق المنافق.
إننا لا نطالب العلماء أن يخرجوا أو يفتوا بالخروج على الحكام، لأن الخروج لا يكون إلا عند توفر الشروط، التي منها استفراغ النصح ومنها الاستطاعة. ولكن المطلوب منهم بيان الحكم الشرعي في مثل هذه المسألة، وهذا الذي ذهب إليه الإمام النووي - رحمه الله - الذي رد به على السلطان: \"وأما نفسي، فلا يضرني التهديد ولا أكثر منه، ولا يمنعني ذلك من نصيحة السلطان، فإني أعتقد أن هذا واجب علي وعلى غيري، وما ترتب على الواجب فهو خير وزيادة عند الله - تعالى -]إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار[\"، وقوله - رحمه الله -: \"وقد أوجب الله إيضاح الأحكام عند الحاجة إليها\".
وإيضاح الأحكام لا يتأتى إلا باطلاع الناس عليها، فالسلطان لا يفتأ يردد عبر أجهزة إعلامه أن مراسيمه وقوانينه كلها شرعية باتفاق العلماء، ومن جهة أخرى فإن بعض المنسوبين إلى العلم بدءوا يفتون ويكررون أقوالاً شاذة سبقهم إليها بعض العلماء وخلاصتها أن يسير الربا حلال ولا شبهة فيه، أو يقولون: إن البنوك الربوية وصندوق النقد الدولي من الضرورات في هذا العصر.. ويقف الناس هنا في حيرة تامة، فهم في أمس الحاجة إلى معرفة الحكم الصحيح في هذه المسائل حتى لا يسقطوا في الفتنة فيتعرضوا إلى حرب الله ورسوله، ومن العبث أن ينشغل العلماء ببيان فساد الدول الأخرى ويسكتوا عما يجري في بلدهم، وهو ليس بالتأكيد قاصراً على مرسوم تنظيم أعمال البنوك الربوية وهم يعرفون ذلك جيداً، وليس لأحدهم عذر بالجهل، وسكوتـهم لا يبرئ ذمتهم أمام الله. وإن كانوا يخشون دفع المنكر بما هو أشد منه، فليوضحوا ذلك وليحذروا من الفوضى والتخبط والغلو، وسوف يطيعهم الناس في الأولى والثانية.
فهل يقوم أحد من العلماء مقام سفيان الثوري أمام أبي جعفر المنصور ويقول له كلمته الأولى فقط اتق الله؟ ليهزّ بـها قلب الظالم ويرفع بـها المظالم، ويبرئ ذمته أمام ربه العلي القدير.
هل يتطوع عالم من علمائنا بالدخول على السلطان ولو بقصد تذكيره بيوم الحشر والمعاد، أو بتحذيره من الدنيا والركون إليها أو بتبليغه بمظالم الرعية التي لم تبلغهم عملاً بقوله - صلى الله عليه وسلم -: \"الدين النصيحة. قلنا: لمن؟ قال: لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم\" فالنصيحة أصل مهم من أصول الدين وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندما يبايع أحداً يشترط عليه النصح لكل مسلم.
والحكام اليوم أشد حرصاً على مناصبهم من أبي جعفر المنصور بأضعاف كثيرة، وهم شديدوا الحرص كذلك على طاعة الناس لهم، ولما كان العلماء خير لهم من أسطول إعلامي ضخم لهذا وذاك فقد سعوا إلى كسب ود العلماء منذ القدم، واستخدموا معهم سلاح الترغيب تارة، وسلاح الترهيب تارة أخرى، ووجدوا بعد خبرة طويلة أن سلاح الترغيب أعظم نفعاً وأكثر جدوى من الترهيب، وهذا الذي كان يحذر منه أئمة السلف - رحمهم الله -، فيقول سفيان الثوري: \"ما أخاف من إهانتهم لي إنما أخاف من إكرامهم فيميل قلبي إليهم\".
إننا نوجه كلامنا إليك أيها القارئ المتابع لهذه المجلة ونقول لك: إن الأمة قد ابتليت بعلماء سوء كرسوا أنفسهم للعمل في حزب الولاة رجاء أن يحجبوا نور الشمس الساطع بغرابيلهم المهترئة، ولفرض أباطيلهم على الناس، ولكن قولوا لهم: لن تفلحوا في فرض هذا على الناس فللحق جنود نذروا أنفسهم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهتك أستار المتلاعبين بدين الله من الحكام وعلماء السوء.
وقد يتحدث هؤلاء العلماء المأجورون عن مرجعية أهل السنة، ونحن نجيبهم: نعم نحن نريد هذه المرجعية التي تضم كبار العلماء العاملين المجاهدين المستقلين الذين يمثلون عقيدة أهل السنة والجماعة في كل موقف من المواقف، ولا يقبلون من طاغوت من الطواغيت أن يفرض أوامره وتعليماته عليهم، إننا نريد هذه المرجعية لتنقذنا من نفاقكم ومن هذه البلبلة التي تثيرونـها، مرجعية تذكرنا بمواقف سلفنا الصالح من أمثال أبي حنيفة، وابن حنبل، والنووي، وابن تيمية.
إننا نوجه كلامنا إليك أيها الداعية المسلم وأنت تقرأ هذا الكلام الخاص لك، يا من تقرأ لنا ونقرأ له، يا من تثق بنا ونثق به، يا من يجمعنا وإياه طريق شاق واحد، فالحق مرُّ، والتبعة عظيمة، والحمل ثقيل، ولكن همم الرجال أعظم، فأنتم أيها الدعاة أمل هذه الأمة بعد الله - سبحانه وتعالى-، إن حديثنا إليكم له مذاق عذب ونكهة خاصة لا يعرفها ولا يتذوقها أولئك الذين مردوا على النفاق وتعلقوا بحطام الدنيا الفانية.
يا إخواننا إن قيل لكم أين علماؤكم؟ فقولوا لهم:
- علماؤنا متربصون كالأسود في سجون الطغاة المبدلين لشريعة الرحمن ولسان حالهم يقول: إن السجن خلوة ولن تستطيعوا التأثير على عقيدتنا وقلوبنا الطافحة بالأمل القريب بإذن الله.
- وعلماؤنا الذين سلموا من السجن والنفي مرابطون في مواقعهم ويؤدون دورهم المطلوب بـهمة عالية لا تعرف الكلل ولا الملل.
- وعلماؤنا أيها المرجفون قد رزقهم الله - سبحانه وتعالى- القدرة على فهم مشكلات الأمة الإسلامية، كما رزقهم الاستقامة والبعد عن مواطن الشبهات ولهم جهود مشكورة في بيان الدواء الشافي لعلل أمتنا، ومهما فعل الظالمون فلن يستطيعوا حجب الشمس عن الشروق.
- وعلماؤنا الذين ملأ الله قلوبـهم علماً ونوراً، حتى لو صدرت من بعضهم فتاوى شاذة مستغربة إلا أننا لا نقلدهم ولا نتبعهم في زلاتـهم، وفي غير هذه الزلات نحترمهم ونقدرهم ونعترف بفضلهم.
أيها الدعاة الكرام: عودوا معنا إلى قصة سفيان مع المنصور وأجيبوا الآن على ما طرحناه من أسئلة في أول افتتاحيتنا هذه، وقولوا لنا بربكم: كم حجم التقصير الذي تعانيه الأمة من علمائها ودعاتـها؟، وكيف سيكون حالنا لو أن كل واحد ممن حملوا مسؤولية التبليغ عن رب العالمين قام ولو مرة واحدة بإنكار منكر من هذه المنكرات.
لا نشك ولو للحظة واحدة أنك تعلم أن هذه الحياة الدنيا لا تساوي عند الله - سبحانه وتعالى- جناح بعوضة، وأنـها متاع زائل مهما طال أجل المرء وعلا شأنه وكثر ماله، والمرء عندما تبلغ منه الروح الحلقوم تتراءى له أعماله أمام ناظريه فيتمنى أن يخرج من هذه الدنيا لا له ولا عليه، وقد حكى الله - سبحانه وتعالى- عن مؤمن آل فرعون قوله[يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار، من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها، ومن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب].
وفي الختام نذكر لك حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي يقول فيه: \"ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأضر لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه\" [1] تاركين لحسن نظرك الخيار في الاسترسال في معنى هذا الحديث، والغوص في دقيق معانيه...
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد