صفي الدين الحلي

14.2k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

سـلي الـرماح الـعوالي عن معالينا *** واستشهدي البيض هل خاب الرجا فينا

وسـائلي الـعرب والأتراك ما فعلت *** فـي أرض قـبر عـبيد الله أيـدينا

لـما سـعينا فـما رقـت عـزائمنا *** عـما نـروم ولا خـابت مـساعينا

يـا يـوم وقـعة زوراء العراق وقد *** دنـا الأعـادي كـما كـانوا يدينونا

بـضـمر مــا ربـطناها مـسومة *** إلا لـنغزو بـها مـن بـات يغزونا

وفـتية إن نـقل أصغوا مـسامعهم *** لـقـولنا أو دعـونـاهم أجابونا

قـوم إذا اسـتخصموا كـانوا فراعنة *** يـوما وان حـكموا كـانوا مـوازينا

تـدرعوا الـعقل جـلبابا فإن حميت *** نـار الـوغى خـلتهم فـيها مجانينا

إذا ادعـوا جـاءت الـدنيا مـصدقة *** وإن دعــوا قـالـت الأيام أمينا

إن الـزرازيـر لـمـا قـام قـائمها *** تـوهمت أنها صـارت شـواهينا

ظـنت تأني البزاة الشهب عن جزع *** ومـا درت أنـه قـد كـان تـهوينا

بـيادق ظـفرت أيدي الـرخاخ بها *** ولــو تـركناهم صـادوا فـرازينا

ذلـوا بـأسيافنا طـول الـزمان فمذ *** تـحـكموا أظـهروا أحـقادهم فـينا

لـم يـغنهم مـالنا عـن نهب أنفسنا *** كـأنـهم فـي أمـان مـن تـقاضينا

اخـلوا الـمساجد مـن أشياخنا وبغوا *** حـتـى حـملنا فـأخلينا الـدواوينا

ثـم انـثنينا وقـد ظـلت صوارمنا *** تـميس عـجبا ويـهتز الـقنا لـينا

ولـلـدماء عـلـى أثـوابـنا عـلق *** بـنشره عـن عـبير الـمسك يغنينا

فـيا لـها دعـوة في الأرض سائرة *** قـد أصـبحت فـي فـم الأيام تلقينا

إنــا لـقوم أبـت أخـلاقنا شـرفا *** أن نـبتدي بـالأذى مـن ليس يؤذينا

بـيـض صـنائعنا سـود وقـائعنا *** خـضر مـرابعنا حـمر مـواضينا

لا يـظهر الـعجز منا دون نيل منى *** ولــو رأيـنا الـمنايا فـي أمـانينا

إذا جـرينا إلى سـبق الـعلى طلقا *** إن لـم نـكن سـبقا كـنا مـصلينا

تـدافـع الـقـدر الـمحتوم هـمتنا *** عـنا ونـخصم صرف الدهر لو شينا

نـغشى الـخطوب بـأيدينا فـندفعها *** وإن دهـتـنـا دفـعـناها بـأيـدينا

مـلك إذا فـوقت نـبل الـعدو لـنا *** رمـت عـزائمه مـن بـات يرمينا

عـزائـم كـالنجوم الـشهب ثـاقبة *** مـا زال يـحرق مـنهن الـشياطينا

أعطى فـلا جوده قد كان عن غلط *** مـنه ولا أجـره قـد كـان مـمنونا

كـم مـن عـدو لـنا أمسى بسطوته *** يـبدي الـخضوع لـنا ختلا وتسكينا

كـالصل يـظهر لـينا عـند ملمسه *** حـتى يـصادف في الأعضاء تمكينا

يـطوي لـنا الغدر في نصح يشير به *** ويـمزج الـسم فـي شـهد ويسقينا

وقـد نـغض ونـغضي عـن قبائحه *** ولـم يـكن عـجزا عـنه تـغاضينا

لـكن تـركناه إذ بـتنا عـلى ثـقة *** أن الأمــيـر يـكـافيه فـيـكفينا


أضف تعليق