بسم الله الرحمن الرحيم
المحبة في الله من أفضل القربات وأجل المزيات التي تكفل الله لمن بلغها بالأجر والمثوبة.
وهو القائل - سبحانه - يوم أن تعرض عليه الخلائق: {أين المتحابون بجلالي اليوم أُظِلٌّهم في ظِلِّي يوم لا ظلَّ إلا ظلي} [1]. وهذا في الآخرة.
وأما في الدنيا فإن المتحابين في الله يحصلون على نِعَمٍ, وفضائلَ عدة ومن أجلها وأزكاها نعمتان عظيمتان:
الأولى: محبة الله لهم.
فقد أخرج مسلم في صحيحه[2] عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: \"أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى فأرصد الله له على مدرجته ملكاً فلما أتى عليه\".
قال: أين تريد؟
قال أريد أخاً لي في هذه القرية.
قال: هل لك عليه من نعمةٍ, تَرُبٌّهَا؟
قال: لا غير أني أحببته في الله - عز وجل -.
قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه.
والثانية: وضع القبول له في الأرض.
فقد أخرج الشيخان [3]عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: \"إذا أحب الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلاناً فأحببه فيحبه جبريل.
فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلاناً فأحبوه.