في الذكرى الخامسة لانتفاضة الأقصى خمس مضين

2.4k
3 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

عُـد لـلـمـآثر كم جاوزتَ من قدرٍ,*** حـيـنَ ارعويتَ عن الأمجادِ تسليها

وخـابَ ظـنٌّـكَ فـي الأيامِ تكلؤها*** بـسـفـهِ طـيـشِكَ مُذ انَّبتَ راويها

أرخ لـنـفـسـكَ لـلفجارِِ في زمنٍ, *** هـذا سـفـيـهٌ وذاك الـنار باغيها

وقـل: تـجـنَّت علينا ملةٌ صبئت *** فـي عـصـرٍ, علمنةٍ,º فالله راعيها

واقـبـل سلامَ الخنا في عهرِ مرحلةٍ, *** تـاجُ الـمـلـوك بـها ينحطُ تسفيها

خـمـسٌ مـضينَ تريكَ العزَّ مفخرةً *** فـكـيـفَ نـحلمُ في طابا وراعيها

خـمـسٌ مضينَ وخمسٌ من ملايينٍ, *** فـي عـتمةِ الهجرِِ، حرٌّ البعدِ يكويها

وفـد تـرجـلَ في \" جينيف\" يثقلهم *** دنٌّ الـخـمـورِ فـبئسَ الدنٌّ ساقيها

بـاعـوا الـملاجئَ وارتاحوا إلى ابدٍ, *** ثـم اسـبـطـروا بدلِ الكبرِِ تمويها

يـا عـبـدَ عبدٍ, ستبقى العمرَ منهزماً *** لا لـن نـبـيـعَ سواكَ اليومَ فابقيها

إنـا نـسـخنا من العيَّاش ما عجزت *** مـنـكَ الـمداركُ يا \"بيلين\" فاحصيها

واسـجد لصنوك في الإجرامِِ واجتمعا *** قـد كـنتَ غِرا فأعطِ القوسَ باريها

خـمـسٌ مـضـيـنَ وآلافٌ مؤلفةٌ *** تـجـتـرُ شـوكَ الأسى مراً تغذيها

يـا لـيـتَ نـازلـةََ العدوانِ باقية ٌ *** حـتـى تـزَلـزلَ أمصارٌ بمن فيها

حـتـى تُدَكَ عروشُ الظلمِ في عنت *** وتُـسـلـمَ الـنـفسُ اذعاناً لباريها

ويـصـدرَ الـنـاسُ اشتاتا تغربلهم *** أشـطـانُ مـحنتهم أو يُسجروا فيها

قـالوا ظلمتَ، فقلتُ: الظلمُ أن تلدوا *** جـيـلاً خـنوعاً عناقَ الذلِ يرخيها

أو أن تـنـامـوا على ضيمٍ, يسربلكم *** أو أن تـضِـنٌّـوا بنفس خابَ باغيها

أو أن تـقـولوا: قبلنا، ذاك واقعنا *** سـيـمـت كـرامتنا، جفَّت مآقيها

شـعـبُ الـمكارمِ يا أطهارُ لا تهنوا *** إن الـمـكـارم نـعـمَ اليومَ باغيها

لا تـيـأسـوا مـن روحِ الله إن لكم *** فـي جـنـد أحـمدَ نبراسا وتوجيها

لـمَّا استقاموا أحالوا الصخرَ منبجسا *** فـريـعَ كسرى وضجت قيصرٌ فيها

خـمـسٌ مضينَ فما أعطت لنا مضرٌ *** غـيـرَ الـتـعـامي أذل الله حاديها

هـم جـاهـرونـا بـغدرٍ, قد اعدَ لهُ *** فـي وكـرِ ذلٍ, فـمن للقدسِ يحميها

خـمـسٌ مـضينَ مع الآلام في كبد *** فـيـها الجماجم تسقي القدس ترويها

فـيـهـا الـخوانسُ قد جادت بفلذتها *** فـي أخـت صخرٍ, تاسى بل تباريها

فـيـهـا الفوارسُ قد غارت سنابكها *** فـي لـمـعةِ البرقِ لا شيءٌ يجاريها

فـيـهـا الـليوثُ ليوثُ الحقِِ كاشفةٌ *** عـن نـابِ غـضبتها في اللهِ تبريها

خـمـسٌ مـضين فما الأجواءُ هادرةٌ *** ولا الـجـحـافـلُ من سيناءَ نزجيها

قـالـوا انتصرنا وفي برليفَ موعدنا *** فـكـيـفَ يـصدقُ من سيناءَ ساليها

خـمـسٌ مـضينَ فما ناحت حمائمها *** نـدبـاً سـخـيـاً ولا سحت مآقيها

يـا قـادةَ الـعجزِ هذي القدسُ تلعنكم *** مـا لـم تـلـبـوا نداءً كان يشفيها

هـلا رجـعـتـم الـى عزٍ, يناشدكم *** قـاصـي الديارِ أجيبوا صوت دانيها

يـا قـادةَ الـعـربِ يا اشباهَ مسخرةٍ, *** مـهـمـا بـنيتم فريحُ الحقِ تذريها

يـا قـادةَ الـعـربِ لستم للعلا مثلاً *** خـلٌّـوا الـمـكارمَ قد حنَّت لداعيها

يـا قادةَ العربِ بئسَ العصرُ عصركمُ *** عـصـرُ الـبغاةِ زنيمُ القومِ راعيها

لـسـنـا نـنـاشدكم في قبلةٍ, هُتِكت *** فـالـحرُ يأبى من الأنذال توجيها

انـتـم رعـاعٌ رعـاديـدٌ رويبضةٌ *** لا خـيـرَ فيكم فتيهوا في العمى تيها

هـذي الـعراقُ عراقُ العزِّ وا ألمي *** فـي زحمةِ الموتِ مَن يسقي روابيها

هـذي الـعراقُ عراقُ المجدِ سابحةٌ *** فـي بـحـرِ موتٍ, وقد أذوت مغانيها

والـرومُ تـنـهـشـها من كل ناحيةٍ, *** كـأنـهـا قـصـعةٌ والذئبُ حاميها

ذَلـت عـنـاقٌ لنا من بطشِ شِرذمةٍ, *** فـأيـنَ يـا أمـةَ الـمليارِ ماضيها

خـمـسُ مـضينَ وجندُ الله ماضيةٌ *** فـي غـضبةِ الحقِ ما كلت نواصيها

تـزدانُ عـزاً مـعَ الأيامِ ما خضعت *** لـلـذلِ يـومـاً فكيفَ الخطبُ يثنيها

خمسٌ مضينَ فأضحى الشعبُ منتصراً *** ورايـةُ الـحـقِ قـد بـانت معاليها

خـمسٌ مضينَ فبانَ الطيبُ من خبثٍ, *** والـقـدسُ تـشمخُ والأحرار تفديها

لـلـه دَرُكِ يـا قـدسـاهُ مـن وطنٍ, *** حـطـيـنُ أولـهـا جـالوتُ ثانيها

طـابَ الـلـقـاءُ أذاً في جنةٍ, وُعِدت *** لـلـمـتـقينَ رضيٌّ النفسِ راضيها

والله انـبـتـنـا فـي بـقعةٍ, شرُفت *** بـالـمـخـلصينَ فهل نسلو روابيها

يـا ربُ مـكـن لـنا من بعد مكربةٍ, *** واحـفـظ دياراً لنا من بطشِ عاديها


أضف تعليق