هل من عود إلى حلب

3.2k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

الـشـوقُ أقتلُ ما يَفري إذا احتجبا *** والـعُـمـرُ ضاعَ إذا لم يستعد حَلَبا

خمسٌ وعشرونَ: لم تَكحل مدامعُنا *** و لا تـنـاهى الذي في حُبِّها التَهَبا

خمسٌ وعشرونَ من صدٍّ, ومن صَلَفٍ, *** ومـن سـكاكينَ ما أبقت لنا عَصَبا

كـلٌّ الـطيورِ إلى أعشاشِها انقلبَت *** إلا مُـعنّىً، كسيرَ القلبِ، ما انقلبا

إلـيـكً عـنّي، فلا أرضٌ ولا بَلَدٌ *** و لا سـمـاءٌ إذا لـم تُـعطِني حَلَبا

قـالـوا: تَعَزَّ. وأبناءُ البُغاثِ بها *** يَـسـتَنسِرونَ، وما كانوا لها نَسَبا

قـالـوا. تَـعَـزَّ. بلادُ اللهِ واسعةٌ *** لا بـاركَ اللهُ فـيـمن حَبَّبَ الغُرَبا

أهـلٌ و ودٌ كـمـاءِ الوردِ مُنسَكِبٌ *** وأَطـيَـبُ الودِّ ما أَهدى وما انسكبا

يـا لـيـلةٌ من ليالي الشامِ أَذكرُها *** ذِكـرَ الـمَـيامينِ..مجداً تالِداً وأبا

وحـدي مـعَ الليلِ والأنسامِ تَنفحُني *** عِطراً شذيّاً، وشعراً يَكشفُ الحُجُبا

(أبو فراسٍ,) و(سيفُ الدولةِ) استمعا *** شجوي المُندّى، وحولي أَيقظوا الحِقبا

كـلُّ سـقـانـي بِكأسٍ, من شمائلهِ *** ومـن شـمـائِلهم ما أَسرجَ الشٌّهُبا

ألـقَـوا إلى (المتنبّي) سمعَهم فشَدا *** مـا هزَّهم طرباً، واعتادَني وَصَبا

أولـئـكَ الـقـومُ قومي.يا مُزيَّفةًً *** وجـوهُـكـم، وقفاكم يَلعَنُ العَرَبا

أولـئـكَ القومُ، ساموا الرومَ داهِيةً *** وأنـتُمُ تُرخِصونَ العرضَ و النَّسَبا

مَـصـارِعُ الـقومِ قد كانت لهم دَأََبا *** وأصـبـحَ الـفلسُ والأدنى لكم دَأَبا

يـا عـصـبةً في ديارِ الشامِ راتِعَةً *** مـا أَقـبحَ الغدرَ و التَّزييفَ إن غَلَبا

يـا رُقعةً من خيوطِ المكرِ قد نُسِجت *** نـسـجَ العناكِبِ في أقداسِنا العَطَبا

مَـنـذا يُـطـيـحُ بها حبّاً وتكرِمةً *** لِـلأكـثـرينَ ندىً، والأكرمِين َأبا

الـشـامُ عـربـاءُ لم تَسلَم لِطاغيةٍ, *** إلا لِـتَـنـثُـرَهُ مـثلَ التٌّرابِ هَبا

فـهل إلى الشامِ من عَودٍ,، إلى حَلَبٍ, *** إلـى زمـانٍ, تَـقَضَّى صَبوَةً وصِبا

إلـى مـلائـكةِ الرحمانِ قد هَبَطت *** تَـطوفُ بالسامرِينَ الصِّيدِ.. والأُدَبا

الـهـديُ والمَجدُ ما التفَّا وما التَمَعا *** تـاجا على مفرِقٍ, أعلى ولا انتصَبا

قـرآنُ (أحـمدَ) غنََى في مساجدِها *** فـأرسـلَ الكونُ أسماعاً لهُ، طَرَبا

وفـي مـسـامِـعِـها أزجِت بلابلةٌ *** فـي ذِكرِ (أحمدَ) ما أَصبى وما سَلَبا

الـشامُ، باركَها الرحمانُ، ما فتئَت *** أرضَ الرِّباطِ، لِيومِ القدسِ، مُرتَقَبا

ما كانَ سيفُ(صلاح الدينِ)من خَشَبٍ, *** ولا خـيـولُ (بَـنِي مَروانِنا) قََصَبا

سَـيُـهزَمُ الجمعُ، لا شكُّ ولا رِيَبٌ *** سَـيُهزَمُ الجمعُ، طالَ العهدُ أم كَرَبا


أضف تعليق
التعليقات
1تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
رحمك الله جدي23 جمادى الأول 1445 (06-12-2023)

الآن وأنا على مشارف الـ25 أقرأها وقلبي فيها، تلك الأرض التي ما وطأتها قبلا، وبقيت في الغربة، آراها عبر كلماتك فقط، رحمك الله جدي وغفر لك.