أنواع النسيان


بسم الله الرحمن الرحيم 

هناك نوعان من النسيان

-   النسيان العادي... وهو نسيان سوي ويحدث كثيراً في حياتنا اليومية العادية، كأن ينسى الطالب قصيدة من الشعر حفظها منذ فترة أو ينسى بعض الدروس التي ذاكرها من قبل، لأنه لم يركز عليها بطريقة كافية، وقد ينسى الشخص العادي موعده مع صديقة له سبق أن وعده بزيارته... الخ.

 

-   النسيان المرضي... وهو معروف في علم النفس باسم الأمنزيا، فهو يحدث عندما يفقد الشخص ذاكرته بسبب وقوع حادث له.. كأن يفقد الشخص فجأة كل ثروته.. أو يفقد - في حادث - جميع أسرته، كما يحدث أيضاً نتيجة لتلف مراكز الأعصاب في المخ بسبب تناول المشروبات الروحية أو بسبب ضربة قوية تصيب المخ.

 

    كما أن الشخص يصاب بما يسمى بـ( نسيان الشيخوخة) عندما يطول به العمر ويصل لمرحلة الشيخوخة.

 

    وأغلب حالات النسيان التي يعاني منها الطلبة والطالبات - خاصة في فترة ما قبل الامتحانات - هي من النوع الأول من النسيان.

 

·   كيف يحدث النسيان؟

 

  لكي نعرف متى يحدث النسيان.. يجب أن نعرف أولاً أنواع التذكر..فالتذكر نوعان:

*   التذكر التلقائي.. وهو يحدث آلياً دون تدخل إرادة الإنسان.. فمثلاً عندما ينتهي الطالب من مرحلة الدراسة ويتسلم الوظيفة.. فإنه إذا رأى في الشارع أحد أساتذته الذين كانوا يقومون بتدريسه، عندئذ يتذكر هذا الشخص بعض المواقف المعينة التي حدثت له مع هذا المدرس.. وهذا يسمى تذكر تلقائي.

 

*   التذكر المقصود..وهو الذي يقوم به الشخص بنفسه في الوقت الذي يريده.

   فمثلاً عندما يقوم الطالب بتأدية الامتحان، فهو يحاول أن يتذكر المعلومات التي تتطلبها إجابة السؤال، فهذا التذكر هو التذكر المقصود..فالنسيان إذا يحدث عندما يحاول الشخص أن يقوم بعملية التذكر المقصود فقط. أما التذكر التلقائي فلا مجال للنسيان فيه..لأنه تذكر غير مقصود يتحقق دون استدعاء ودون حاجة إليه.

 

·     عوامل النسيان:

    قيل أن الإنسان سمي بهذا الاسم لأنه كثير النسيان!! والنسيان بحد ذاته ليس صفة سلبية في حياة الإنسان بل له الكثير من الإيجابيات، فهو ينسينا الهموم والمشاكل والمصائب التي تحل بنا كهم الرسوب في أحد الامتحانات أو الخوف من عدو أو موت عزيز.

 

    ولو يتذكر الإنسان كل هذه الأحداث والآلام لربما لا تستقر حياته النفسية والعقلية.. وقد يأتي السؤال التالي: لماذا أنسى مع أنني ذاكرت جيداً؟ أو لماذا ننسى ما تعلمناه في الدرس السابق؟

 

     والجواب ..إن هناك عوامل للنسيان ومنها ما يلي:

    1.   الاستذكار في حالة التعب والإرهاق.

 

   2.   كراهية أية مادة دراسية تؤدي إلى نسيانها، فالإنسان يتناسى ما يكره حتى  ينساه.

 

   3.   عدم تكرار ما يتم استذكاره وإن تم التكرار فبصورة آلية لا تساعد على تثبيت المعلومات.

 

    4.   عدم التركيز والانتباه سواء في قاعات الدراسة أو أثناء الاستذكار.

 

    5.   الاستذكار دون فهم وإدراك لجزئيات الموضوع ونقاطه المهمة

 

    6.   إرهاق العقل بالاستذكار لمدة طويلة.

 

   7.   عدم المراجعة بشكل منتظم للمواد الدراسية وبالقدر الكافي.. فنحن عادة ننسى إن لم نحاول استعادة ما تعلمناه مع مضي الوقت.

 

  8.   مذاكرة المادة أو بعض أجزائها ثم تركها لمدة طويلة حتماً سيؤدي إلى نسيان ما تم استذكاره.

 

   9.   إرهاق العقل بالاستذكار لمدة طويلة.

 

   10. عدم الثقة بالنفس في القدرة على التذكر.

 

  11. عدم تنظيم المذاكرة واستذكار أكثر من مادة في وقت متقارب يحدث نوعاً من الخلط يؤدي في النهاية إلى النسيان.

 

   12.   تعرض الطالب لأزمات صحية قد يؤدي إلى نسيان المعلومات.

 

  13. تعرض الطالب لأمراض نفسية (قلق، اكتئاب، هم) التي تؤثر تأثيراً بالغاً في استعداد الطالب وسيره في الدراسة. فكيف يستطيع الطالب أن يدرس للاختبار و( ما له نفس)! كيف يستطيع الطالب أن يشارك في الدرس وهو (مكتئب) ! بلا شك إن هذه الأمراض النفسية قد لا يكون سببها الوحيد المعاصي، بل هناك عوامل أخرى خارجية اجتماعية..كالمشكلات بين الأب والأم، ضعف الحالة المادية، مشكلات في الأسرة مع الإخوة أو الأقارب..الخ.

 

   14. عدم استخدام الخبرة السابقة بحيث يمضي عليها وقت طويل من غير إخراجها للواقع وتفاعلاته..ومن ثم تبقى في زوايا النسيان.. وذلك بعكس الخبرات والمهارات والمعارف التي نستخدمها في فترات متقاربة.. وبالتالي تكون حية ونشيطة ولا تكون عرضة للنسيان..فالنسيان يحدث بسبب مضي مدة طويلة على المعلومات دون استدعائها.. وتجدر الإشارة إلى أن من أهم القوانين المعروفة في المجال التعليمي قانون الاستخدام أو الاستعمال الذي يشير إلى أن الارتباطات العصبية تقوى عن طريق الممارسة وتضعف بسبب الإهمال وعدم الاستعمال.

 

  15. يحدث في حالة العقد النفسية التي تصيب بعض الأفراد وتحدث لهم اضطرابات نفسية.

 

  16. يحدث النسيان كذلك نتيجة تغير اهتمام الشخص بالموضوع وانتقال ميوله إلى موضوعات أخرى، فالشخص يتذكر ما يحبه ويميل إليه من موضوعات وينسى ما يكرهه..ومن هنا ينادي خبراء التربية بربط المعلومات بميول الطلاب واهتماماتهم.. وبذلك لا تكون هذه المعلومات عرضة للنسيان.

 

   17. يحدث النسيان لاكتساب خبرات جديدة في الحياة اليومية تؤثر على الخبرات القديمة وتطغي عليها.

 

    فقد حدث أن أجرى عالم النفس ابنجهاوس تجربة على مجموعتين من الأفراد كلفهم بحفظ موضوع معين، وطلب من الفريق الأول أن ينام بعد ذلك مباشرة.. في حين أنه سمح للفريق الثاني أن ينصرفوا إلى أعمالهم اليومية العادية.. وبعد ذلك طلب من أفراد الفريقين أن يتذاكروا ما حفظوه سابقاً.. فكانت النتيجة أن درجة تذكر الفريق الذي استراح أكبر من درجة تذكر الفريق الآخر الذي استمر في العمل واكتساب خبرات جديدة.

 

         ولعله لهذا السبب اقترح في جدول المذاكرة أن يعطي كل طالب لنفسه فترة استراحة بين مذاكرة المادة والمادة الأخرى لا تقل عن نصف ساعة..يقضيها في راحة تامة بعيداً عن المذاكرة..حتى يريح عقله من ناحية..وحتى لا تتداخل المعلومات في بعضها من ناحية من أخرى.

 

        وأحذره من أن يكثر من النشاط الخارجي.. كنشاط الكرة والمباريات الرياضية.. الخ، وذلك حتى لا يتشتت ذهنه بين المذاكرة وهذه النشاطات.. فيحدث النسيان.

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply