بسم الله الرحمن الرحيم
ما المناسـبات الإسلامية إلا اصطفاء من الله - تعالى - لبعض الأزمان وتخصيص لها بعبادات ووظائف.
تأتـي تلك المناسبات الكريمة فتحرك الشعور الإسلامي في أهله ليُقبلوا على الله - عز وجل - فيزدادوا طهراً وصفاءاً ونقاءاً.
يُقبـل شـهـر الله المـحـرم فيدعو المسلمين للصيامº حيث يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: \"أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم\"(1).
وفي الوقت الذي يذكِّرنا فيه هذا الشهر بهجرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بداية ظهور الدعوة وقيام دولة الإسلام ـ نـجــد فـيــه يوماً يذكِّرنا بانتصار نبي آخر هو موسى - عليه الصلاة والسلام -. ذلكم هو يوم عاشوراء ـ العاشر من المحرم ـ.
ولقد حبا الله هذا اليوم فضلاً، فضاعف فيه أجر الصيام. ثم كان للناس فيه طرائق فأدخلوا فيه وأحدثوا وزادوا.. إما رغبة في الخير، أو مجــاراة للناس، وإما اتباعاً للهوى وزهداً في السنة.
من هـنـا نـشـــأت الـحـاجة لبيان فضل هذا اليوم، وما يشرع فيه، وبيان أحوال الناس في تعظيمه، مع وقـفـــــات تبرز مــن خــلال الـمطالعة والبحث في هذا الموضوع، أسأل الله - تعالى - الهدى والسداد، وأن ينفع بهذه السطور.
أولاً: خصوصية عاشوراء وفضل صومه:
جـاء في فضل عاشوراء أنه يوم نجَّى الله فيه نبيه موسى - عليه الصلاة والسلام - والمؤمنين معه، وأغـــرق فيه فرعون وحزبهº فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدم المديـنـة، فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \"ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ \" فـقـالـوا: هــــذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرّق فـرعـون وقومه، فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \"فنحن أحق وأولى بموسى منكم\" فصامه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمر بصيامه(2)، وها يحتـمل أن الله - تعالى -: \"أوحى إليه بصدقهم، أو تواتر عنده الخبر بذلك\"(3).
وقـد جاء بيان فضل صيام يوم عاشوراء في حديث أبي قتادة أن الن
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد