تعاظم دهشتي ويحارُ فكري *** لما رسموا لأمتنا بمكرِ
\"وما أدري ولست إخال أدري\" *** أفي قمم العروبة أيٌّ خيرِ
فمن ستين عاماً ما لمسنا *** من القمم المقامةِ أيَّ نصرِ
فما نصرٌ لمظلوم يُرجّى *** لديهم أو بهم جبرٌ لكسرِ
تناشدهم حرائرُهم ولكن *** أيجدي أن تناشد غيرَ حرِّ
ويوماً بعد يوم ٍ,بعد يومٍ, *** تضيعُ الأرضُ شبراً بعد شبرِ
ومن \"أوسلو\" إلى \"مدريد\" نمضي *** ومن شرٍّ, نُقادُ لألف شرِّ
ومن كل تنازلنا لجزء *** ومن عشرٍ, نبوءُ بربع عشرِ
ومن وطنٍ, كريمٍ, قد غدونا *** نطالبُ بالمنافذ والممرِّ
ومن سلمٍ, ذليلٍ, قد دُفعنا *** لتطبيعٍ, مع الأعداء مُزرِ
ومنه لغيره وهلمّ جرّا *** ألا تعساً لأهل \"هلم جرِّ\"
وتسقط معظمُ الأقطارِ طوعاً *** إلى التطبيع قطراً بعد قطرِ
وما زلنا نصرٌّ على هوانٍ, *** وما ذنب المقصّرِ كالمصّرِ
أتطبيعٌ وأرضُ القدسِ نهبٌ *** وفي الأقصى دماءُ الطهرِ تجري
وأرضُ الأنبياءِ غدت مشاعاً *** لكل حمامةٍ, ولكل صقرِ
و\"شرم الشيخ\" ما زالت تعرّي *** محافلهم بأنواع التعري
\"ويُقضى الأمر حين تغيب تيمٌ\" *** وإن حضرت فلن تُدعى لأمرِ
وتُنهب أرضُهم وهم حضورٌ *** حضور الصفر مثل الألف صفر
تمنينا لهم وقفاتِ عزٍّ, *** تعيدُ الحقَّ في عزٍّ, وفخرِ
إذا خلتِ الديار ُمن المواضي *** غدا الباغي يبيعُ بها ويشري
فيا تلك الجموعُ لم اجتمعتم *** وقد غلت المراجل فوق جمرِ
أفيكم من يُشار إليه هذا *** \"ليومِ كريهةٍ, وسدادِ ثغرِ\"