دمعة حزن في مقلة عروس

7k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

تروح بنا مصائبُنا وتغدو *** فما يُرعى لنا في الناس عَهدُ

ونحبو في طريق العلم حَنواً *** وعَالمُنَا على قدميه يعدو

ويخطب (باقلٌ) في كل نادٍ, *** فيا (سحبانُ) قولُك لا يُعَدٌّ

ويحرق ثوبه عمرو بن هندٍ, *** ولو علمت لما احتضنته هندُ

ولو أبصرت يا كعب (سعاداً) *** لما ناديتها وكفتك (دَعدُ)

ويا (حسّانُ) بعدك ألف صوتٍ, *** من الشعراء، بالنعرات تشدو

كأنّا قد نسينا ألف عامٍ, *** ونصفَ الألف، وانتفضت (مَعَدٌّ)

وهبّت ريح (ذبيان) و (عبسٍ,) *** فثار لها غطارفةٌ وأُسدُ

كأنَّ عقولنا ممّا اعتراها *** مساحاتٌ من الصحراء جُردُ

تقول الحربُ: ها أنذا بسيفي *** أمدٌّ يدي فقوموا واستعدّوا

وبعض رجال قومي في يديهم *** حبالٌ لا تُلَفٌّ ولا تُشَدٌّ

وأنذرت الخطوب، فليت تشعري *** متى يلوي ذراع الغيِّ رُشدُ

غضبتُ لأمتي ممّن يغنّي *** لها وفؤاده دَنَسٌ وحِقدُ

يبادلها حديث الحبَّ جهراً *** وفي أعماقه خصمٌ ألدٌّ

سلوني عن دكاترةٍ, كبارٍ, *** لهم في فكرنا أَخذٌ وردٌّ

تُعيرهمُ الصَّحافةُ مقلتيها *** فهم في عُرفها الركنُ الأَشدٌّ

لهم عَبرَ الإذاعةِ ألفُ صوتٍ, *** وفي التِّلفاز أذرعةٌ تُمَدٌّ

دكاترةٌ لهم فكرٌ غريبٌ *** وأحلامٌ عراضٌ لا تُحدُ

على وطنيَّةِ التفكير قاموا *** وتحت غطائها قبضوا ومدٌّوا

وباسم ثقافة العصر استباحوا *** حمى الفكر الأصيل وعنه نَدٌّوا

أقول لهم: ثقافتكم هباءٌ *** وليس لغيمكم برقٌ ورَعدُ

أقول لهم: كتابُ اللهِ فيكم *** إلى يَنبوعه الصَّافي المَرَدٌّ

تعبتم في ملاحقة الدّعاوى *** وجرحُ فؤادِ أمتكم يجِدٌّ

لنا وطنيَّةٌ ليست نَشازاً *** فما تجفو الكتابَ ولا تَنِدٌّ

لنا البيت الحرام، لنا حراءٌ *** نعم، ولنا تهامتُنا ونَجدُ

لنا أرض الجزيرة قام فيها *** من الإسلام دون البَغي سدٌّ

لنا الأقصى، لنا شام ومصرٌ *** لنا يَمَنٌ وبغدادٌ وسِندُ

لنا في المغرب العربي أهـلٌ *** وأحبابٌ، وفي كابولَ جُندُ

لنا الإسلام يجمع شمل قومي *** وإن ورمت أنوف من استبدٌّوا

ولا وطنية لدعاة فكرٍ, *** دخيلٍ,، من سوانا يُستَمَدٌّ

إذا صارت روابطُنا تُراباً *** عليه حبال أمتنا تُشَدٌّ

فلا تعجب إذا اضطربت خطانا *** وساومنا على الأمجادِ وَغدُ

ولا تعجب إذا صارت رُؤانا *** تَغيم، وقصر فرحتنا يُهدٌّ

ألا يا سائلي عما أعاني *** معاناتي لها في القلب حَشدُ

تعالَ لكي ترى غاراتِ قومي *** على قومي وتبصرَ ما أعدٌّوا

ولا تسأل، فليس لنا جوابٌ *** وليس لأمتي في الأمر قَصدُ

مضى زمن عليها وهي تحبو *** ولم يُقدح لها في المجد زَندُ

عروس لا تُزَفٌّ إلى عريسٍ, *** وليس لجيدها القمريِّ عِقدُ

ولا مُنحت أساورَ من نضارٍ, *** ولم يُغرس لها في الدرب وَردُ

عروسٌ جُلِّلت بثياب حزنٍ, *** وطاف بها على الشَّارين عَبدُ

مراكبُها تُسيِّر في بحارٍ, *** ولا هدفٌ على الشطآن يبدو

نقول لأجلها حقاً، ولكن *** يواجهُنا من الأحباب صَدٌّ

نُقَابَلُ بالتجاهل والتغاضي *** وينسى القوم أنَّ الأمرَ جدٌّ

إذا لم يحكم الإسلامُ قومي *** فمهدُك أيٌّها المولودُ لحدُ


أضف تعليق