هـل أدمَعــت عـيـنــاه بــعـد لـقـانـا
أمـضى عـتابٌ يـنطـق الأجــفــا نا؟
مـا قـال شــيئاً يستفز هـوانــا
لـكن برمش العـين قـد صافـانــا
هل كان من شغف اللقا إحسانا
أم كان في زمن الهوى أهــوانـا
أو كان مـُـلـتهـفـاً بـنـا أحــيانـا
يخشى النميمة نــــظـرةً ولســانـا
كنّـا وبــعض همـومنـا وصــبـانـا
نحيـا مـــع الأمل الـذي أجــفـانـا
نـروي سـوالف، إن مضت بـهتانـا
تــهـفـو عـلـيها روحنـا ريـــحـانـا
هل كان من عطش الهوى ظمأنا؟
رشف الهوى من صـبّنـا وسـقانـا
وإن ارتـجيـنـا في الحياة حـنـانـا
فلقد رمانا الدهر حيث رمـانـا
وإذ ا لـمـضاجع حـرّمت لـقـيـانـا
كتب الهوى من طُهرنـا عنوانا
أنت التي في الشرق طهرٌ مزّقت
ديوان قـلـبي، هل نـسـيــت هوانـا؟
مضت السـنون، ثلاثــةٌ مـضروبـةٌ
بالعشر ملـتـحمٌ بـكم إذعانا
أصبو بـُعيض الوقت حين تـطوف بي
ذكرى الـمـودّة لا أردّ عــنـانـا
لمدى المداد، أزور بعض مشاعري
بخر يــف قـلـبٍ, مربــعٍ, أحـيـانـا
فأقـود ذاكرتي لحقلـك حيثـما
زرع الــفــؤاد زهــوره ألوانـا
يـصبو، فيشـرد ســاعةً لـيَـرُدّنـي
حيـث الصِبــا متــأبّــطٌ بــهــوانـا
فيرقٌّ وجـداً، لم يـحلّ لغيركم
نُـزلاً ويـمضـي هائماً سكرانـا
والـيـوم تحـجـبك المشـاغـل مثلـما
حجبت حياتي، بـل جميع سـوانـا
أخفي الهوى، فيغور حيث أردّه
وأســـدّ مــنـبـع مـائـه نــكرانـا
ليس الغريم لودّهم متنكّراً
بـل ما يـريـد لـعـمرهـا اطمئـنـانـا
تخفي كمــا أخـفي مــعـالم حـبّنــا
حكم الزمان على الهوى الكتمانا
وقضى الهوى أن لا يـُجـمّـع شـملـنـا
هـل من قضاء الــدهر غير شـقـانــا؟
يـا مـدبراً أبــــداً وتــتـرك خـلـفـنـا
عـمراً فَـيُـعـدَم في الحياة حــنـانـا
يـا هـائـمـاً شـبـحـاً بــغـير بـصـيرةٍ,
قـلبٌ يُـهـابُ ولا يـجـيـب رجـانـا
لو كنتَ تعتنق الصراحـة قلت لي
لا تــرتجي عـهــد الصــبا أزمـانــا
بل فاحتذي من راح كأس هوانا
دمـعــاً لـيســقـي حّـبّـنا نـســيــانـا
نـنـسى، وهل يُنـسى زمان صبانـا؟
عشـنـا السعادة لحظـةً فـكفانا
ومضيت عنهم غـربـةً وشـجونـا
فحصدت مـن وهج الدُ نـا البعدانا
أبـنـي لأبـنـائـي قـلـيـل ســــعادةٍ,
أمّـا لِـذاتــيَ، قــبـريَ الـبـُنـيـانـا
***
بُــعـدٌ عـن الـــوطـن الـــذي عـادانــا
لا والفراتُ، فــإنّـــه مـنـفـــانـــا
ماذا ارتـكبت من الجرائم إذ قضى
زمـن الطوائف، حكمهم عدوانـا
رمت الحياة شــبابـنـا ومـصـيرنـا
في أذرُع المـنـفى نــعـزّ هـــوانــا
نــخـتـال أشــواقـاً ولا تــرعــانــا
خـطـوات عـمـري، لـيـتهـا عُـرجـانا
مـاذا اقـتـرفت مـن الذنـوب فـإنّـمـا
حـبُّ شــآمي الحـنـين رمـانـــا
أهـمـو إذا غـاب الـربـيـع مُســائلاً
هل صيف (تلكلخٍ,) يروم لقانا؟
هـل من أصائل خيلها لي مركبٌ
ظهر (العبـيّـة) مركبٌ كافانا
ما كان من لجمٍ, لها لـتـقـينــا
نـغـدوا، وكنّا دائـمـاً إخوانـــاً
لا نـرتجي غير الفرار إلى الربى
تجري وتـهدبُ لا أردّ عـنـانــا
ومـع الزمـان، بـطولـه وبــعرضـه
مازلت أذكر جودها عرفانا
ما زلت أهذر في الخيال وأرتجي
يــوم الإيـــاب، لـعـلّـه يــلـقـانـا
*****
جـلّ الذي فـرض الـمشيب شريعةً
في الناس أجمـعهم بـلا فـرقـانــا
يـمضي الشـباب إلى مصيرٍ, لاكما
تـمضـي الفصول لأشـهرٍ, تـتـوانـى
كم ترجعنَّ بكلّ لونٍ, حسبما
تـقـضي عليهـا الشـمس لا إذعـانـا
لكنّ عمر الـمرء يـزحف لـلفنا
ما العمر إلاّ في السـباق حصـانـا
يسـعى بـنـا لـلـموت، أيـن مـَـفرّنــا؟
ونـغـيـب فـي درب الـمنون هـوانـا
تلكم حياتي مافهمت دروسها
عِـبَـرٌ تـجـادلُ ضـائــعـاً حـيرانـا
أرمي الـبـصـيرة، أو بـثـاقب نورها
في حيث ما تـجد الحياة مكانا
فــتـردّ طيف الروح نـفـسي ويحهـا
فـالعمر وهـمٌ، يــتـبع الـخـذلانـا
هو مَـن أنـا، أو غــيرنـا بـل كــلّنـا
فالكبرياءُ يـحـطّم الإنسانــا
مـهـما اشـمخـرَّ، إذا أصرّ جـنـونـا
عندالطموح سيسكن الأكفانا
الـموت، قيل هو الخـتـام فقلت: لا
الـموت كـان ولم يــزل عنوانـا
لكنّـمـا قـبـل المـمـات هــوانـا
إن كنت مـعـتزّاً وكنت جبانا
من لم يـذق في العمر ذلاً لم يكن
في الأرض معروفٌ لـه عـنـوانـا
جـئـنـا إلى دار الـفـناء نـزورهـا
فـاسـتقبلت زوّارهـا ضـيـفـانـا
لكن، تَساوَرَ في الظنون، مقامنا
عـنـد الفـنـاء ســيعبر الأزمـانـا
خبــنـا جـمـيعاً منذ آدم، ويــلــنــا
كيف البقـاءلـدى الفـنـاءرمانا؟
*****
زمـنٌ بـأعتـاب الزمـان عصـانـا
قـمـح الفرات سـيصبحـنّ زوانـا
قلب العروبـة تـستـغـيـث أمانــا
والجيش يصمت يـختشي السلطانا
والقحل يزحف، لا يضِيع مكانا
غدتِ الرياض بـارضنا كثبانـا
والبؤس حز بٌ يـسـتـبـيح حمانـا
نـــظـريـةٌ وضـعـو ا لـهـا بـرهـانـا
والجوع يُـقري مَن أراد سكونا
يـلـتـذٌّ شــتماً كلّ مَـن عادانــا
يـتـعـاطفون، فـيــبـذلــون هــوانـا
لـمن اشـرأبّ مـع الصمود طـعـانـا
لـم تـنطفِ حرب العراق ونارها
أبكلّ جـيـلٍ, نـُضـرم النيـرانــا؟
تلكُم مشـاعر أمّـةٍ, مـغـلـوبـةٍ,
فـالنفـط سبّـب لـعـنـةً لربـانـا
الـنفـط قـرّة أعـيـنٍ, تـاقت لها
أمـمٌ لها طـمـعٌ بـنـا وســوانـا
أين الـمفرّ من المجـاعـة، نـابـهـا
يـمـتدّ في كـلّ البلاد سِـنانا
كُتِبت قواميسٌ غدت قانونا
فـنّ اختلاس الناس قد عافانـا
هو في كتابٍ, مُنزلٍ, ومُفصّلٍ,
ومُفسّرٍ, ومُزخرفٍ, ألــوانــا(1)
ومؤاوّلٍ, ومُبـطّـنٍ, مُـتعـجرفٍ,
ومُـصـدّقٍ, ومكذّبٍ, أفـنــانـا
يقضي بنهب الناس قبل قدومهم
للكون حتّى يسكنوا الأكفانا
مـا أنـصتت لهم الضمائر سـمعها
قُـدّت ضمائر قـلـبهم صـوّانــا
وبـنـوا لــنــا بـديـارهم بُـنـيانـا
لـحـد الضمير، لـيـجهل الإنسانا
نـحن المخاوف، صحبةٌ تـرعانـا
قلـقٌ، خـواطرنـا تــصيــح أمـانـا
قـهـرٌ وفـقـرٌ صـامتٌ أحـيـانـا
لكن سينفذ صبرنا بركانـا
لم ينظروا آتي الزمان هـوانـا
يا منطـق التاريـخ لــن تــنـســـانـا
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد