رجلٌ سار على درب الرماد *** وتمادى في أمانيه وزاد
وعلى كل الشعارات ارتقى *** خفقت راياته في كل ناد
وتنادت بسمةُ النصر على *** كل ثغرٍ, عشق الرِّقَ وماد
و (رفاق) النصر قد باتوا على *** لَغَطٍ, يعلو وأقداحٍ, تُعاد
رجلٌ ماتت حياة الناس في *** صوته الأحمر يستهوي الجماد
يدَّعي حب المساكين ولا *** يستحي مَن قطع أعناق العباد
يتباكى حين يلقى أمةً *** تشتكي الضعف وتستجدي النفاد
وينادي بانتصار الحق من *** كل مَن يدعو إلى درب الفساد
ويبُزٌّ الناس في مظهره *** أنه المنقذ من كل الشِّداد
أنه بذرة خيرٍ, للدٌّنَى *** يملأ الأرض جلالاً واجتهاد
يمحقُ الباطلَ في معقله *** وينادي بمساواة العباد
وإذا الشرٌّ تنامى زرعُه *** في الورى فهو له شرُّ حصاد
هكذا ظن وهذا ما ادعى *** هكذا قال وهذا ما أراد
خدع الدنيا بفكرٍ, أحمرٍ, *** غيٌّه خافٍ, وقد أبدى رشاد
بعبارات على مبسمها *** ألفُ آهٍ, تتمطى في انقياد
* * *
كان جباراً وفي أفيائه *** مصنعٌ يعلو وبنيانٌ يُشاد
والورى يهتف في موكبه *** فهو يستهوي ملايين الجراد
في حمى (منجله) رعبٌ سرى *** يحصد الأمنَ وأحلامَ الرقاد
في حمى (منجله) شرعٌ به *** أمةٌ تُسبَى وآلافٌ تباد
لا تسل (مطرقة) الغدر كما *** لا تسل (منجله) عما يُراد
فلقد بان لنا الحق وما *** عاد يلهينا عن الحق سواد
سقطت كل الشعارات التي *** رُفعت فوق منار (الاتحاد)
* * *
رجل أسقطه طغيانُه *** رجلٌ أنهكه أهـلُ الجهاد
طالما دامت ليالي عُرسه *** فليذُق من أهـلنا طعم الحِداد
قَدٌّكَ الممشوقُ يا هذا ذوى *** فاطَّرح فكراً هزيلاً وعناد
عُد إلى كهف الضلالات ومُت *** في نواحيه وخذ ماءً وزاد
لا تُجرب حظك العاثر في *** دعوة أخرى وأثوابٍ, جِداد
كفرَ الناس بما قلتَ وهل *** يحصد المرءُ وروداً من قتاد!
* * *
قد تعجَّبتُ ولكن ليس من *** سقطة الفكر الذي امتدَّ وساد
إنما من بعض قومي حينما *** جعلوا فكرته فيهم عماد
أنا أقسمتُ وهذا الكون لي *** شاهدٌ قولاً وفعلاً واعتقاد
أنه لا حظَّ في النصر لنا *** حينما نُسلِمُ للكفر القياد
إنما النصرُ حليفٌ صادقٌ *** لصلاحٍ, وكفاحٍ, وجِلاد
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد