مَالَت تُمَزِّقُ فَـوقَ النَّعـشِ أَكفَـانِي ** مِن فَرطِ مَا اقتَرَفَ الآسِي بِجُثمَـانِي
تَرجُو انبِعَاثِي وَمَا لِي غَيرُ حُرقَتِهَـا ** نَفسِي وَقَد أَوعَـدَ الإِلحَـادُ أَديَـانِي
أَجَبتُ ثَوبُ الأَسَى فِي المَهـدِ جلَّلَنِي ** والسَّيرُ بَينَ ثَنَـايَا الجَمـرِ أَضنَانِي
جُـرِّعتُ كَأسَ الشَّجَـا مِمَّن أُنَادِمُهُم ** وَالنَّحتُ عِندَ جِـدارِ اللَحـدِ أَدمَانِي
طَـرَقتُ أَبوَابَ مَن عَـاثُوا بِنَسمَتِنَا ** وَخُضتُ حَرباً ضَرُوساً دُونَ فُرسَانِ
فَمَا وَجَدتُ لِنَيـلِ الثَّـأرِ خَاصِـرَةً ** تُزِيحُ عَن كَاهِلِي المَنهُـوكِ أَحزَانِي
سَـوَاحِلُ الضَّيـمِ أَدنَتنِي مَرَافِؤُهَـا ** وَاستَقبَحَ الرَّسفُ فِي الأَغلاَلِ إِذعَانِي
أَنَـا الأَبِـيٌّ سَلِيـلُ المَجـدِ آلَمَنِـي ** فُقدَانُ حَتفِـي وَمَكثُ الرٌّوحِ أَشقَانِي
أَرَى الحَيَـاةَ بِلاَ مَعنَىً مُـذِ انفَرَطَت ** قُيُـودُ عَزلِي وَسَيرُ الجَـلدِ أَقصَانِي
أَرَقـتُ جَفنِـي عَلَى دَمـعٍ, أُلاَزِمُـهُ ** قَد ظَنَّهُ النَّـاسُ بَحراً دُونَ شُطـآنِ
وَخُضتُ حَربـاً عَلَى طَيـفٍ, أُنَازِعُهُ ** نَبذَ الهَـوَانِ وَلَكِـن حَـالَ إِيمَـانِي
عَن وَضـعِ حَـدٍّ, لِعَيـشٍ, بِتٌّ أَمقُتُهُ ** وَزَجرِ ضَيمٍ, ثَـوَى يَمتَاحُ أَشجَـانِي
أَبدَيتُ جُرحِـي إِلَى الآسِـي أُسَائِلُهُ ** مِن فَرطِ غَيظِي لِمَ التَّمثِيلُ بِالفَـانِي
أَنَا الشَّقِـيٌّ رَدِيفُ النَّـزفِ أَرَّقَنِـي ** زَمٌّ الـعِنَانِ وَعُسرُ الحَـالِ أَعيَـانِي
أَرَدتُ ثَلـمَ وَمِيـضٍ, لِلنَّفَــاذِ بِـهِ ** فَالتَاعَ زَندِي وَسَيفُ الوَيـلِ أَردَانِي
فَـصَارَ جِسمِي عَدِيمَ الحِسِّ وَاندَلَعَت ** نِـيرَانُ شَجوِي وَمَجَّ الدَّمـعُ أَجفَانِي
حَتَّى انتَهَيـتُ بِلاَ حَتـفٍ, وَمَزَّقَنِـي ** يَـأسِي وَفَوقَ جَحِـيمِ المَوتِ أَحيَانِي