أيا صحبي
يراعي الآن يخبركم.. وينبئكم
بقصة شاعر مجنون..
وينقلكم إلى الماضي
إلى دار يعيش بها.. وفيها الأهل والجيرة
إلى حيّ من الأحياء.. في وطني الكبير الحد
يراعي الآن يخبركم.. وما عهدي به يكذب
عن الطفل الذي كانت حياة زمانه جدّا
وكيف الناس في بلدي تحقّر كل من يلهو
وتحيا العمر أحيانا.. ولكن حزنها أكبر
وتعجب عندما يمضي نهار اليوم في فرح
وتدعو الله في لهف وتسأله
(أيا ربّي.. ألا اجعل ذلكم خيرا)..
وتمسح باليدين الصدر في صمت وتبتهل
أحدّثكم عن الإخوان والأمّ
وكيف نعيش مثل النخل.. في صبر وفي عزم
ومثل البدر.. مثل الليث.. مثل السيف في وحدة
ونستدني الغد الآخر
غد الفردوس والأنهار والعسل
ونزرع عمرنا أملا.. وما أحلاه من أمل
يفوق العمر والتحساب
أحدّثكم عن الوالد..
أقول لكم.. مضى كالبرق.. يحمل روح رسّام
واذكره بكلّ صباح
يقرأ آي قرءان
يرتّلها فيغدو الكون.. كل الكون آذانا..
وأذكره.. يسير الليل للمصلى
يؤذّن في ندى الأسحار
يشهد بالنداء الجنّ والأشجار
(أيا أهل التقى هبّوا )
(لصوت ندائه لبّوا)
(صلاة الفجر أدّوها.. يزل عن روحكم جدب)
أيا أرواح فانتبهي.. ويا أشباح.. جاء نهار
وأذكره.. يضاحك طفل ابنته
يناغيه.. و يتركه ليلعب في معيّته
يغازل ثمّ مسبحة
((يطقطق)) حبّها هزجا بذكر الله.. لا يفتر
وفي فجر يتــيم ما له أبوان أو عمّ
تهدّم ركن دارتنا.. ولا أدري
تكسّر في يدي القلم..
وصم ّ عن الكلام فم
وكاد الصبح ينبهم
.. ولا أدري
أيا صحبي.. يراعي الآن يخبركم.. بقصّ ذلك الشاعر
وكم ذا حاولوا عمدا ليغتالوا ابتسامته
وذاك الطفل في روحه
أرادوا خطف لعبته.. حبيبته
دواة الحبر والألوان
وداسوا وردة حمراء كان يحبّها جدّا
نمت في أخضر الجدران.. في قلبه
وكان الحقد يقتلهم.. ويشويه
ولا أحد به يدري.. سوى الأنوار في الفجر
وغير الموج في الشطئان
و..لا أدري..لا أدري..لا أدري!!!
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد