عـد بي سريعاً إلى التاريخ والكتُبِ *** عـلّي أفرِّج ما في النفس من كُرَبِ
أو أسـتـعيد مع الأيـام تذكـرةً *** تُـحيي القلوب بمجدٍ, كان من حِقَبِ
أو أسـتـريحُ بها من حاضرٍ, تعِسٍ, *** أضـحت بـه أمتي نهبـاً لمُنتهِبِ
شـتـانَ ما بين ماضيها وحاضرها *** كانت سماء الورى واليوم في العقِبِ
عـذراً \"حـبيبُ \" فإني لا أرى أحداً *** كـمـثل معتصم في ساحة الغضبِ
يـقـود أمـتَـه لـلعـزّ، منتصراً *** ويـنقذ الشعبَ من ضُرٍّ, ومن وصبِ
ولا أرى قـائـداً يهوى الجهاد ولا *** ألـقـى لهـا بطلاً في جيشه اللجبِ
لـكـنني والضنى يجتـاحني ألمـاً *** أرى دمـىً مثّلَت في مسرح العجبِ
يـحكون صولةَ أرباب الحمى وهُمُ *** سـلمٌ لأعدائنا، حربٌ على العربِ
قـد عـوّدونـا وعودَ الزّيف مفعمةً *** فـاقـوا مسـيلِمَةً في كثـرة الكذبِ
فـي كـل يوم ترى جمعاً ومؤتمراً *** يتلـوه ناطقُهـم بالقـول والخُطبِ
والـكـلٌّ يـعرفُهم أذنابَ من سكنوا *** \" واشـنطناً \" فهمُ من أطوع الخشبِ
إن قـيـل \" هيّا \" أتوها راكعين لها *** أو قـيل \"هيّا\" مضَوا للأمر في أدبِ
عـنوانهم: أخلصوا للغرب في دأَبٍ, *** وأرغـمـوا شعبَكم بالقهر والغصَبِ
فـالـغـرب بوّأهم أعنـاق أمتهـم *** كـي يحكموهـا بلسع النار واللهبِ
زلّـوا بـمـستنقع للخزيِ، فائحةٍ, *** مـنه الخيانةُ، لا تخفى على النٌّجُبِ
ظـنّـوا سَفاهاً عيـونَ الحقّ غافلةً *** والـحقٌّ يرقُب ما يبغون عن كثّـبِ
*** *** ***
واعـجب لكل ضعيف الرأي منتفخٍ, *** قد عاش في وهمه فرعونَ في عَصَبِ
لا يرعوي من مصير سوف يدركه *** إذ لا يدوم الصفـا للظلم والرهَـبِ
فـي كـل يوم يرى الثوراتِ آخذةً *** حـقوقَها من دعِيِّ الأصل والحسَبِ
تُـلـقـي به مِزَقـاً شوهـاءَ مُنبئَةً *** عـما يمور بهـا من غيظها الحَرِبِ
لـكـنّ مَـن عدّنا في القوم أبخسهُم *** وعـدّ مـعـدِنَه من خالص الذهب
وبـاع أمـتَـه غَـبنـا لشرذمـةٍ, *** وصـار عوناً لها في الشر والعتبِ
لا يـسـتبين هـدى الأنوار ساطعةً *** وهـل يُسيغُ جلالَ النور كلٌّ عبي؟
وسـوف يـحيـا ضليلاً ثم يعقًُـبُه *** خـسـفٌ يزُجٌّ به في عالـم النٌّوَبِ
لا راحـمٌ بعد ذا في الأرض يرحمه *** ولا أنـيسَ لـه يحميـه من عطبِ
*** *** ***
نـهـاية الخائـن المرذول واضحةٌ *** سـرابُ مـجدٍ, تداعى دونما صَخَبِ