بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد :
مع لفيح السموم ، وشدة الحرّ هذه الأيام تزدحم المطارات بإعداد المسافرين وجموع الهاربين إلى بلاد خارجية, بدعوى السياحة والنزهة ولا يكاد موظفو المطارات من بائعي التذاكر أو قاطعي كروت صعود الطائرة من التقاط أنفاسهم وهم ينظمون تفويج الركاب إلى طائراتهم!
أما مذيع الصالات فلا يكاد يفرغ من إعلان موعد إقلاع رحلة خارجية إلا ويلتقم مكبر الصوت لإعلان أخر ولا تكاد تسمع إلا لندن ، باريس ، جنيف ، روما، جاكرتا ، استنابول ، فيينا ، كازبلانكا، فهذه الأسماء تصك الآذان مراراً في اليوم الواحد أحيانا !!
ولا ترى في مطاراتنا إلا العربات وهي تحمل أطباقا من الحقائب المتراكمة بينما ظهر فلذات الأكباد وهم يتراكضون خلف ذويهم لا يدرون الى أي أرض يساقون, والى بيئة يقادون ؟!
إن هذه الهجرة الجماعية كل عام إلى بلاد سياحية أوربية أو أسيوية أو غيرها لتدل دلالة واضحة على خلل في التربية وتكشف عن أخطاء استرايتجية في مناهج التعليم وبرامج الإعلام ؟
فنحن على يقين أن أكثر المسافرين درسوا وتخرجوا في مدارسنا وجامعاتنا سواء الآباء والأمهات ، أم الأبناء والبنات فلماذا لم تفلح تلك المناهج والخطط التعليمية في الحد من السفر إلى الخارج ؟
وأما برامج الإعلام فهي لم تسع أصلا إلا في تشجيع السفر إلى الخارج بفضل ما تقدمه من مشاهد ولقطات حيه لمنتجعات سياحية خارجية ناهيك عن الدور العظيم الذي تلعبه القنوات الفضائية في تأجيج الشهوات وإثارة الشباب والفتيات ومن ثم تجعلهم يتلهفون على السفر أوربيا وأسيويا لتحقيق ما قد يعجزون عن تحقيقه داخلياً؟!
إن السفر إلى الخارج هروباً من الحر أو تقليداً للآخرين أو بحثا عن المتعة المحرمة هو في كل الأحوال يصبٌّ في مصلحة تدمير القيم الدينية ، والأخلاق الفاضلة ، والسلوك الحميد ..
ولا يجهل اصغر المنصفين سناً تلك الآثار المدمرة التي نجمت عن اعتياد قضاء الإجازات في لندن وجنيف واستنابول وغيرها!!
وإلا فما هذه الممارسات السلوكية المنحرفة لدى الشباب والفتيات والتقليعات الغريبة التي يمارسها الكبار والصغار إلا إحدى الثمرات المرة الناجمة عن السفر إلى الخارج ؟
ثم ماذا ترى في منتجعات أوربا واسيا غير الفواحش والتهتك الأخلاقي فضلاً عن الفساد العقدي والكفر البواح ؟
وهل تملك أوربا ما تقدمه في عواصمها وأريافها غير النساء الخليعات والكوؤس المترعة, والمراقص وعلب الليل ؟
ثم ما هذه المليارات من الريالات التي ينفقها سياحنا في الخارج والتي تصب في الخزائن الصليبية لتعود سهاماً ورماحاً تخترق أكباد أخواننا في أفغانستان والعراق وفلسطين ؟!
إن السفر إلى الخارج لا يجوز أن يظل هاجساً حولياً يظهر كل عام لدى من كان يؤمن بلقاء الله ويسعى في رضاه بعد أن عرف خطورة السفر على عقيدة الولاء والبراء وضرورة مفارقة الكافر جسدا وروحا, وفكرا ومعتقدا!!
لا سيما وكتاب الله يمتليء وعيدا وتهديدا لمن ركن إلى أعداء الله وتنكر لألوهيته ووحدانية والتي لو لم يكن فيه إلا قوله تعالى : {وَلاَ تَركَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن أَولِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ }هود113
فأفيقوا أيها السائحون واستجيبوا لربكم أيها المسافرون وإلاّ فإنَّ ثمن إعراضكم سيكون فادحاً يوما ما !
اللهم اشرح صدرونا لتقواك واستعمل جوارحنا في رضاك يا كريم
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد