مع التراب

3.2k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

ثَـوى فـيـكَ الأحبةُ يا حبيبُ *** وقـد يـؤذي الثّواءُ وقد يَطيب

ثـوى فـيك الأحبةُ واستراحوا *** ونـحـنُ لـقىً تقاذفُهُ الدروب

أتـعـرفُ كيف تحترقُ المآقي *** وتـطـفـرُ من مخابئها القلوب

أتـعـرفُ كيف تنتحرُ المعاني *** ويخنقُ زَهَرهُ الروضُ الخصيب

أتـعـرفُ يا حبيبُ ديارَ سعدى *** ألـم تـأكـل بـشاشَتَها الندوب

أتـعرف فتيةً في الضوء ذابوا *** وفـي نـار الجَوى كبدي تذوب

أتعرفُ؟ ما بكيتُ، ولستُ أبكي *** بـلـى أبكي، ويغلبني النحيب

بـلـى أبكي، لعلّ الدمعَ يَروي *** رفـاتَـهـمُ، فـمـنزلُهم جديب

بـلـى أبـكي بكاءَ أخٍ, غريب *** يـنـاشـدهُ أخـوهُ فـلا يُجيبُ

وجـوهٌ مـازجت قلبي وغابت *** لـديـكَ، فـأينَ عن قلبي تغيبُ

فـلُـمـني يا تراب، فإن تَلُمني *** تُصِب، وإذا ارعويتُ فلا أُصيب

أمِـنّـي أنتَ؟ أم أنا منكَ؟ كلّ *** لـهُ مـن طبعِ صاحبهِ نصيب

غـريباً كنتُ عنك، وكنتَ عني *** ونـحـن أحـبّةٌ، هذا عجيب!

غـريباً كنتُ عنك، وكان أُنسي *** لـديَّ، فضاعَ فيك، فهل يؤوب

شـمـوسٌ في الظهيرةِ أطفأتها *** يـدٌ سـكرى، ولملمها الغروب

أأوغِـلُ خـلـفها؟ غُسلت بنورٍ, *** وقـلـبـي بـعدُ تغمرُهُ الذّنوب

ومـا سـيـفي إذا بَرَزوا حُسامٌ *** ولا مُـهـري إذا رَكِبوا نَجيب

ومُـتّـكـئي من التّسويفِ بالٍ, *** وداءُ الـقـلـبِ يعرفه الطبيب


أضف تعليق