كتب شاعر من شعراء الشام أبياتا بعنوان \"في عشق الشام\" فهيّج لواعج القلب والقلم فكانت هذه الأبيات
القَلـبُ يَخفِـقُ في ذِكرِ الشّآمِ هَوىً *** وَالعَيـنُ تَنظُرُ عَن بُعـدٍ, وَتَنكَسِـرُ
وَلِلشّـريـدِ مَـآقٍ, لَيسَ يَملِـكُهـا *** فَالدّمـعُ مِن بَرَدى يُروى فَيَنهَمِـرُ
وَقَـد أَثَـرتَ بِذِكـرِ الشّـامِ لَوعَتَهُ *** وَقَـد نَكَأتَ جِراحـاً دونَها السٌّـتُرُ
فَانظُر لِنَبضَةِ ذِكـرِ الشّـامِ في دَمِهِ *** وَكَيفَ يَنسى؟..أَيَنسى روحَهُ بَشَـرُ
دارُ الطٌّفـولَـةِ حُلـمٌ في تَسَـهٌّدِهِ *** وَالعِطرُ في غوطَةِ الفَيحاءِ وَالشّـجَرُ
وَهَذرُ صَحبِهِ في حَـيٍ,ّ وَمَدرَسَـةٍ, *** وَفي مَسامِعِـهِ أَصـداءُ ما هَـذَروا
حَتَّى إِذا فـارَقَ الأَحبـابَ وَدَّعَـهُ *** دُعَـاءُ أُمٍ,ّ تَعيـشُ الدّهـرَ تَصطَبِـرُ
وَطَيفُ دَمـعٍ, عَزيزٍ, في عُيونِ أبٍ, *** يوصيـهِ أََلاّ يَطـولَ البُعـدُ وَالسّـفَرُ
وَأَن يَعيشَ عَزيـزاً شـامِخاً أَبَـداً *** فَالشّـامُ أَرضٌ بِهـا التّاريخُ يَفتَخِــرُ
حَقٌ عَلى عَبـدِ رَبِّ العَرشِ عِزَّتُهُ *** مـا دامَ لِلحَـقِ والإِنسـانِ يَنتَـصِـرُ
فَعاشَ في مَركَبِ الإيمـانِ مُغتَرِبـاً *** وَعاشَ في مَركَبِ الأَشـواقِ يَنتَظِـرُ
وَالمَوتُ أَسـرَعُ مِن حُلـمٍ, يُداعِبُـهُ *** وَالمَـوتُ حَـقُّ إِذا ما قُـدِّرَ القَـدَرُ
لَم يُبـقِ إِلاَّ حَنينـاً فـي أَضالِعِـهِ *** لِلرّاحِليـنَ وَقَـلـبـاً كادَ يَنفَـطِـرُ
يُغالِـبُ اليَأسَ وَالأَحـزانُ تَغلِبُـهُ *** يُجَـدِّدُ العَـزمَ وَالآمـالُ تَنـدَثِـرُ
يُحَرِّقُ الشَّوقَ وَالتَّشـريدُ يُحرِقُـهُ *** في مَذبَـحِ الغُربَـةِ الحَمراءِ لا يَـذَرُ
إِن يَغـفُ لَم تَغـفُ أَفكارٌ مُؤَرِّقَةٌ *** أَو يَصحُ عادَت لَهُ في صَحوِهِ الفِـكَرُ
َمَضى الشَّـبابُ وأبقى في تَشَـرٌّدِهِ *** زَحفَ المَشيبِ عَلى الصّدغَينِ يَعتَـذِرُ
كَم مِن حَبيبٍ, قَضى في الشَّامِ يَذكُرُهُ *** كَأنَّـمـا لَم يُفـارِق وَجهَـهُ البَصَـرُ
كم مِن وَليـدٍ, تَمَنَّـى لَو يُعـانِقُـهُ *** صاروا شَـباباً كَما تَروي لَهُ الصٌّـوَرُ
هُـمُ الأََحِبَّـةُ رَغـمَ البُعـدِ تَحمِلُهُم *** في مُقلَتي دَمعَةٌ في الشّـوقِِ تَنصَهِـرُ
مَن لي بِيَـومٍ, مَعَ الأَحبـابِ أحضُـنُهُم *** وَالشّـامُ تَحضُـنُنا وَالشَّـمسُ وَالقَـمَرُ
نُلَمـلِـمُ الدَّمـعَ فـي شَلاَّلِ رَبوَتِـنا *** وَالوردُ في الدَوحِ يَكسو وَجهَهُ الخَفَــرُ
نَهيـمُ فـي ذِكرَياتٍ, لَم تَـزَل مَعَنـا *** أَم ضاعَ عَبـقُ الأَماني وَامَّحـى الأَثَـرُ
نَسيرُ في غوطَةٍ, غَنّاءَ..أَم تَعِـبَـت *** فيـهـا الخَمـائِلُ لِلغُيَّـابِ تَنتَـظِــرُ
هَل يَضحَكُ الطّيـرُ لِلأزهارِ مُغتَبِطـاً *** أَم أَنَّ ضِحكَتَـهُ اغتيـلَـت كَمـا الزَّهَرُ
كَالظِّلِّ وَالحُـبِّ وَالذِّكـرى بِبَلدَتِـنـا *** كَالمـاءِ في بَرَدى يَغتـالُـهُ الحَجَــرُ
وَالنّبـعُ يَبكي عَلى الشّطآنِ مُرتَعِشـاً *** أَحـلامُــهُ زَبَــدٌ يَـعـلو وَيَنكَسِـرُ
يا شامُ.. يا شـامُ رِفقاً بِالشَّـريدِ أَتـى *** بِالحُبِّ وَالدَّمـعِ وَالأَشـجانِ يَعتَمِـرُ
روحـي بِأَرضِـكِ لَم تَبـرَح تُقَبِّلُـهـا *** وَالقَلـبُ أَنتِ وَأَنـتِ النَّبـضُ وَالوَطَـرُ
تَهونُ في غُربَتـي الدٌّنيـا وَما حَمَلَت *** إِلاّ ثَـرى الشّامِ مَثوىً إِن مَضى العُمُرُ