فيا شبابا بدين الله قد سَعِدوا *** هل فيكم لمصاب الدين جبران ؟
هبوا فقد بلغ السيلُ الزبى وسرت *** في جسم أمتكم للكفر نيران
حقُّ عليكم تعيدوا مجد أمتكم *** أتنعمون وهُدَّت منه أركان ؟
أتنعمون وللإسلام نائحة *** قد زاحمته قوانين وصلبان ؟
ما عذركم وبعقد البيع قد شهدت *** آي من الذكر والمبتاع ديان ؟
وجنة الخلد قد زُفّت له ثمنا *** أيرغبنّ عن الفردوس إنسان ؟
ودربنا المصطفى أرسى معالمه *** وحفّ جنبيه توفيق ورضوان
والصحب خاضوه والأسلاف بعدهم *** فهم نجوم الدجى إن ضل ركبان
عودوا لتاريخهم واستنطقوه ففي *** أيامه البيض نِبراس وبرهان
وجددوا العزم وامضوا للعلا قدما *** فالجد بالجد والتسويف حرمان
إن العقيدة حصن شامخ فيها *** لوذوا تَدِن لكموا هام وتيجان
دليلكم في السرى إن تاه غيركم *** هَديٌ من السنة الغرا وقرآن
تزودوا الصبر والتقوى فما لزما *** قلباً ورام حماه قط خسران
والعلمَ بُثٌّوه في الأمصار تحيَ به *** فسرٌّ نهضتها علم وعرفان
والجهل ما حل في أرجاء مملكة *** إلا وصاح بها بوم وغِربان
فالنشء نِيطت به آمالنا وبه *** معاقل للهدى تسمو وأوطان
والله في عونكم يا قوم لا تهنوا *** ما ضيرُ عبدٍ, له الرحمن مِعوان