يا شام رفقاً

3.9k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

كتب شاعر من شعراء الشام أبياتا بعنوان \"في عشق الشام\" فهيّج لواعج القلب والقلم فكانت هذه الأبيات

القَلـبُ يَخفِـقُ في ذِكرِ الشّآمِ هَوىً *** وَالعَيـنُ تَنظُرُ عَن بُعـدٍ, وَتَنكَسِـرُ

وَلِلشّـريـدِ مَـآقٍ, لَيسَ يَملِـكُهـا *** فَالدّمـعُ مِن بَرَدى يُروى فَيَنهَمِـرُ

وَقَـد أَثَـرتَ بِذِكـرِ الشّـامِ لَوعَتَهُ *** وَقَـد نَكَأتَ جِراحـاً دونَها السٌّـتُرُ

فَانظُر لِنَبضَةِ ذِكـرِ الشّـامِ في دَمِهِ *** وَكَيفَ يَنسى؟..أَيَنسى روحَهُ بَشَـرُ

دارُ الطٌّفـولَـةِ حُلـمٌ في تَسَـهٌّدِهِ *** وَالعِطرُ في غوطَةِ الفَيحاءِ وَالشّـجَرُ

وَهَذرُ صَحبِهِ في حَـيٍ,ّ وَمَدرَسَـةٍ, *** وَفي مَسامِعِـهِ أَصـداءُ ما هَـذَروا

حَتَّى إِذا فـارَقَ الأَحبـابَ وَدَّعَـهُ *** دُعَـاءُ أُمٍ,ّ تَعيـشُ الدّهـرَ تَصطَبِـرُ

وَطَيفُ دَمـعٍ, عَزيزٍ, في عُيونِ أبٍ, *** يوصيـهِ أََلاّ يَطـولَ البُعـدُ وَالسّـفَرُ

وَأَن يَعيشَ عَزيـزاً شـامِخاً أَبَـداً *** فَالشّـامُ أَرضٌ بِهـا التّاريخُ يَفتَخِــرُ

حَقٌ عَلى عَبـدِ رَبِّ العَرشِ عِزَّتُهُ *** مـا دامَ لِلحَـقِ والإِنسـانِ يَنتَـصِـرُ

فَعاشَ في مَركَبِ الإيمـانِ مُغتَرِبـاً *** وَعاشَ في مَركَبِ الأَشـواقِ يَنتَظِـرُ

وَالمَوتُ أَسـرَعُ مِن حُلـمٍ, يُداعِبُـهُ *** وَالمَـوتُ حَـقُّ إِذا ما قُـدِّرَ القَـدَرُ

لَم يُبـقِ إِلاَّ حَنينـاً فـي أَضالِعِـهِ *** لِلرّاحِليـنَ وَقَـلـبـاً كادَ يَنفَـطِـرُ

يُغالِـبُ اليَأسَ وَالأَحـزانُ تَغلِبُـهُ *** يُجَـدِّدُ العَـزمَ وَالآمـالُ تَنـدَثِـرُ

يُحَرِّقُ الشَّوقَ وَالتَّشـريدُ يُحرِقُـهُ *** في مَذبَـحِ الغُربَـةِ الحَمراءِ لا يَـذَرُ

إِن يَغـفُ لَم تَغـفُ أَفكارٌ مُؤَرِّقَةٌ *** أَو يَصحُ عادَت لَهُ في صَحوِهِ الفِـكَرُ

َمَضى الشَّـبابُ وأبقى في تَشَـرٌّدِهِ *** زَحفَ المَشيبِ عَلى الصّدغَينِ يَعتَـذِرُ

كَم مِن حَبيبٍ, قَضى في الشَّامِ يَذكُرُهُ *** كَأنَّـمـا لَم يُفـارِق وَجهَـهُ البَصَـرُ

كم مِن وَليـدٍ, تَمَنَّـى لَو يُعـانِقُـهُ *** صاروا شَـباباً كَما تَروي لَهُ الصٌّـوَرُ

هُـمُ الأََحِبَّـةُ رَغـمَ البُعـدِ تَحمِلُهُم *** في مُقلَتي دَمعَةٌ في الشّـوقِِ تَنصَهِـرُ

مَن لي بِيَـومٍ, مَعَ الأَحبـابِ أحضُـنُهُم *** وَالشّـامُ تَحضُـنُنا وَالشَّـمسُ وَالقَـمَرُ

نُلَمـلِـمُ الدَّمـعَ فـي شَلاَّلِ رَبوَتِـنا *** وَالوردُ في الدَوحِ يَكسو وَجهَهُ الخَفَــرُ

نَهيـمُ فـي ذِكرَياتٍ, لَم تَـزَل مَعَنـا *** أَم ضاعَ عَبـقُ الأَماني وَامَّحـى الأَثَـرُ

نَسيرُ في غوطَةٍ, غَنّاءَ..أَم تَعِـبَـت *** فيـهـا الخَمـائِلُ لِلغُيَّـابِ تَنتَـظِــرُ

هَل يَضحَكُ الطّيـرُ لِلأزهارِ مُغتَبِطـاً *** أَم أَنَّ ضِحكَتَـهُ اغتيـلَـت كَمـا الزَّهَرُ

كَالظِّلِّ وَالحُـبِّ وَالذِّكـرى بِبَلدَتِـنـا *** كَالمـاءِ في بَرَدى يَغتـالُـهُ الحَجَــرُ

وَالنّبـعُ يَبكي عَلى الشّطآنِ مُرتَعِشـاً *** أَحـلامُــهُ زَبَــدٌ يَـعـلو وَيَنكَسِـرُ

يا شامُ.. يا شـامُ رِفقاً بِالشَّـريدِ أَتـى *** بِالحُبِّ وَالدَّمـعِ وَالأَشـجانِ يَعتَمِـرُ

روحـي بِأَرضِـكِ لَم تَبـرَح تُقَبِّلُـهـا *** وَالقَلـبُ أَنتِ وَأَنـتِ النَّبـضُ وَالوَطَـرُ

تَهونُ في غُربَتـي الدٌّنيـا وَما حَمَلَت *** إِلاّ ثَـرى الشّامِ مَثوىً إِن مَضى العُمُرُ


أضف تعليق