عُـد لـلـمـآثر كم جاوزتَ من قدرٍ,*** حـيـنَ ارعويتَ عن الأمجادِ تسليها
وخـابَ ظـنٌّـكَ فـي الأيامِ تكلؤها*** بـسـفـهِ طـيـشِكَ مُذ انَّبتَ راويها
أرخ لـنـفـسـكَ لـلفجارِِ في زمنٍ, *** هـذا سـفـيـهٌ وذاك الـنار باغيها
وقـل: تـجـنَّت علينا ملةٌ صبئت *** فـي عـصـرٍ, علمنةٍ,º فالله راعيها
واقـبـل سلامَ الخنا في عهرِ مرحلةٍ, *** تـاجُ الـمـلـوك بـها ينحطُ تسفيها
خـمـسٌ مـضينَ تريكَ العزَّ مفخرةً *** فـكـيـفَ نـحلمُ في طابا وراعيها
خـمـسٌ مضينَ وخمسٌ من ملايينٍ, *** فـي عـتمةِ الهجرِِ، حرٌّ البعدِ يكويها
وفـد تـرجـلَ في \" جينيف\" يثقلهم *** دنٌّ الـخـمـورِ فـبئسَ الدنٌّ ساقيها
بـاعـوا الـملاجئَ وارتاحوا إلى ابدٍ, *** ثـم اسـبـطـروا بدلِ الكبرِِ تمويها
يـا عـبـدَ عبدٍ, ستبقى العمرَ منهزماً *** لا لـن نـبـيـعَ سواكَ اليومَ فابقيها
إنـا نـسـخنا من العيَّاش ما عجزت *** مـنـكَ الـمداركُ يا \"بيلين\" فاحصيها
واسـجد لصنوك في الإجرامِِ واجتمعا *** قـد كـنتَ غِرا فأعطِ القوسَ باريها
خـمـسٌ مـضـيـنَ وآلافٌ مؤلفةٌ *** تـجـتـرُ شـوكَ الأسى مراً تغذيها
يـا لـيـتَ نـازلـةََ العدوانِ باقية ٌ *** حـتـى تـزَلـزلَ أمصارٌ بمن فيها
حـتـى تُدَكَ عروشُ الظلمِ في عنت *** وتُـسـلـمَ الـنـفسُ اذعاناً لباريها
ويـصـدرَ الـنـاسُ اشتاتا تغربلهم *** أشـطـانُ مـحنتهم أو يُسجروا فيها
قـالوا ظلمتَ، فقلتُ: الظلمُ أن تلدوا *** جـيـلاً خـنوعاً عناقَ الذلِ يرخيها
أو أن تـنـامـوا على ضيمٍ, يسربلكم *** أو أن تـضِـنٌّـوا بنفس خابَ باغيها
أو أن تـقـولوا: قبلنا، ذاك واقعنا *** سـيـمـت كـرامتنا، جفَّت مآقيها
شـعـبُ الـمكارمِ يا أطهارُ لا تهنوا *** إن الـمـكـارم نـعـمَ اليومَ باغيها
لا تـيـأسـوا مـن روحِ الله إن لكم *** فـي جـنـد أحـمدَ نبراسا وتوجيها
لـمَّا استقاموا أحالوا الصخرَ منبجسا *** فـريـعَ كسرى وضجت قيصرٌ فيها
خـمـسٌ مضينَ فما أعطت لنا مضرٌ *** غـيـرَ الـتـعـامي أذل الله حاديها
هـم جـاهـرونـا بـغدرٍ, قد اعدَ لهُ *** فـي وكـرِ ذلٍ, فـمن للقدسِ يحميها
خـمـسٌ مـضينَ مع الآلام في كبد *** فـيـها الجماجم تسقي القدس ترويها
فـيـهـا الـخوانسُ قد جادت بفلذتها *** فـي أخـت صخرٍ, تاسى بل تباريها
فـيـهـا الفوارسُ قد غارت سنابكها *** فـي لـمـعةِ البرقِ لا شيءٌ يجاريها
فـيـهـا الـليوثُ ليوثُ الحقِِ كاشفةٌ *** عـن نـابِ غـضبتها في اللهِ تبريها
خـمـسٌ مـضين فما الأجواءُ هادرةٌ *** ولا الـجـحـافـلُ من سيناءَ نزجيها
قـالـوا انتصرنا وفي برليفَ موعدنا *** فـكـيـفَ يـصدقُ من سيناءَ ساليها
خـمـسٌ مـضينَ فما ناحت حمائمها *** نـدبـاً سـخـيـاً ولا سحت مآقيها
يـا قـادةَ الـعجزِ هذي القدسُ تلعنكم *** مـا لـم تـلـبـوا نداءً كان يشفيها
هـلا رجـعـتـم الـى عزٍ, يناشدكم *** قـاصـي الديارِ أجيبوا صوت دانيها
يـا قـادةَ الـعـربِ يا اشباهَ مسخرةٍ, *** مـهـمـا بـنيتم فريحُ الحقِ تذريها
يـا قـادةَ الـعـربِ لستم للعلا مثلاً *** خـلٌّـوا الـمـكارمَ قد حنَّت لداعيها
يـا قادةَ العربِ بئسَ العصرُ عصركمُ *** عـصـرُ الـبغاةِ زنيمُ القومِ راعيها
لـسـنـا نـنـاشدكم في قبلةٍ, هُتِكت *** فـالـحرُ يأبى من الأنذال توجيها
انـتـم رعـاعٌ رعـاديـدٌ رويبضةٌ *** لا خـيـرَ فيكم فتيهوا في العمى تيها
هـذي الـعراقُ عراقُ العزِّ وا ألمي *** فـي زحمةِ الموتِ مَن يسقي روابيها
هـذي الـعراقُ عراقُ المجدِ سابحةٌ *** فـي بـحـرِ موتٍ, وقد أذوت مغانيها
والـرومُ تـنـهـشـها من كل ناحيةٍ, *** كـأنـهـا قـصـعةٌ والذئبُ حاميها
ذَلـت عـنـاقٌ لنا من بطشِ شِرذمةٍ, *** فـأيـنَ يـا أمـةَ الـمليارِ ماضيها
خـمـسُ مـضينَ وجندُ الله ماضيةٌ *** فـي غـضبةِ الحقِ ما كلت نواصيها
تـزدانُ عـزاً مـعَ الأيامِ ما خضعت *** لـلـذلِ يـومـاً فكيفَ الخطبُ يثنيها
خمسٌ مضينَ فأضحى الشعبُ منتصراً *** ورايـةُ الـحـقِ قـد بـانت معاليها
خـمسٌ مضينَ فبانَ الطيبُ من خبثٍ, *** والـقـدسُ تـشمخُ والأحرار تفديها
لـلـه دَرُكِ يـا قـدسـاهُ مـن وطنٍ, *** حـطـيـنُ أولـهـا جـالوتُ ثانيها
طـابَ الـلـقـاءُ أذاً في جنةٍ, وُعِدت *** لـلـمـتـقينَ رضيٌّ النفسِ راضيها
والله انـبـتـنـا فـي بـقعةٍ, شرُفت *** بـالـمـخـلصينَ فهل نسلو روابيها
يـا ربُ مـكـن لـنا من بعد مكربةٍ, *** واحـفـظ دياراً لنا من بطشِ عاديها