بسم الله الرحمن الرحيم
الحياة مليئة بالحجارة فلا تتعثر بها بل اصنع منها سلما للسير في طريقك ويقول - تعالى - (لقد خلقنا الإنسان في كبد) وهذه الحقيقة يجب أن تقرر في بداية هذا الموضوع مع أني متأكد أنها متقررة سلفا. لذا فأقول مستعينا بالله:
إن الناظر و المتأمل في الناس يجد أن كل شخص منا لديه مبادئ يسير عليها سواء كانت كثيرة أو قليلة، مهمة أو غير ذلك.
لكن الذي يميزنا عن غيرنا ونختلف فيه هو مقدار تمسكنا بالمبادئ مابين غالي فيها وجاف. وذلك لأسباب أسميها عوائق وحجارة ومثبطات تعرض للشخص منا أمام ثباته على مبدأه.
وسأتطرق في موضوعي هذا إلى حجر واحد من هذه الحجارة.
سأطرحه من خلال هذا المثال
(هو مجرد مثال قس عليه المبادئ الأخرى من احترام المواعيد،النظافة، الاحترام.......إلخ من المبادئ الكثيرة):
لنأخذ شخص ما من المبادئ المقررة عنده مثلا أن يكون في المسجد مع الأذان، حضر اليوم الأول وكان عنده شغل ضروري أو يسول لنا إبليس أنه ضروري لكن ثباته على المبدأ جعله يؤجل عمله وفعلا لم يحصل شي للعمل بل تم على أحسن وجه.
صاحبنا هذا بعد أيام لا حظ أنه أول من يأتي من جماعة المسجد وأن ثاني واحد لا يأتي إلا قبل الإقامة بخمس دقائق،لكنه لم يتأثر بل استمر على حاله من التبكير للمسجد. بعد فترة لاحظ أن الشيخ الفلاني والذي يشار إليه بالبنان لا يأتي للمسجد إلا مع الإقامة وكذلك طالب العلم فلان والذي يلقي محاضرات في المساجد.
هنا بدأ حماس صاحبنا يضعف وبدأ بالتنازلات وأصبح لا يتوضأ إلا بعد الأذان.
ثم بعد فترة أصبح ينهي بعض الأعمال الخفيفة فقط بعد الأذان.
وهكذا من سيء إلى أسوأ فنقول لصاحبنا هذا انتبه ثم انتبه لقد وقعت في الفخ نعم وقعت من النظرة الأولى من حين بدأت تقارن وتلاحظ. وقعت وكان أولى بك أن تسير على دربك ولا تنظر إلى الهالك كيف هلك بل انج مع الناجين تسير على دربك ولا تتعثر بالحجارة تسير على دربك ولا تنظر خلفك فإن الكلاب لا تصيد من الغزلان إلا من يكثر الالتفات.
سر واعلم أن مبادئك هي شخصيتك التي يجب أن تحافظ عليها ومتى ما ضحيت بها أو بدأت بالتنازل فقدت جزءا من كيانك سر مادمت على الحق فما أكثر الذين على الباطل وإن أشير إليهم بالبنان وسارت بأخبارهم الركبان
سر أنت وابتغ الدار الآخرة وسيعينك الله الذي جعل مع العسر يسرين وتضايقي أزمة تنفرجي. لا أريد أن أطيل فهي مجرد إشارات لها مدلولات لمن كان القرآن دليله والحديث مناره والفهم السليم سائقه فإن كان فيه حق فمن الله وحده وإلا فمني والشيطان الزلل والله ورسوله منه بريئان.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد