تـدفَّـقَ الـلـيـلُ فـي البطحاءِ ثَجّاجا *** فـهـاجَ لـي من طُيورِ الحُزن ما هاجا
سـحـابـةٌ مـن ذُيـولِ الـنّملِ بُردتُهُ *** تـمـاسـكـت تـتّـقي زجراً وإزعاجا
لا بـدرَ، لا نـجمَ فيهِ، لا بصيصَ هُدىً *** إلا سَـرايـا الـعَـمـى تَـنقَضٌّ أفواجا
تَـنـهـلُ فـي مُـقَـلِ الـغِلمانِ فلسفةً *** فـتـغـتـلي في الوجوهِ الحُمرِ (إنتاجا)
يا حِصنَ (ألَموتَ) صارَ الموتُ في وطني *** نـهـراً، وصـارَ لـهيبُ الحِقدِ أمواجا
وأصـبـحـت جَـنّةُ (الصّباحِ) مُورِقةً *** بَـعـدَ الـدّمـارِ، وصارَ الرعبُ أبراجا
وصـارَ عَـهـدُكِ يـا (أحـساءُ) أُغنيةً *** وصـارَ فـكـركَ يـا (ميمونُ) مِنهاجا
وصـارَ..أوّاهُ مـمّـا صـار يا وَطَني *** صـارَ الـمـهرّجُ في البيداء (مِهراجا)
صـارت قـضـيّـتُـنـا كـأساً مُعتّقةً *** وغـادةً بـضَّـةَ الـمَـتـيـنِ مِـغناجا
الـكـفـرُ والظلمُ والطاعونُ في وطني *** صـارت سـيـاطاً وصار الذعرُ حجّاجا
وثورةُ الزّنجِ..كم في الأرضِ من عجبٍ, *** صـارت سِـراجـاً لأهـلِ الكفرِ وَهّاجا
مُـضـيـئـةٌ هـيَ مـثلُ الفحم أبدعَها *** (بَـهـواً) وألـبـسـهـا خـزّاً وديباجا
مُـضِـيـئـةٌ هـيَ، يـا غبراء فانفلقي *** وغـيّـبـي الـقـومَ أفـراداً وأزواجـا