واقع المسلمين

5k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

كم كان أهلكِ يـا ديـارُ بغفوةٍ, *** فَتَحـوا الطَريـق لمجرمٍ, مُتَطَوِّلِ

قَطِـعوا حِبالَ أُخوَّةِ الإيمانِ ثُـ *** ـمَّ مَضَوا ليُعلُوا رايَةَ المتسـلّل

غَنَّوا شِعاراتِ الضَّلال وَصَفَّقوا *** لِعَـدُوّهـم، لمُنافـقٍ,، لمُضـلِّلِ

فتحـوا الدروبَ لكلِّ غازٍ, مجرمٍ, *** فتـحـوا القلوبَ لكلِّ عِـلجٍ, مُقبِلِ

فتمـزّقـوا إربـاً على عَصَبِيَّةٍ, *** جَهلاءَ ترمِيهِم بِأرضٍ, مجهَل (1)

تـاهـوا ولـفّهم الظَّلامُ و غُيِّبوا *** بَيـنَ المسـارِبِ في الظلام الأَليَلِ

كم مَـالَؤُوا ذاكَ العَدُوَّ وَكم تُرَى *** رَكنـوا لـطـاغٍ, فوقَهُم مُستَجهِلِ

حتى غَدوا بينَ الَّشعوب كأنّهم *** ذرٌّ الرّمـادِ بـسـاحـةٍ, أو مَحفلِ

أو فـضلُ ثَوبٍ, قد أَضرَّ به البِلى *** يُلقَى بقارعَـةِ الطّـريق مُهلهَلِ

أَضحَت شُعوبُ المُسلمين غنائِماً *** ما بَينَ مَـسـحوقٍ, و بَينَ مُكبَّلِ

تركُوا سَـبيلَ اللهِ واتخذوا الهوى *** شَـرعاً فَـقُـطِّعَ كلٌّ حَبلٍ, مُوصِلِ

فـإذا بنـا عُصَبٌ مُشَتَّتَةُ الهوى *** أبـداً وعاصِـفـةُ ارتجـالٍ, أعزَلِ

فِتَنٌ تأجّجُ في الصٌّدُورِ وفي الربى *** لَهَبـاً! وكلُّ في لـظاها يَصطلي

دَوّت شِعـاراتٌ مُزَخرَفَة الهوى *** سقطت و تاهت في طريق مُوحِلِ

كلُّ يقولُ أنا الذي ينجي الدِّيا *** رَ بوَهمِـهِ وَشِـعـاره المتَـعَجِّلِ

كُلُّ يقولُ أنا \" الذي \"فإذا \" الذي \" *** ليسَ \" الذي \" يا ويحَ من لم يَفعَـلِ

أينَ المناهِجُ؟! لا تَرى أحداً يُسَا *** ئِلُ عَن سَبـيـلٍ, للنجَّاةِ مُفَصَّلِ

أو أَينَ أهدافٌ وأيـنَ مَـعَـالمٌ *** تُجـلى عَلى دَربٍ, إِليها مُوصِـلِ

الدّربُ في شَرقٍ, يَتِيهُ، وجَوهَرُ الـ *** أهَدافِ في غَربٍ, يضِلٌّ و شمأَلِ

خَـدرٌ يَـسيلُ معَ الدِّماءِ و يغتَلي *** بِين العُروقِ و في الفُؤادِ وَمفصَلِ

ويُصفِّـق الغافونَ في أَحـلامهم *** بَيـنَ الملايينِ الـتي لَم تَحفلِ

ضَجَّت حَنَاجِرُهُم! وأُلهِبَتِ الأكـ *** فٌّ لكُلِّ مُصطِنـع بَـدَا وممَثِّلَ

عَمّ الضجيج ! مظاهراتٌ هَاهُنا *** وهُـنـا على لَهَـبٍ, لَـديهَا مُشعَلِ

ضَجٌّوا! وبعد هنيهَةٍ, غابَ الضَّجـ *** ـيجُ وغابَ كُلٌّ مصفِّقٍ, ومُهَروِلِ

وتفرَّقَـت تلك الحنَـاجرُ والأكُـ *** ـفٌّ وسَادَ صَمتُ العاجز المتَنَصِّلِ

تمضي السِّنونَ! تمرٌّ تَسأَلُ أَين مَن *** ضجٌّوا وأَين حَصادُ جُهدٍ, مُمحِلِ

يا أمَّتي! كم مِن دِماءٍ, قَد صَبَبـ *** ـتِ وَمِن صريعٍ, في الدَّيارِ مُجدَّل

كم جُدتِ بالكفّ السخيّ على ميا *** دين النِّزالِ و جمعِها؟! لَم تَبخَلي

قد جُدتِ بالمالِ الوفيرِ وَ بالدّمـا *** ءِ بكلِّ غُصنٍ, مِـن شبابِكِ مخضَلِ

كم من نـسائِك قَد خَلَعنَ قلائداً *** زانَت وَجُـدنَ بكلّ غـالٍ, مِن حِليَ

وطفولـة هَبَّت تَواثَبُ في الحمى *** وَثبـاً إلى الميـدانِ لم تَـتَـمَـهَّلِ

جَعَـلوا مِنَ الحجَرِ الأَصمِّ مَلاحِماً *** دَوَّت! وَمِن عَزمٍ, هُـدى المـتأمِّلِ

فكأَنَّـه العملاقُ هَبَّ و دُونَه الـ *** أَقـزامُ في هَلَـعٍ, و طـول تَمَلمُلِ

يا أُمّتي! مَهلاً! بَذَلتِ مَعَ السِّنيـ *** ـنَ تطولُ! أينَ جَنى العطاءِ المجزِلِ

يا أُمَّتي! لِمَ، بَعد بَذلِكِ، لم نَجد *** إلا الهَزائِمَ؟! هَل وقفتِ لتسألي؟!

يا أُمّـتي طالَ المدى! عظَمُ البَلا *** وَعَـلا نَـشيُـدُ الـقـاعِد المتقوّلِ

كم مَهرجَانٍ, صاخِبٍ, متموِّج ؟! *** كم نَدوة؟! كم مُلتَقىً؟! كم محفِل؟!

هلا وقَفـتِ لتسألي سَبَبَ الهزا *** ئم والقوارِع ؟! فانظُري و تَأمَّلي!

كم حَوّلـوا بِالوَهم كُلَّ هَزِيمَةٍ, *** نَصراً وَزانوا مِـن ربىً أو منزِلِ

أخفَوا أَسالِيب الجَريمَةِ! ويحَهم *** مَهـما يَـطُـل مَكرٌ لهم لا يَنطلِ

واللهُ يَـشهـدُ وهـوَ خَيرٌ شاهداً *** مَـكرَ الشَّـقيِّ وَفـتـنَـةَ المتحيّلِ

نُزِعَـت مهابَتُـنا وفُلَّ سِلاحُنا *** وَهَوت صُروحُ المجدِ حُطَّت مِن عَلِ

وتَفَّرقَت تلـكَ الـقُـلوبُ ومُزِّقَت *** تِلكَ الصٌّفـوفُ و تـاه كلٌّ مؤَمِّلِ

لا يُرتجى نَصـرٌ وأمرُ المسلميـ *** نَ مُشـتّتٌ في غـفـوةٍ, وتَعَلٌّـلِ


أضف تعليق