إلى رموز الشهادة والبطولة الذين يذودون عن شرف الأمة بأجسادهم الصغيرة.
لا تحرميهِ! من رصاصِ عُداتِهِ *** هوَ الأمينُ على مَصيرِ حياتِهِ
بَل شَجِّعيِه لكي يموتَ بعزةٍ, *** يا أمٌّ كوني من دُعاةِ مماتِهِ
غَضِبَت أناملُهُ الرقيقةُ فانبرى *** حجرٌ أطاعَ الأمرَ في هجماتِهِ
القدسُ تُنظرُ في صفاءِ عيونِهِ *** والمسجدُ الأقصى على بسماتِهِ
وشواطئُ البحرِ الغضوبِ بأعينٍ, *** قَذفَت جحيمَ الموجِ من نظراتِهِ
من سَددَ الأولى لرأسٍ, شامخٍ,؟ *** من سددَ الأخرى إلى خفقاتِهِ؟
فاستبشرَ الزيتونُ بالعبقِ الذي *** روَّى عروقَ الأرضِ من قَطَراتِهِ
فإذا الشقائقُ زينة لضريحهِ *** وأزاهرُ الليمونِ في وجناتِهِ
سيعيشُ في التاريخِ رمزاً خالداً *** ويظلٌّ يصرخُ في جموعِ رُماتِهِ:
قاومتُ بالحجرِ الصغيرِ جحافلاً *** ونقشتُ تاريخاً على صفحاتِهِ
واجهتُ سيلَ النارِ صدراً عارياً *** وقذائف الجزارِ مع هرواتِهِ
وسلكتُ دربَ (الله) رغمَ طفولتي *** أحيا مع الأبرارِ في سمواتِهِ
الراقصونَ على الجراح تراهمُ *** يتسابقونَ اليومَ كسرَ قناتِهِ
يتآمرونَ على الصغيرِ لأنهم *** يتجرعونَ الذلَ من وثباتِهِ
يتآمرون على بقايا دمعِهِ *** وعلى عذاب الموتِ في سكراتِهِ
ماذا نقولُ عن البطولةِ؟ إنها *** جزءٌ صغيرٌ من عظيمِ صفاتِهِ
ماذا نقول عن الشهادة إنه *** يرجو لقاءَ الموتِ في ساحاتِهِ
يا حاملا نعش البراءة لم تزل *** تَمضي ببحرِ الموتِ في سكناتِهِ
إن فار تنور الشهادة لم يذر *** في الأرضِ نمروداً يتيهُ بذاتِهِ
سيدك أعناق الطغاة لينتهي *** عصرُ الجريمةِ بانتهاءِ طغاتِهِ