الله أكبر هذه راياتنا

4.5k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

الحقٌّ مِنكَ ومِن جيوشِكَ أكبرُ *** فاخسأ وعُد بالخِزيِ يا مُتكبَّرُ

أتظنٌّ نفسَك في الوجودِ مُحَكَّمٌ *** ولأنتَ من جُعلٍ, أذلٌّ وأَحقرُ

إن كنتَ مخدوعًا بحُلمٍ, ساهمٍ, *** فاسأل عن الأحلامِ كيفَ تُعبَّرُ

أو كنتَ مغرورًا بوَهمٍ, كاذِبٍ, *** فاعلم بأنّكَ جاهلٌ مُتهوَّرُ

ما أنتَ؟ أنتَ أخسٌّ مَن عرفَ الوَرَى *** وأقلٌّ مِن أن تستبدَّ وأصغرُ

أَبشِر بخزيٍ, يا دَعِيٌّ فإنّه *** مَن عاثَ في الأرضِ الفسادَ مُدَّمرُ

كم من دَعِيٍ, ظالمٍ, متجبَّرٍ, *** قد كانَ قبلَكَ يستبدٌّ ويفجُرُ

أغراهُ مِن غَرَضِ الحياةِ لُعاعَةٌ *** فطغى وظنَّ بأنّه لا يُقهرُ

فرعونُ أم هامانُ أنت أم الذي *** قد قالَ أُحيي مَن أشاءُ وأغبُرُ

أََرَأيتَ هولاكو؟ وأنتَ رَبِيُبهُ *** ماذا يقولُ الدَّهرُ عنه ويذكُرُ؟

ستُعيدُ سيرةَ هِتلَرٍ, في قومِهِ *** جَلَبَ الدَّمارَ لهم وقالَ: أُعمَّرُ

أين الطغاةُ الحاكمونَ؟! وأينَ مَن *** بالأمسِ قد ساسُوا الأمورَ ودَبّرُوا

قد جرَّ فوقَهُمُ الرَّدى أذيالَه *** وعتى بما هُمَّ شيَّدوهُ وعَمَّروا

فانظر: فأينَ هُمُ؟ وفي آثارِهم *** ما يردَعُ الرَّجُلَ الحكيمَ ويزجُرُ

ستظلٌّ تلعنُهُم وتحقِرُ فِعلَهُم *** مُهَجٌ وأفئدةٌ إلى أن يُحشَرُوا

بالأمس قبلَكَ جاءَ بطرسُ يدّعي *** في أنهُ يُرضِي اليسوعَ وينصُرُ

خدعَ النصارى أنّهُ سيقودُهم *** لنعيمِ عيشٍ, ليسَ فيهِ مُكدَّرُ

وأتى بعَشراتِ الألوفِ يجرٌّها *** لمغانمٍ, ليست تُعَدٌّ وتُحصَرُ

رفعَ الصّليبَ مُراوِغاً ومُضلّلاً *** كُلَّ الوَرَى ليُطاعَ فيما يَأمُرُ

وقد ادَّعى أنّ المسيحَ مبارِكٌ *** راياتِهِ وبأنّهُ لا يُدحَرُ

خَدَعَتهُ أحلامٌ بها أوحى لهُ *** إبليسُ في رُؤيا فقامَ يُجَمهِرُ

جمعَ الحشودَ ليُنقِذَ المهدَ الذي *** فيهِ المسيحُ كما ادَّعى- مُتَضرِّرُ

وإذا بهِ نحوَ الفناءِ يقودُهم *** وإذا بجيشِ الغادِرينَ يُقَهقَرُ

أَلفى أسودَ شرًى وفي راياتهم *** ريحُ المنونِ على الجماجمِ تصفِرُ

طافت على تلكَ الجموعِ وقد غَدَت *** تذرو على الجِيَفِ الترابَ وتنشُرُ

ومضى جَريحًا هاربًا وجُنُودُهُ *** نَهبَ السَّباعِ مُجَندَلٌ ومُعَفَّرُ

ما زالَ يلعنُهُ الزّمانُ مُردّدًا *** ولهُ بكلِّ قَبيحِ فعلٍ, يَذكرُ

هذا مصيُركَ يا غبيٌّ فلن ترى *** إلا الذي يُخزِيكَ فيما تَنظُرُ

أَتـُبِيدُ شعبًا؟ فاصطبر لِبَلائِهِ *** إن أنتَ حقًّا- قائدٌ ومُظَفّرُ

وانزِل إلى الساحات ساحاتِ الوَغى *** إن أنتَ فيما تدَّعيهِ غَضنفَرُ

الـلّـهُ فوقَكَ، والعِراقُ جنودُهُ *** ماذا ترى يا وَغدُ ثَمَّ وتنظُرُ؟

أبشِر يخِزيِكَ والصَّغارِ فإنـّهُ *** سَيِذلٌّ من حملَ الضّلالَ ويُدحَرُ


السابقيا عرب
أضف تعليق