الغش في المدرسة وكيفية التعامل معه


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 بينما تعتبر كافة المشاكل التي عالجناها سابقاً ذات طبيعة فردية لا تتعدى نتائجها في معظم الأحيان التلميذ نفسه، تعد مشكلة الغش من أخطر المشاكل التي يواجهها التعليم المدرسي وأوسعها تأثيراً على حياة التلميذ والمجتمع حوله. وإننا نحث المعلم أو المرشد الطلابي أو أية إدارة مدرسية على معالجة هذه المشكلة لدى أفراد التلاميذ و عدم تركهم لها إلا بعد التأكد من تخلصهم منها .


1- مظاهر السلوك : من أهمها ما يلي :   

 

  • نقل التلميذ للواجب اليومي من كراسة قرين له بشكل تلقائي دون إدراك مواطن الصحة والضعف فيه ، أو محاولة تعلم ما يجده من مفاهيم و مبادئ وحلول .  
  • سؤال التلميذ لقرين له عن إجابة السؤال و أخذها شفوياً منه .
  • إعداد التلميذ لإجابات بعض الأسئلة المتوقعة على ورقة صغيره أو راحة يده أو ساقه أو وجه مقعده أو الحائط الذي بجانبه أو في كراسة يضعها تحت ورقة الإجابة ثم قيامه بنقل الإجابة المطلوبة من المصدر الذي أعده .  
  • فتح التلميذ للكتاب المقرر أو المذكرة ونسخ الإجابة حرفياً منهما .          
  • نقل التلميذ في الحالات المتطرفة للإجابة المطلوبة من مصدر خارج الغرفة الدراسية إما بواسطة قرين له أو بخروج التلميذ نفسه بحجة الحاجة للشرب أو الذهاب إلى الحمام .        
  • إنجاز التلميذ للواجب بشكل غير كامل كما يحدث في أعمال النسخ باللغات حيث يعمد التلميذ إلى كتابة أول الموضوع وفقرة من وسطه ، ثم نهايته تخلصاً منه لكثرته غالباً .  


2- المنبهات (العوامل ) المحتملة : يمكن أن تكون منبهات أو أسباب سلوك الغش في الاختبارات وأداء الواجب متمثلة فيما يلي :

 

  • عدم دراسة التلميذ أو قراءته لمادة الاختبار كلياً أو جزئياً نتيجة لظروف أسرية، كما هو الحال في الزيارات المتكررة أو امتلاك الأسرة لأعمال تجارية أو زراعية أو صناعية حيث يفترض على التلميذ شغل قسم كبير من وقته فيها أو انفصال الوالدين نتيجة هجر أو زواج ثان أو طلاق، مما يقتضي من التلميذ أو (التلميذة ) استهلاك جزء من وقتهما في تدبير شؤون منزلية والاعتناء بالإخوة ورعايتهم .    
  • انشغال التلميذ بمشكلة عاطفية ( وخاصة خلال المرحلة الإعدادية وما بعدها ) حيث تأخذ منه جل وقته واهتمامه حارمة إياه من قراءة المادة والتحضير للاختبار أو القيام بالواجب المدرسي المطلوب .            
  • ضغط الأسرة أو المعلم على التلميذ لمزيد من التحصيل دون مراعاة لقدرته الذاتية في هذا المجال .  
  • تأثر التلميذ بأحد أفراد أسرته أو أقرانه وتبينه لعادة الغش تلقائياً، دون إدراك أو وعي ذاتي منه لمخاطرها ونتائجها السلبية على شخصيته بوجه عام .                   
  • صعوبة المادة الدراسية جزئياً أو كلياً .           
  • تحدي سلطة المعلم أو تعليماته نتيجة لنوع معاملته أو صفة غير مستحبة فيه من قبل التلميذ.
  • تعدد متطلبات المادة أو المواد الدراسية مجتمعة مما يشجع التلميذ على اللجوء إلى أساليب غير تربوية لإنجازها كالنقل الحرفي لبعضها من كراسة أحد الأقران أو التلاعب في إنجازها كما هي الحال في أعمال النسخ لمواضيع المطالعة في اللغات أو أية واجبات أخرى تتصف بالروتينية في التنفيذ من التلميذ والتصحيح والتوجيه من المعلم ذاته .           
  • عدم قدرة التلميذ على تنظيم وقته واستعماله بشكل مفيد وبناء .         

    هذا ونرى بأن أهم سبب لعادة الغش في الأحوال العادية للتلاميذ و التعليم المدرسي ، تتمثل في ضغط الأسرة أو المعلم المباشر على التلميذ لزيادة تحصيله مع عدم قدرته أو رغبته الذاتية في ذلك، أو في الضغط غير المباشر الذي يمارسه المجتمع بشكل عام على ناشئته من خلال تركيزه على مفهوم التحصيل وأهميته للفرد ولنجاحه الاجتماعي و الشخصي حيث بتوفر أية عامل أو أكثر من أعلاه يميل التلميذ دون تردد في الغالب إلى ارتكاب عادة الغش والتحايل لتنفيذ المطلوب .


3- الحلول الإجرائية المقترحة : يمكن معالجة الغش لدى أفراد التلاميذ بمراعاة الاقتراحات الإجرائية التالية :           

 

  • رفع الضغط النفسي عن أفراد التلاميذ لمزيد من التحصيل، وعدم مطالبة الأسرة أو المعلم أي تلميذ بإنجاز ما لا يستطيع أصلاً أو يمثل خلف قدرته أو طاقته الإدراكية والتحصيلية. وإذا كان لا بد من زيادة تحصيل التلميذ فيجب توجيهه لأنشطة إضافية متدرجة في صعوبتها وتتفق بشكل أساسي مع قدرته الحاضرة ثم تقوية هذه القدرة مرحلة بعد أخرى حتى يصل التلميذ ذاتياً إلى المستوى التحصيلي المطلوب .          
  • مقابلة التلميذ والتعرف على مواطن الصعوبة التي يواجهها في دراسته وتعلمه للمادة ، ثم تعلمه لتلك المبادئ والمفاهيم الأساسية المتعلقة بمواطن الضعف .
  • تقليل المتطلبات التي يكلف بها التلاميذ سواء أكانت هذه تتعلق بمادة الاختبار كعدد الصفحات المطلوبة ، أو عدد التعيينات المطلوبة يومياً للمادة ، وإذا كانت مشكلة الغش في أداء الواجب لافتة للنظر مدرسياً عندئذ يجب على معلمي المدرسة التنسيق في ما بينهم بخصوص التعيينات التي يعطونها لتلاميذهم من حيث الكم والنوع ، بصيغ تشجع التلاميذ عموماً على أداء الواجبات بأمانة واهتمام .           
  • تكوين عادة تنظيم الوقت لدى التلميذ ، إذا كان هذا سبباً في عدم قيامه بالواجب في الوقت المناسب و لجوئه إلى الغش بنقل الواجب عن قرينه أو الاعتماد على الغير في إجابته لأسئلة الاختبار .      
  • مقابلة التلميذ و مناقشته عن سبب قيامه بالغش ثم محاولة توجيهه لما هو أفضل من خلال أمثلة اجتماعية وثقافية متنوعة وإظهار خطورتها على شخصيته و سلوكه العام حيث من المتوقع أن يتكون لديه قناعة ذاتية مؤدياً به إلى اتخاذ قرار حاسم بتجنبه والابتعاد عنه .
  • مقابلة التلميذ والتعرف على ظروفه الأسرية والشخصية وتحديد نوع المشكلة التي تأخذ منه جل وقته ثم الاستجابة إليها إنسانياً وعلمياً بما يتفق مع طبيعة و قدرات التلميذ ومتطلبات النجاح المدرسي .
  • مقابلة التلميذ والتعرف على أسباب عدم ميله للمعلم ثم التحقق من صحة مشاعره و إقناع المعلم بإجراء التغيير المطلوب .

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply