بسم الله الرحمن الرحيم
إن هذا الدين بالأعمال لا بالأقوال:
قال الجنيد في وصف أبي الفضل بن مالك: «يسبق فعله قوله».
إذا قلت قولاً كنت للقول فاعلاً *** وكان حيائي كافلي وضميني
تبش عني بالوفاء بشاشتي *** وينطق نور الصدق فوق جبيني
اللسان أنموذج لما في الجنان:
«القلوب كالقدور في الصدور، تغلي بما فيها، ومغارفها: ألسنتها، فانتظر الرجل حتى يتكلم، فإن لسانه يغترف لك ما في قلبه، من بين حلو وحامض، وعذب وأجاج، يخبرك عن طعم قلبه: اغتراف لسانه».
«ثم يأتيك صحب من الدعاة بعد هذا، يملأون ليلهم رئاء ومراء، وتشقيق كلام وتدقيق ألفاظ، والفرص تمر من بين أيديهم ومن خلفهم... ويحلمون بقطاف لم يتقنوا سقي ثمره، ينسون أن الدهر لا يأتي بالعجائب، وإنما هي تضحيات الرجال وخالصات الفعال، لا اللغو، ولا تقليب الكفوف والمناحة على واقع المسلمين»(1).
وابل الدموع يحررك من الرق ويوقظك لمعرفة نفسك.
جفاف العين:
«يا أيها الرجل: لا تكن كالمنخل، يرسل أطيب ما فيه، ويمسك الحثالة»(2).
«لله ملك السموات والأرض، واستقرض منك حبة، فبخلت بها. وخلق سبعة أبحر، وأحب منك دمعة، فقحطت بها عينك»(3).
ولكن أين الخشوع؟ وأين البكاء من الذنوب؟ وأين الدموع من خشية الله وتعظيمه؟ هيهات استمطار السماء على بعدها أهون من استمطار العين مع قربها!!
--------------------------------------------------
(1) العوائق لمحمد الراشد / 109، 110.
(2) سراج الملوك / 14. ( العوائق لمحمد الراشد / 111 ).
(3) الفوائد لا بن القيم الجوزية / 67.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد