صفي الدين الحلي يرثي الملك ناصر الدين عمر


 

بسم الله الرحمن الرحيم

بـكى عـليك الحُسامُ والقلم *** وانـفجع الـعِلم فيك والَعلَمُ

 

وضحت الأرضُ، فالعبادُ بها *** لاطِـمَـة والـبلاد تـلتطم

 

ُتـظهرُ أحـزانَها على مَلك *** جـل مـلوك الورى له خدم

 

أبـلجُ، غضّ الشباب مقتبل *** الـعُمر، ولـكن مجدُه هرم

 

مـحكَّمٌ فـي الـوَرى وآمِله *** يـحكم فـي الورى ويحتكم

 

يـجتمعُ الـمجدُ والـثناء له *** ومـالهُ فـي الـوفود يُقتسم

 

قـد سئِمَت جوده الأنام، ولا *** يـلقاه مـن بـذلهِ الندى سَأم

 

ما عُرفت منه (لا) ولا (نعم) *** بـل دونـهنّ الآلاءُ والـنعمُ

 

الـواهبُ الألف وهو مبتسم *** والـقاتل الألـفَ وهو مقتحمُ

 

مـبـتسمٌ والـكُماة عـابسة *** وعـابسٌ والـسيوفُ تبتسمُ

 

لـم يـعلم الـعالَمون ما فقدوا *** منه، ولا الأقربون ما عَدِموا

 

مـا فـقدُ فرد من الأيام كمن *** أن مـات مـاتت لـفقدهِ أُممُ

 

يا طالبَ الجود قد قُضي عُمر *** فـكل جُـود وجـوده عـدَم

 

فـالناسُ كـالعينِ إن نقدتهم *** تـفاوتت عـند نـقدك القِيم

 

مـضى الـذي كان للأنام أبا *** فـاليوم كـل الأنام قد يتِموا

 

وحـلّ داراً ضاقت بساكنها *** ودون أدنــى ديــاره إرم

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply