تحية يا فتى الإسلام والعرب *** في غمرة الليل والإعصار الغضب
تحية.. وفلول الحق لاهثة *** وواثب الحق رغم الحرق لم يثب
تحية.. لك في السراء أبعثها *** وفي الشدائد في الآلام في النكب
ومن دياجي ملمات يضيق لها *** صدر الحليم أناجي كل ذي أرب
من أمتي وعوادي الدهر تطحنها *** في مهمة القحط والأجداب واللغب
من أمتي أمة كانت مكانتها *** فوق الثريا تخطت هامة الشهب
عزاً وبأساً.. وإيماناً تلوذ به *** في كل مصطدم في الدهر اضطرب
تجتاز ليل البرايا من مشاعلها *** وهج الهداية يجلو ظلمة الريب
شبابها درة الأكوان ما جنحوا *** لغير حق.. وما مالوا إلى لعب
إذا جنا الليل لم تلبث مضاجعهم *** أن حركتهن ترنيمات مغترب
جثوا أمام شديد الطول خاشعة *** أبصرهم ودموع الذل في صبب
والوحي عطّر أجواء الظلام ولو *** لا الوحي ما بزغوا كالصبح من عجب
تمتد أعمدة الضوء التي هتكت *** بقوة الحق ما استعصى من الحجب
يا ليل كم شهدت عيناك من بطل *** يبكي أمام جلال الله في رهب؟
وفي النهار ليوث.. كان واحدهم *** في ساحة الحرب كالإعصار كاللهب
في كف أروع لا يخشى *** وإن الموت ينقض كالموتور من قرب
والله أكبر.. رغم اليأس قنبلة *** عنيفة الحس ترمي القوم عنه كثب
يا للشهادة.. أعيتهم مذاهبها *** حيناً فما يئسوا من شدة لطلب
وللسيوف المواضي كم قضت وطراً *** وكم رأت خطراً في لجة الغضب؟
أولئك القوم آبائي مفاخرهم *** مفاخري.. وأنا أولى الورى بأبي
أعظم وأكرم بجيل كان منبته *** روض العقيدة في إثمارها العجب
ويا سعادته.. والكون يحضنه *** وينتشي من عظيم الحب كالحبب
ويا شقاوة أعداء قد احترقوا *** حقداً وضاق عليهم واسع السهب
غشى النواظر حتى ما تكاد ترى *** من الحقائق إلا صورة الكذب
فعد إلى الله..يا من عضه الألم الـ *** دامي ويا من ربي في دجية الريب
واحمل إلى الكون نور الحق إنك إن *** تحمل إلى الكون نور الحق في لب