ثَـوى فـيـكَ الأحبةُ يا حبيبُ *** وقـد يـؤذي الثّواءُ وقد يَطيب
ثـوى فـيك الأحبةُ واستراحوا *** ونـحـنُ لـقىً تقاذفُهُ الدروب
أتـعـرفُ كيف تحترقُ المآقي *** وتـطـفـرُ من مخابئها القلوب
أتـعـرفُ كيف تنتحرُ المعاني *** ويخنقُ زَهَرهُ الروضُ الخصيب
أتـعـرفُ يا حبيبُ ديارَ سعدى *** ألـم تـأكـل بـشاشَتَها الندوب
أتـعرف فتيةً في الضوء ذابوا *** وفـي نـار الجَوى كبدي تذوب
أتعرفُ؟ ما بكيتُ، ولستُ أبكي *** بـلـى أبكي، ويغلبني النحيب
بـلـى أبكي، لعلّ الدمعَ يَروي *** رفـاتَـهـمُ، فـمـنزلُهم جديب
بـلـى أبـكي بكاءَ أخٍ, غريب *** يـنـاشـدهُ أخـوهُ فـلا يُجيبُ
وجـوهٌ مـازجت قلبي وغابت *** لـديـكَ، فـأينَ عن قلبي تغيبُ
فـلُـمـني يا تراب، فإن تَلُمني *** تُصِب، وإذا ارعويتُ فلا أُصيب
أمِـنّـي أنتَ؟ أم أنا منكَ؟ كلّ *** لـهُ مـن طبعِ صاحبهِ نصيب
غـريباً كنتُ عنك، وكنتَ عني *** ونـحـن أحـبّةٌ، هذا عجيب!
غـريباً كنتُ عنك، وكان أُنسي *** لـديَّ، فضاعَ فيك، فهل يؤوب
شـمـوسٌ في الظهيرةِ أطفأتها *** يـدٌ سـكرى، ولملمها الغروب
أأوغِـلُ خـلـفها؟ غُسلت بنورٍ, *** وقـلـبـي بـعدُ تغمرُهُ الذّنوب
ومـا سـيـفي إذا بَرَزوا حُسامٌ *** ولا مُـهـري إذا رَكِبوا نَجيب
ومُـتّـكـئي من التّسويفِ بالٍ, *** وداءُ الـقـلـبِ يعرفه الطبيب