السيفيات

2.8k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

عَـلى قَـدرِ أَهـلِ العَزمِ تَأتِي العَزائِمُ *** وتَـأتِي عَـلَى قَـدرِ الـكِرامِ المَكارِمُ

وتَـعظُمُ فـي عَينِ الصّغِيرِ صِغارُها *** وتَـصغُر فـي عَـين العَظِيم العظائم

يُـكلّفُ سَـيفُ الـدَولَةِ الجَيشَ هَمّهُ *** وقـد عَجَزَت عنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ

ويَـطلب عِـندَ الـناسِ ما عِندَ نَفسهِ *** وذلِــكَ مـا لا تَـدَّعِيهِ الـضَراغِمُ

يُـفدّي أَتـمٌّ الـطَّيرِ عُـمرًا سِلاحَه *** نُـسورُ الـفَلا أَحـداثُها والـقَشاعِمُ

وَمـا ضَـرَّها خَـلقٌ بِـغَيرِ مَخالِب *** وقــد خُـلِقَت أَسـيافُهُ والـقَوائِمُ

هَـلِ الـحَدَثُ الـحَمراءُ تَعرِفُ لَونَها *** وتَـعـلَمُ أَي الـسـاقِيَينِ الـغَـمائِمُ

سَـقَتها الـغَمامُ الـغُرٌّ قَـبلَ نُزولهِ *** فَـلما دَنـا مـنها سـقتها الجَماجِمُ

بَـناها فـأَعلَى والـقَنا يَـقرَعُ القَنا *** ومَــوجُ الـمَنايا حَـولَها مُـتَلاطِمُ

وَكـانَ بِـها مِـثلُ الجُنونِ فأَصبَحَت *** ومِـن جُـثَثِ الـقتَلَى عَـلَيها تَمائِمُ

طَـرِيـدةُ دَهـرٍ, سـاقَها فـرددتها *** عـلى الـدِينِ بـالخَطّيِّ والدَهرُ راغِمُ

تُـفِيتُ الـليالِي كُـلَّ شـيءٍ, أَخذتَهُ *** وهُـنَّ لِـما يَـأخُذنَ مِـنكَ غَـوارِمُ

إذا كـانَ مـا تَـنوِيهِ فِعلاً مُضارِعًا *** مَـضَى قَـبلَ أن تُلقَى عَلَيهِ الجَوازمُ

وَكـيفَ تُرَجِّي الرُومُ والروسُ هَدمَها *** وَذا الـطَعنُ أسَـاسٌ لـها ودَعـائِمُ

وقـد حـاكَمُوها والـمَنايا حَـواكِمٌ *** فـما مـاتَ مَـظلُومٌ ولا عاشَ ظالِمُ

أَتَــوكَ يَـجُـرٌّونَ الـحَدِيدَ كـأنّما *** سَــرَوا بِـجِيادٍ, مـا لَـهُنَّ قَـوائِمُ

إِذا بَـرَقُوا لـم تُـعرَفِ البِيضُ مِنهُمُ *** ثِـيـابُهُمُ مــن مِـثلِها والـعَمائِمُ

خَمِيسٌ بِشَرقِ الأرضِ والغَربِ زَحفُهُ *** وفـي أذُنِ الـجَوزاءِ مـنهُ زمـازمُ

تَـجَـمّع فـيهِ كُـل لِـسنٍ, وأَمٌّـةٍ, *** فـمـا يُـفهِمُ الـحُدَّاثُ إِلا الـتَراجِمُ

فـلِـلّهِ وَقــتٌ ذوَّبَ الـغِشَّ نـارُهُ *** فـلـم يَـبقَ إِلا صـارمٌ أو ضُـبارِمُ

تَـقَطع مـا لا يَـقطَعُ الـدِرعَ والقَنا *** وفَـرَّ مـنَ الـفُرسان مَن لا يُصادِمُ

وَقَـفتَ وَمـا في المَوتِ شَكُّ لِواقِفٍ, *** كـأَنكَ فـي جَـفنِ الرَّدَى وَهوَ نائِمُ

تَـمُرٌّ بِـكَ الأَبـطالُ كَـلمَى هَـزِيمةً *** ووَجـهُكَ وَضَّـاحٌ وثَـغرُكَ بـاسِمُ

تـجاوَزتَ مِـقدارَ الـشَجاعةِ والنُهَى *** إلـى قـولِ قَـومٍ, أَنـتَ بالغَيب عالِمُ

ضَـمَمتَ جَـناحَيهم على القَلبِ ضَمّةً *** تَـمُوتُ الـخَوافِي تـحتَها والقَوادِمُ

بِـضَربٍ, أَتَـى الهاماتِ والنَصرُ غائب *** وحَـتى كـأنَّ الـسيف لِلرُمحِ شاتِمُ

ومَـن طَـلَبَ الـفَتحَ الـجَلِيلَ فإنَّما *** مَـفاتيحُهُ الـبِيض الخِفافُ الصَوارِمُ

نَـثَـرتَهُمُ فَــوقَ الأُحَـيدِبِ كُـلِّهِ *** كَـما نُـثِرت فَـوقَ العَرُوسِ الدَراهِمُ

تَـدُوسُ بِكَ الخيلُ الوُكورَ على الذٌّرَى *** وقـد كَـثُرَت حَولَ الوُكورِ المَطاعِمُ

تَـظُنَّ فِـراخُ الـفُتخِ أَنـكَ زرتَـها *** بِـأُمَّـاتِها وَهـيَ الـعِتاقُ الـصَّلادِمُ

إِذا زَلِـقَـت مَـشَـيتَها بِـبُـطُونِها *** كَـما تَـتَمشَّى فـي الـصَعيد الأَراقمُ

أَفِـي كُـلِّ يـومٍ, ذا الـدٌّمستُق مُقدِمٌ *** قَـفاهُ عـلى الإِقـدامِ لِـلوَجهِ لائِـمُ

أَيُـنكِر ريـحَ الـلّيث حـتّى يَـذُوقَه *** وقـد عَـرفَت رِيـحَ الليُوث البهائِمُ

وقـد فَـجَعَتهُ بِـابنِهِ وابـنِ صهرِهِ *** وبـالصِهرِ حَـملاتُ الأَمـيرِ الغَواشمُ

مَضَى يَشكُرُ الأَصحابَ في فَوتِهِ *** الظُبى لِـمَا شـغلتها هـامُهُم والـمَعاصِمُ

ويـفهَمُ صَـوتَ الـمَشرفيَّةِ فـيهِمِ *** عـلى أَنَّ أَصـواتَ الـسُيُوفِ أَعاجِمُ

يُـسَرٌّ بـما أَعـطاكَ لا عَـن جَهالةٍ, *** ولـكِنَّ مَـغنوماً نـجا مِـنكَ غـانِمُ

وَلـسـتَ مـلِـيكًا هـازِمًا لِـنَظِيرِه *** ولـكِـنكَ الـتَّوحِيدُ لِـلشِركِ هـازمُ

تـشَـرَّفُ عَـدنـانٌ بِـهِ لا رَبـيعةٌ *** وتَـفـتخِرُ الـدٌّنيا بِـهِ لا الـعَواصِمُ

لَـكَ الـحَمدُ فـي الدُرِّ الَّذي *** لِيَ لَفظُهُ فـإِنَّـكَ مُـعـطيه وإنِّــيَ نـاظِمُ

وإِنِّـي لَـتَعدو بي عَطاياكَ في الوَغى *** فَـلا أَنـا مَـذمُومٌ ولا أَنـتَ نـادِمُ

عـلـى كُـلِّ طَـيَّارٍ, إلـيها بِـرِجلِهِ *** إِذا وَقَـعَت فـي مِـسمَعَيهِ الغَماغِمُ

أًلا أَيٌّـها الـسَّيفُ الَّـذي لَيسَ مُغمَداً *** وَلا فـيهِ مُـرتابٌ ولا مِـنهُ عـاصِمُ

هَـنِيئا لِـضَربِ الهامِ والمَجدِ والعُلَى *** وَراجِـيـكَ والإِسـلامِ أَنـكَ سـالِمُ

ولِـم لا يَـقِي الرَّحمنُ حَدّيكِ ما وَقَى *** وتَـفلِيقُهُ هـامَ الـعِدَى بِـكَ دائِـمُ


أضف تعليق