حديث طاغية في القبر

2.3k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%
مضى العهد الذي يعد *** وجاء الهم والنكد

ولم أعلم بأن يدي *** غداة الروع ترتعد

وبتّ اليوم منفرداً *** فلا خلُّ ولا ولد

أجيل الطرف ملتمساً *** فألقى الكل قد بعدوا

ويذهب بي حصاد الأمس *** مثل البرق يتَّقد

إلى ما كنت أنكره *** وأزعم أنه الفند

فأين الآن من زعموا *** بأني الخالد الفرد

وأني الفارس المقدا *** م والعمدان والوتد

وأني صانع الأمجاد *** وي أم أنهم جحدوا

أراني كنت منخدعاً *** على الأوهام أعتمد

فكم أمسيت منتفشاً *** كأني في الوغى الأسد

وكم أصبحت منتشياً *** لأن القوم قد سجدوا

فقلت لعلهم صدقوا *** بأني الموئل الصمد

ولولا ذاك ما هتفوا *** لِتَحي الدهر يا أحد

وكانت صيحة أخذت *** بلُبِّي والحجا شرد

فلم أعبأ بنصح أخٍ, *** ولم أنصت لمن نقدوا

ودارت بي كؤوس الطي *** ش والآثام والمضد

فلم ألمس ولم أبصر *** ولم أسمع لمن وفدوا

فيا ليت الذي بيني *** وبين الأمس مفتقد

وأمثالي وإن عظموا *** بهذي الأرض ما ولدوا

فهذي الحفرة التعسا *** ءِ في الإيذاء تجتهد

لظاها سابغ اللمسا *** ت في أنحائها الزرد

لها فَيحٌ شديد الوط *** ء في الحلقوم ينعقد

نسيت لهوله أمسي *** وضقت لفرط ما أجد

ودالت دولة الطغيا *** ن والأذناب قد رقدوا

هنا وحدي أسير القب *** ر ضاع الزهو والغَيَد

سيوفي كنت أحسبها *** تعيش الدهر تحتَصِدُ

فخانتني وما صدقت *** وكانت دائماً تعد

فأين الآن حاشيتي *** وذاك الجمع والعدد

أراهم كلهم دخلوا *** جحور الذل واختُضِدُوا

أو ارتدٌّوا على الأعقا *** ب فليجدوا الذي أجد


أضف تعليق