مكانة القدس


 

بسم الله الرحمن الرحيم

لم تعرف منطقة ولا مدينة على مر العصور والزمان صراعا حضاريا وتاريخيا كما عرفته مدينة القدس الفلسطينية، إذ أنها على مر الدهور كانت محطة للتصادم والصراع بين الحضارات والقوى والديانات.

 

ومن هنا لم تلق منطقة في العالم وعلى وجه الأرض على مدى الأزمنة اهتماما كما لاقت القدس حتى أنه وصل عدد المؤلفات وما كتب عنها ستة آلاف مؤلف بين كتاب ومرجع وموجز حتى عام 1988م.

 

ولما كان ما كتب عن القدس في جله يؤكد عروبة القدس أولا و إسلاميتها ثانيا جاء المفسدون في الأرض من أبناء القردة والخنازير الصهاينة المجرمين إلى هذه المنطقة يحاولون بكل ما أوتوا من قوة ومن وسائل الإفساد والتخريب لطمس معالم هذه المدينة وإخراجها عن هويتها الحقيقية بشتى الوسائل الخبيثة والطرق الملتوية التي تظهر الوجه الحقيقي لهذا المحتل المفسد الخبيث، فهاهم يعيثون في الأرض فسادا تدميرا وتخريبا يطال البشر والشجر والحجر وهذه هي العلاقة الحقيقية بين هؤلاء المجرمين وبين الأرض المقدسة علاقة الإفساد والتدمير.

 

أخوة الإسلام: إن الذي يراجع ويدقق فيما يفعله هؤلاء القتلة من الصهاينة بأهلنا وأرضنا في فلسطين عامة والقدس خاصة ماذا يجد؟! تخريب للأرض والإنسان بصورة مقصودة منظمة مدروسة وبعدة خطوات مرتبة منها مصادرة الأراضي من أصحابها الأصليين وإعطائها للدخلاء الغاصبين من الصهاينة، وتهويد المدينة المقدسة ديمغرافيا بترحيل أهلها الحقيقيين من العرب وتوطين اليهود مكانهم بشتى الصور والضغوط والإكراه والمضايقات والظلم، ثم إحاطة هذه المدينة بأحزمة استيطانية ومغتصبات مبنية تخنقها من كل الجهات، وطمس معالم المدينة الحضارية والإسلامية التي تثبت هويتها وذلك بهدم مساجدها ومدارسها حتى وصل الأمر بالمفسدين أن هدموا المقابر ونبشوها، ثم عزل هذه المدينة عن باقي المدن والقرى الفلسطينية وأهلها حتى وصل بهم الأمر إلى منع المصلين من الوصول إليها لأداء الصلاة بحجة الأمن ظلما وزورا وعدوانا.

 

وقد نجح هؤلاء القتلة والمجرمون في كثير من مخططاتهم ومما يدلل على ذلك أن وصلت نسبة اليهود في عام 1994م إلى 74% في حين بلغت نسبة العرب 26%، ووصلت نسبة ملكية اليهود للأراضي 86% أما العرب فكانت نسبة الملكية لهم 4% وهذا مما يوجب على كثير من العرب والمسلمين الانتباه والتركيز على أهمية هذه البقعة المباركة وعدم تجاوز ما يحدث على ثراها من مصائب وكوارث لا يعلم مدى خطورتها إلا الله - تعالى -كما أنه علينا ألا ننسى أبدا ما تمثله لنا هذه المدينة في ديننا وعقيدتنا ومن ذلك:

 

أولا: هي أولى القبلتين التي توجه إليها المسلمون في صلاتهم نحو ما يزيد عن ستة عشر شهرا بإمامة النبي - صلى الله عليه وسلم -.

ثانيا: فيها ثالث الحرمين الشريفين الذي تشد إليه الرحال معهما ولا تشد لغيرها فقال - عليه الصلاة والسلام -: {لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى}.

ثالثا: فيها مسرى الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومن هنا يرتبط ذلك المكان بعقيدة كل مسلم وقد سجل الله - تعالى -هذا بكتابه العزيز فقال عز من قائل: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير}.

رابعا: هي مهبط الأنبياء والرسل ومنها انطلاق الهداية للبشر لعبادة الله وحده وهذا نابع من احترام الإسلام والمسلمين للشرائع السماوية السابقة وأنبيائها ورسلها.

خامسا: في القدس أبرز معالم الحضارة الإسلامية وقد تركت تلك الحضارة بصمات لا تنسى فيها مازالت ماثلة أمام التاريخ كالحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى المبارك ومسجد قبة الصخرة والجامع العمري وحائط البراق الذي أوقف النبي - صلى الله عليه وسلم - براقه عنده ليلة الإسراء وفي القدس مقابر تضم في ثراها أعدادا كثيرة من الشهداء وأبطال المسلمين من عهد صلاح الدين الأيوبي ومن قبله ومن بعده وفيها من المدارس الإسلامية التاريخية التي اهتمت بشتى العلوم الإنسانية والفقهية والإسلامية وغيرها من العلوم.

وهذا قليل من كثير يربط المسلمين بقدسهم ويدفعهم للدفاع عنها بكل الوسائل والطاقات فهي التي ارتبطت بدينهم وعقيدتهم وحضارتهم في كل الأزمنة والأمكنة مما يجعل الدفاع عنها كالدفاع عن المسجد الحرام والكعبة قبلة وإسراء ومعراجا.

 

فمالنا أخوة الإسلام نجد قوما يتاجرون بقدسنا فيفرطون متى ما شاءوا ويتنازلون متى ما أرادوا ويبيعون متى ما رغبوا دون أن يجدوا في وجههم رقيب أو حسيب ومع أنه لم يوكلهم بذلك أحد ولم يفوضهم لذلك أحد فما زالوا مصرين على ضلالهم وماضين في غيهم قاصدين ذلك أم غير قاصدين فلا عذر لأحد للتنازل عن القدس أو أي ذرة من فلسطين المباركة.

 وختاما أخوة الإسلام هذه القدس مدينة مباركة باركها الله - تعالى -تئن جريحة أسيرة وفي الماضي فتحها عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وحررها صلاح الدين الأيوبي - رحمه الله - فمن لها الآن؟؟؟؟؟!!!!!!.

  وحسبنا الله ونعم الوكيل.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply