شهادة الطفولة

4.8k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى رموز الشهادة والبطولة الذين يذودون عن شرف الأمة بأجسادهم الصغيرة.

لا تحرميهِ! من رصاصِ عُداتِهِ *** هوَ الأمينُ على مَصيرِ حياتِهِ

بَل شَجِّعيِه لكي يموتَ بعزةٍ, *** يا أمٌّ كوني من دُعاةِ مماتِهِ

غَضِبَت أناملُهُ الرقيقةُ فانبرى *** حجرٌ أطاعَ الأمرَ في هجماتِهِ

القدسُ تُنظرُ في صفاءِ عيونِهِ *** والمسجدُ الأقصى على بسماتِهِ

وشواطئُ البحرِ الغضوبِ بأعينٍ, *** قَذفَت جحيمَ الموجِ من نظراتِهِ

من سَددَ الأولى لرأسٍ, شامخٍ,؟ *** من سددَ الأخرى إلى خفقاتِهِ؟

فاستبشرَ الزيتونُ بالعبقِ الذي *** روَّى عروقَ الأرضِ من قَطَراتِهِ

فإذا الشقائقُ زينة لضريحهِ *** وأزاهرُ الليمونِ في وجناتِهِ

سيعيشُ في التاريخِ رمزاً خالداً *** ويظلٌّ يصرخُ في جموعِ رُماتِهِ:

قاومتُ بالحجرِ الصغيرِ جحافلاً *** ونقشتُ تاريخاً على صفحاتِهِ

واجهتُ سيلَ النارِ صدراً عارياً *** وقذائف الجزارِ مع هرواتِهِ

وسلكتُ دربَ (الله) رغمَ طفولتي *** أحيا مع الأبرارِ في سمواتِهِ

الراقصونَ على الجراح تراهمُ *** يتسابقونَ اليومَ كسرَ قناتِهِ

يتآمرونَ على الصغيرِ لأنهم *** يتجرعونَ الذلَ من وثباتِهِ

يتآمرون على بقايا دمعِهِ *** وعلى عذاب الموتِ في سكراتِهِ

ماذا نقولُ عن البطولةِ؟ إنها *** جزءٌ صغيرٌ من عظيمِ صفاتِهِ

ماذا نقول عن الشهادة إنه *** يرجو لقاءَ الموتِ في ساحاتِهِ

يا حاملا نعش البراءة لم تزل *** تَمضي ببحرِ الموتِ في سكناتِهِ

إن فار تنور الشهادة لم يذر *** في الأرضِ نمروداً يتيهُ بذاتِهِ

سيدك أعناق الطغاة لينتهي *** عصرُ الجريمةِ بانتهاءِ طغاتِهِ


أضف تعليق