النفس العذراء


 

بسم الله الرحمن الرحيم

لعبت به وبقلبـِه الأهـــواءُ *** وتبرّجت في دربِه الظلماءُ

 

هو لم يكن يصغي لداعيةِ الهوى *** هو مؤمنٌ، هو حازمٌ، هو لاءُ

 

لكنّه في غفـــــوةٍ, ما قالها *** لا..لم تقلها نفسهُ العذراءُ

 

لــهفي له! هل غرّه إحسـانُه *** أم غرّه أنّ الجمـالَ سواءُ

 

لـــهفي له! ما ضَرّه لو أنه *** حذر الجمالَ يشوبُه الإغواءُ

 

ما كان أغنى قلبـَـه عن نظرةٍ, *** مسحورةٍ, في كأسها الأدواءُ

 

كانت رؤاهُ تجوبُ آفــاقَ الدنا *** فمداه إن خفقَ الجناحُ سماءُ

 

النسرُ تقطرُ في السفوح جراحُه *** وجناحُـــه متناثرٌ أشلاءُ

 

هوَ ذاك يرنو للذٌّرا في حسرةٍ, *** وتحـثّه للعـودة الأمـداءُ

 

ما عاد يسمعُ خفقةً لجناحــه *** مهما دعتـه لساحها العلياءُ

 

هو ذا يناجي النفسَ في سبَحاته *** يا نفسُ مهلاً فالسرابُ هواءُ

 

يا نفسُ رفقاً قد أطلتِ غوايتي *** وصنعتِ ما لا يصنعُ الأعداءُ!

 

هو لم يكن يدري بعاقبة الهوى *** فتلاعبت بفـؤادِه الأهــواءُ

 

لهفي له! ما ضرّه لو قـالهـا *** لو قال: لا، يا هذه الحـسناءُ!

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply