يا غربة طالت وما برحت تسو *** م الروح أصناف الرّزايا والمنون
أسقمتِ كل جوارحي وجوانحي *** وتركتني غرضاً تمزّقه السّنون
أسقيتني كدر الشّراب ومرّه *** لم تعبئي يوماً بدمعاتي الهتون
وجعلتني أحيا كطفل تائه *** عبثت به دهم المصائب والشجون
هلا رفقت بمهجتي وبعبرتي *** فلقد همت حتى تقرّحت الجفون
علي إذا ما عدت يوماً أن أرى *** بين الأحبة يألفون ويؤلفون
فأعيش بعضاً من سويعات الهنا *** في روضة قد زانها قلب حنون
وأقبل الكف التي من راحها *** يجري النّعيم كأنه مَنٌّ الغصون
تلك التي ما راعها إلا البعا *** د وغيبة الفلذات عن تلك العيون
عاشت على أمل يداعب قلبها *** ترنو إلى فرج وشيك أن يكون
أماه إن عزّ اللقاء فإنما *** بمشيئة الدّيان تُقضَى ذي الشّؤون
لا تجزعي أماه إن حكم القضا *** وتصبّري علَّ الشدائد أن تهون
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد