بذور الأفكار للمعلمين الأخيار


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إنّ الأمانة التي تحمّلها المعلم أمانة عظيمة، تنوء بحملها الجبال.

كيف لا، وهو يتولى رعاية أبناء المسلمين، وفلذات أكبادهم؟!.

كيف لا، وهو يسلك طريق الدعاة والأنبياء؟!.

وقد أجمعت الأمم على عِظَمِ دور المعلم، وثقل المسئولية الملقاة على عاتقه، يقول الله - تعالى -: (إِنَّا عَرَضنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَالجِبَالِ فَأَبَينَ أَن يَحمِلنَهَا وَأَشفَقنَ مِنهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً). [سورة الأحزاب، الآية: 72]. ويقول - صلى الله عليه وسلم -: \"كُلٌّكم راعٍ,، وكُلٌّكم مسئول عن رعيته...\".[أخرجه البخاري ومسلم].

ولعلمنا بثقل المسؤولية على المعلم كانت هذه الكلمات، وتلك العبارات، والتي هي جملة من الأنشطة المقترحة، والأطروحات المجربة، والتي من خلالها يستطيع المعلم أداء جزء من رسالته لأبنائه الطلاب.

وهذه المقترحات قد تصلح في مكان دون آخر، فكلُّ يأخذ منها ما يناسبه ويناسب طلابه، الذين يتعامل معهم.

فمن تلك الأنشطة المقترحة:

أولاً: أنشطة مقترحة في الصباح:

* إقامة درس يومي قبل الطابور الصباحي، ويكون هذا الدرس إما في السيرة النبوية، أو تأصيل الجانب العلمي لدى الطلاب المتميزين، بأن تُشرح لهم متون صغيرةº كالبيقونية، أو الأصول الثلاثة، أو الورقات، أو غيرها من كتب أهل العلم.

* إقامة حلقة لتحفيظ القرآن الكريم أيضاً قبل الطابور الصباحي للراغبين في تحسين التلاوة أو الحفظ، ويكون لها نصيب من درجات المشاركة أو الجوائز القيمة، ويمكن أن يتولى تعليم التلاوة بعض الطلاب المتميزين بحسن التلاوة، وهم ولله الحمد في مدارسنا كثر، فتستثمر تلك الطاقات في مثل هذه الأعمال الخيرية.

* استغلال البرنامج الإذاعي من خلال توحيد الكلمات المطروحة لبعض الموضوعات المهمة التي يحتاجها الطلاب، فيكون مثلا الأسبوع الأول عن كيف تنظم وقتك؟! والأسبوع الثاني عن أهمية العلم، والأسبوع الثالث موضوع التدخين وخطره.

ولابد أن يجدد المعلم في أسلوب الطرح فيطلب من الطلاب الإبداع في طرح هذه الموضوعات كاستعمال المسجّل في عرض نقطة مهمة منه، أو مقابلات مع بعض المسؤولين ونحو ذلك.

* سؤال الأسبوع: والمطلوب في هذا المقترح كالتالي

1. إلقاء كلمة في كل أسبوع.

2. أن يوضع بعد نهاية الكلمة التي أُلقيت سؤالٌ يتعلق بما في مضمون الكلمة.

3. يوضع صندوق لإجابات الطلاب.

4. الأسبوع الثاني توزع الجوائز على الفائزين الثلاثة أمام الطلاب، وتكون الجوائز قيمة، حتى يتابع الطلاب كلمة المعلم بحرص ودقة، فتحصل الفائدة المرجوة.

 

ثانياً: برامج مقترحة داخل الفصل:

* استغلال المناهج التعليمية في تربية الطلاب، وذلك بربط المادة العلمية بما يناسبها في التوجيه، فمثلاً: في مادة الأحياء، أو العلوم، أو الجيولوجيا تُربط ببيان عظمة الله - تعالى -وقدرته.

* استغلال المناسبات والأحداث في توجيه الطلاب، وتوعيتهم عن هذا الحدث الجاري.

* إثارة المنافسة بين الطلاب في الجوانب السلوكية، وحثهم على تطبيق سنن نبيهم - صلى الله عليه وسلم -.

* كتابة سؤال ثقافي في بداية الدرس، ومن ثَمّ ينطلق المعلم إلى التوجيه من خلال هذا السؤال، بشرط أن يكون هناك دوافع للمشاركة في حل هذا السؤال، كجوائز أو درجات أو نحو ذلك، ومحاولة تنويع الأسئلة بحيث لا تكون على وتيرة واحدة.

وهذه الفكرة تذهب السآمة من الطلاب والرتابة التي يشعرون بها، وتقطع أفكارهم عن الدرس الماضي ليتهيأوا للدرس الجديد، وتجمع شتات أذهان الطلاب.

* مطالبة الطلاب ببعض البحوث اليسيرة في بعض جزئيات المادة، فأحياناً تعترض المعلم بعض القضايا التي قد تخفى عليه، فيستحسن تكليف أحد الطلاب ببحثها بشكل موجز، ويتم مكافأته عليها وقراءة البحث أمام الطلاب، وهذه الفكرة تنمي جوانب البحث العلمي لدى الطالب وحب القراءة والاطلاع.

* تمرّ أحياناً موضوعات مهمة في بعض المناهج الدراسية، ويوجد في هذا الموضوع بعض الكتيبات التي أفاضت في هذا الموضوع، فيمكن أن يُطلب من الطلاب تلخيص الكتاب ووضع بعض درجات المشاركة عليه، حتى يستوعب الطالب هذا الموضوع.

* أحياناً يملّ الطلاب من الرتابة في الدرس، خاصة في الدروس الأخيرة، فمن الوسائل المقترحة في علاج ذلك: تقسيم الطلاب إلى مجموعتين (أ) ومجموعة (ب). وبعد شرح الدرس يُطلب من كل مجموعة إلقاء ثلاثة أسئلة للمجموعة الأخرى، حيث إن السؤال الأول من مجموعة (أ) يوجه إلى مجموعة (ب) وترشح المجموعة (ب) طالباً للإجابة على سؤال مجموعة (أ). فإن كانت الإجابة صحيحة تعطى درجة، وإن كانت الإجابة خاطئة تطالب المجموعة بتصحيح المعلومة، فإن أخفقت يحسم عليها درجة وهكذا.

* من المستحسن ربط الطلاب ببعض الأشرطة النافعة، فمثلا: يتحدث المعلم عن المخدرات ومآسي المخدرات، ثم يقول استمعوا إلى شريط قصة مأساة للشيخ إبراهيم الدويش، فقد تعرض لذكر قصص مأساوية ومؤثرة جدا، أو أن يتحدّث عن موضوع مشاكل الشباب، فيقول: استمعوا لكذا من الأشرطة النافعة، ويكون عرض الشريط بأسلوب مشوق للطالب يدفعهم إلى شرائه واستماعه.

* من الوسائل لتحسين مستوى الطلاب الضعفاء:

عرفنا فما سبق أن الطلاب يقسمون إلى مجموعتين: مجموعة (أ) ومجموعة (ب).

والمجموعة (أ) يطلب منها أن تختار واحداً ليقوم بشرح الدرس، وتتعاون المجموعة على تفهيم هذا الطالب الذي سيقوم بالشرح، مع مطالبتهم ببعض الوسائل التي يتم بها الشرح كاللوحة أو الصور، أو غيرها.

* من المستحسن أن يكون هناك اتفاق بين المعلمين في الموضوعات التي يمكن إثارتها بين الطلاب.

فمثلاً: يُتفق على أن يكون الحديث في الصف الأول عن اختيار الصاحب، وصفاته، وأهمية بر الوالدين، فيكون المعلم في كل فرصة يتحدث عن هذا الموضوع الذي قد حدد له، وفي الصف الثاني نفس القضية، وهكذا.

والفائدة من هذه الفكرة أنّ الطالب إذا رأى تتابع المعلمين عليه في الحديث عن هذا الموضوع فإنه سيشعر بأهمية هذا الأمر، لأن جميع المعلمين الذين يراهم تحدثوا عنه من جوانب شتى، وطرق مختلفة.

* توزيع بعض الهدايا كالأشرطة والكتيبات أو الأدوات المكتبية كجوائز تحفيزية للمشاركة في متابعة المعلم في شرحه، فبعد أن يوضح المعلم جزئية من الدرس يسأل الطلاب، ومن أجاب تسلم له الجائزة.

* كروت الفوائد: وهي أن يعد المعلم كروتاً صغيرة، في كل كرت فائدة، أو حديث، توزع في بداية الحصة فقط أثناء كتابة عناصر الدرس أو الدرس، ثم تؤخذ من الطلاب.

* المسابقة الثقافية: وهي أن يعد المعلم أو أحد الطلاب المتميزين صحيفة تحتوي على قضية تهم الطلاب، كـ: (صفات الصديق الصالح أو خطر الدخان وأضراره أو حقوق الأخوة).

وتعلّق هذه الصحيفة لمدة أسبوع كامل، وبعد ذلك ترفع ويسأل الطلاب عما كان مكتوباً في هذه الصحيفة، ثم تسحب الإجابات مباشرة، وبعد ذلك توزع الهدايا على الفائزين، وتدور هذه الصحيفة على الفصول ليستفيد منها أكبر قدر ممكن.

* وضع لوحة في كل فصل، ويكون فيها نصائح أو توجيهات أو إعلانات أو فتاوى أو غيرها، ويتولاها مجموعة من المعلمين أو الطلاب، أو إحدى الجمعيات المدرسية.

* تعليق أذكار الصباح في كل فصل على لوحه جيدة، حيث يسهل على الطلاب ذكرها، أو تغليف كارت الأذكار وإعطاؤه للطلاب وحثهم عليه.

* وجود مكتبة صغيرة في كل فصل للاستعارة، يكون المسئول عنها رائد الفصل أو غيره، وإن لم يتيسر في كل فصل فيوجد غرفة في المدرسة (كالإذاعة) تقوم بهذا الأمر.

ولكن المهم أن يكون لها تنظيم، ويشجع الطلاب على الاستفادة منها.

* عرض فكرة الاشتراك في الشريط الخيري، حيث يوفر للطالب المشترك شريط كل أسبوعين أو كل شهر، وذلك بعد إعطاء سعر رمزي في بداية السنة.

ثالثا: أنشطة مقترحة في الفسحة لعامة الطلاب:

2- إقامة مهرجانات متنوعة:

* مهرجانات رياضية: مثل كرة القدم، أو تنس الطاولة، أو الكرة الطائرة، ونحوها.

? مهرجانات ثقافية: وتكون على نحو ما يلي:

أ- إقامة مسابقات ثقافية من جماعات النشاط في كل أسبوع عبر توزيع ورق من قبل الجماعة، أو عبر الإذاعة المدرسية، وتكون الإجابة في نفس الفسحة.

ب- طرح أسئلة من قبل أحد المعلمين عبر مكبر الصوت، وتكون الجوائز فورية، ومحاولة تقسيم الطلاب لكل مرحلة دراسية ليتم التنافس بين الصفوف.

ت- طرح مسابقة بين الفصول، كأن تكون على طريقة خروج المغلوب، حتى يبقى فصل واحد، وتكون الجائزة لهذا الفصل.

ث- لقاء مع أحد المعلمين أو أحد الشخصيات البارزة خارج المدرسة.

3- إقامة معارض من قبل الجماعات كمعرض الشريط الإسلامي أو معرض الكتاب الإسلامي، أو معرض عن آثار التدخين، أو معرض لجراحات العالم الإسلامي، أو معرض للأمن والسلامة، أو معرض للمخترعات والمبتكرات الجديدة.

4- وضع شبكة مرئية لعرض بعض البرامج المفيدة للطلاب وتكون هذه الشاشات في الأماكن العامة، ويتم فيها أيضاً عرض الدعايات للبرامج المدرسية، والأنشطة الثقافية وغيرها.

5- إقامة درس علمي أو تربوي، ويعنى بما يهم الطالب.

6- إقامة لقاء حواري حول قضية يثيرها الطلاب أنفسهم، ويكون هذا الحوار في المسرح، أو في مقر إحدى جماعات النشاط.

7- إقامة حلقات لتحسين تلاوات الطلاب من قبل بعض الطلبة المتميزين في التلاوة ويكون لها نصيب من المشاركة.

 

تلك العبارات، والتي هي جملة من الأنشطة المقترحة، والأطروحات المجربة، والتي من خلالها يستطيع المعلم أداء جزء من رسالته لأبنائه الطلاب.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply