إبحار في زمن السقوط

4.5k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%
بسم الله الرحمن الرحيم

رجلٌ سار على درب الرماد *** وتمادى في أمانيه وزاد

وعلى كل الشعارات ارتقى *** خفقت راياته في كل ناد

وتنادت بسمةُ النصر على *** كل ثغرٍ, عشق الرِّقَ وماد

و (رفاق) النصر قد باتوا على *** لَغَطٍ, يعلو وأقداحٍ, تُعاد

رجلٌ ماتت حياة الناس في *** صوته الأحمر يستهوي الجماد

يدَّعي حب المساكين ولا *** يستحي مَن قطع أعناق العباد

يتباكى حين يلقى أمةً *** تشتكي الضعف وتستجدي النفاد

وينادي بانتصار الحق من *** كل مَن يدعو إلى درب الفساد

ويبُزٌّ الناس في مظهره *** أنه المنقذ من كل الشِّداد

أنه بذرة خيرٍ, للدٌّنَى *** يملأ الأرض جلالاً واجتهاد

يمحقُ الباطلَ في معقله *** وينادي بمساواة العباد

وإذا الشرٌّ تنامى زرعُه *** في الورى فهو له شرُّ حصاد

هكذا ظن وهذا ما ادعى *** هكذا قال وهذا ما أراد

خدع الدنيا بفكرٍ, أحمرٍ, *** غيٌّه خافٍ, وقد أبدى رشاد

بعبارات على مبسمها *** ألفُ آهٍ, تتمطى في انقياد

* * *

كان جباراً وفي أفيائه *** مصنعٌ يعلو وبنيانٌ يُشاد

والورى يهتف في موكبه *** فهو يستهوي ملايين الجراد

في حمى (منجله) رعبٌ سرى *** يحصد الأمنَ وأحلامَ الرقاد

في حمى (منجله) شرعٌ به *** أمةٌ تُسبَى وآلافٌ تباد

لا تسل (مطرقة) الغدر كما *** لا تسل (منجله) عما يُراد

فلقد بان لنا الحق وما *** عاد يلهينا عن الحق سواد

سقطت كل الشعارات التي *** رُفعت فوق منار (الاتحاد)

* * *

رجل أسقطه طغيانُه *** رجلٌ أنهكه أهـلُ الجهاد

طالما دامت ليالي عُرسه *** فليذُق من أهـلنا طعم الحِداد

قَدٌّكَ الممشوقُ يا هذا ذوى *** فاطَّرح فكراً هزيلاً وعناد

عُد إلى كهف الضلالات ومُت *** في نواحيه وخذ ماءً وزاد

لا تُجرب حظك العاثر في *** دعوة أخرى وأثوابٍ, جِداد

كفرَ الناس بما قلتَ وهل *** يحصد المرءُ وروداً من قتاد!

* * *

قد تعجَّبتُ ولكن ليس من *** سقطة الفكر الذي امتدَّ وساد

إنما من بعض قومي حينما *** جعلوا فكرته فيهم عماد

أنا أقسمتُ وهذا الكون لي *** شاهدٌ قولاً وفعلاً واعتقاد

أنه لا حظَّ في النصر لنا *** حينما نُسلِمُ للكفر القياد

إنما النصرُ حليفٌ صادقٌ *** لصلاحٍ, وكفاحٍ, وجِلاد


أضف تعليق