زائر

1.9k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

قال لي: سر، وراح يعـدو أمـامي*** فـي دروبٍ, مـن السّـَنا و الظَّلامِ

يقـطع البيـدَ والنٌّـجـود سعـيداً *** بـخـطـىً كالأصيل، حُمـرٍ, دوامِ

وإذا اليأس والفضول والحُبٌّ ينشَطن*** بـقـلـبي، ويستـثرن اهتمـامي

فتملمـلتُ، ثـم قمـتُ، وألقيـتُ *** إلـيـه، طـوعاً وكرهاً، زمامـي

قال: فارجع إن شئتَ، إن طريقـي *** شـائـكٌ، أو فـاصبر على أحكامي

قـلت: ذكَّرتني بصاحـب موسـى *** يـا صـديـقي، فزدتَ فيك هُيامي

فامضِ أنَّـى تشـاءُ، إنّـي لماضٍ, *** فـرمـانـي بـنـظـرة، وابتسام

ومضينا عـبـر الوجـود، كأنّـا *** فـي سـبـاق عـاتٍ, مـع الأيـام

نقطف الزَّهر من حِسان الرٌّبا غضاً *** ونـلـقـيـه فـي دروب الأنـام

و نعيد السَّنى من الأنجـمُ الزَّهـر *** ولـو لـمـلمـَتـهُ من ألـف عام

ونعيش الحياة أغـلى مـن الكـون *** وأحـلـى مـن شـائـق الأحـلام

إيه يا صاحبي، لقـد طـار جـدّي *** أيّ نُـعـمى هذي!؟ وأيّ مـقام!؟

قال: مهـلاً، وانظر هناك، فأبصرتُ *** بـعيـداً حـقـلاً مـن الألـغـام

فتشاءمـتُ بعـد فـألٍ,، وشـبـَّت *** رَغَـبـات مكـبوتة في عظـامي

قال: إن شئتَ أن تـعود، وإن شئت *** غـزوتَ الـصِّـعـاب بـالأقـدام

قـلت: ماذا من بعد خَـوض الرَّزايا *** قـالـ: مـا تـشـتهي من الإكرام

وتقدَّمـت خلـفه، وهـو يمـضي *** وجـنـانُ الـخـلود أمست مرام

فسـرينا من حيثُ لم تسـرِ ريـحٌ *** فَـرَقـاً مـن حـبـائل الأصـنام

فـإذا نحن و الرَّدى في الغيـابـات *** فـأدنـى إلـيَّ كــأس حِـمـام

قـلـت: ويـلاه، إنّ كـأسـك سُمُّ *** وحـرامٌ عـلـيَّ رشـفُ الـمُـدامِ

قال: فاجرع، فقلتُ: سمعاً، وأزمعتُ *** وأومـأت لـلـدٌّنـا بـالـسّــَلام

فـإذا الـكـأس في يـديَّ حُـطامٌ *** وهـو يـرنـو إلى بقايـا الحُـطام

ثـم ولَّـى عن ناظـريَّ ضحوكـاً *** راضـيَ الـقـلـب، ساحر الأنغام

وتـلاشـى، كـأنما كـان حُلُمـاً *** قـصَّ لي قصـتي مـع الإسـلام


أضف تعليق